سلام من الله أغلى الأحبة في الله
أخواتي الغاليات للحظة ظننتني لن اكون بينكن ثانية
كنت سأغادر هذه الدنيا الفانية الى دنيا ثانية ...حيث الخلود ...
تخونني العبرة و يداي ترتجفان ...لم يمض على وصولي البيت ...
بضع دقائق ...لأهرول اليكن أحكي تفاصيل ما حدث معي هذه الصبيحة
نجوت من من موت محقق بأعجوبة بسبب حادثة سير مروع
و انا عائدة من مدينة زوجي الى مدينتي حيث مقر عملي
سأستجمع قواي و اروي ما حدث عل فيه العبرة لمن اراد ان يعتبر
و عل ربي يغفر به بعضا من زللي و يجعله في ميزان حسناتي يوم العرض
و انا عائدة من مدينة زوجي الى مدينتي حيث مقر عملي
سبحانك ربي كل يوم تثبت لي أنك تحبني
خرجت على الساعة العاشرة من مدينة (...)التي تبعد 100km
عن مدينة (..)التي أقطنها ...كنت في زيارة لزوجي ..
أمضيت رفقته يومين ...و الله لكأني لم أره خلالهما رغم انه لم يفارقني لحظة واحدة ...
حتى اني ليلة امس ...بكيت و انا اناظره و هو نائم ..
ايقظته عبرتي فاستفسر عن السبب لأخبره اني لم اشبع من وجهه بعد
و مضطرة للعودة لعملي صبيحة الاثنين كالعادة
عانقني و مسح الدمعة من مقلتي و اخبرني أن لا حل بيدنا الا الصبر...
استيقظت و جلست مع حماتي ...أروع حماة في الكون و لله الحمد
و المنة ...لم تنفك عن الدعاء لي بل لنا بأن يجمع الله شملنا و يرزقنا الذرية الصالحة
قبلت رأسها و يديها فاذا بصوت زوجي يعلمني أن التاكسي (سيارة الجرة )قد و صلت ...
غادرت و لا أزال اسمع دعوات حماتي و التفت فأرى نظرات زوجي ترمق السارة و نحن نبتعد شيئا فشيئا ...
مسحت عبرة بللت خدي ...لكن العبرات توالت رغما عني فلم أستطع منعها من الانسياب بغزارة
بعد 15دقيقة نزلت من التاكسي لأستقل تاكسي آخر
لكن المكان المخصص لها كان فارغا الا من أصحاب سيارات عادية
في غفلة عن رجال الأمن قاموبمضاعفة ثمن أجرة التاكسي
استغلو ا حاجة الناس و عجلتهم للوصول الى مقر عملهم أو قضاء حوائجهم
لم يمنعني الثمن لكني خفت أن أستقل سيارة لا اعرف هوية صاحبها
فآثرت الانتظار و المكان غاص بالناس ...
أقلب وجهي يمنة و يسرة و أسلي نفسي بالنظر هنا و هناك ...
فجأة لاحت سيارة أجرة على بعد امتار ...لم يجرؤ سائقها على الدخول الى المحطة مخافة أن يزدحم عليها الركاب فيكسروها
رأيت شابا بالقرب مني قد استعد للركض فتوسلت اليه ان يحجز لي مكانا بجواره لأني لن استطيع الركض بسبب كعبي العالي
و لأن الساعة كانت تشير الى 11 و دوام عملي على الساعة 14
فعلا قام الشاب بالازم
ركبنا و انطلقت السيارة كنت المرأة الوحيدة بين 6رجال ...
لم يرق لي الوضع خصوصا و ان الشاب حجز المقعد المامي لي و له
لكني مجبرة ..(أعلم ان العديد سييتعجب و يندهش لما احكي لكنه عادي جداااافي دولتنا بل هنا أمور أغرب من هذا )
قطعت السيارة الكيلومترات الأولى ...أحسست بالضيق ...خصوصا و ان الحرارة كانت تتجاوز 35و صاحب السارة لم يشغل الراديو أو المسجل
عم الهدوء المكان و غفى معظم راكبي السيارة ...
شرعت في الاستغفار فقد اعتدت عليه مذ قرأت عنه في المنتدى
أفتر عنه دقائق و يشرد ذهني و اعود اليه اخرى ...
فجأة سمعت همسا فاذا به الشاب الجلس بجواري يستفسر عما اذا كنت أسافر دوما بين المدينتين ...
علمت انها وسيلة لفتح حوار ...ربما ظنني طالبة ..فكرت في
البداية الا أجيبه لكنه كان سيعاود المحاولة مرات و مرات
فأجبته اني آتية في زيارة لزوجي
اعتذر و لزم الصمت ...
ثم غفا ...استمرت انا في النظر عبر النافذة ...
فجأة لفت نظري أن السيارة تتأرجح في الطريق ...
صوبت نظري وجهة السائق فبدا لي مستيقظا ...يقود ...
لم اكد أستدير برأسي حتى ...كانت السيارة في المنحى الآخر ...انحرفت بنا ...خلت ان سوف يعود بسرعة الى ممرنا
لكن الواضح ان شيئا ما ليس على ما يرام فالشاحنة امامنا لا
يفصلنا عنها الا اميال ...أنحرفت الشاحنة بسرعة و اطلق سائقا صفارة انذار
استفاق على اثرها صاحب سيارة الأجرة لكن الوقت لم يكن
كافيا ليعود الى مساره فارتطمنا بالسيارة الآتية أمامنا
و كانت الصدمة قوية و في الجهة التي تليني أنا
فلم تتوقف السيارة الا في حفرة بجانب الطريق بأمتار
من هول الصدمة و دوي الارتطام كنت كمن فقدت الوعي
غرست اظافري بالشاب بقربي
فزع و استفاق مرعوبا يسأل ماذا جرى ؟؟؟
لم اجبه ففك يدي من قميصه
كان الشبان الربعة في الخلف قد خرجوا من التاكسي و كذا السائق ..
بقيت انا و الشاب حاول أن يفتح الباب من جهتي فلم يفلح
و كذلك فعل من توقف من المارين بسياراتهم
بعد رؤية الحادثة ...أبى الباب ان يفتح
فقد كسر تماما ...فساعدوني للنزول من جهة باب السائق
لم انبس بحرف واحد ...
التف الناس حولي ...يسألون عما اذا كنت قد اصبت بسوء
خانتني العبرة و لزمت الصمت و اكتفيت يايماء رأسي
و شريط يمر من امامي صورة زوجي ..أبواي امي و ابي ...
اخواني تلاميذي ...حماتي ..
ثم ذنوبي
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه من ذنوبي لو ان الله جعل خاتمتي الآن
بماذا كنت سألقاه
كيف سأواجهه و انا محملة بأطنان من الذنوب
حمدااااااا لك ربي ....
لازلت اسمع عبارات الناس من حولي حمدااااا لله على سلامتك
يجب أن تتصدقي
شكرااااا لله
صلي ركعتين ...
احمدي الله
اليوم ولدت
لا بد انك بارة بوالديك
و كأنك ولية من الأولياء
كل و ما يقول
و أكثر الكلام لم أسمعه ...بل سمعته و لم أفقهه
السيارتان سيارة الأجرة و السيارة التي ارتطمنا بها ...قد كانت خسائرهما فادحة...
تجمدت في مكاني و استعدت شريط حياتي ...
وركزت على شريط الأيام القلائل الماضية
فعلا لابد أن الله نجاني من موت محقق لي بالأخص
دون بقية الركاب لأن الصدمة كانت في جانبي أنا
لابد ان لله حكمة في ذلك
ربما كان انذارا آخر لي ...
و لعل ما تصدقت به في هذه الأيام كان له الأثر الواضح في عدم اصابتي بسوء
أقسم أني هذا الشهر لم يتبق من راتبي ما أمضي به بقية الأيام
لكني رغم ذلك أعطيت أكثر من نصفه أبتغي أجرااااا من الله
والله لا اقولها رياء انما لتعلموا أن للصدقة فوائد جمة منها رد القضاء ...
انسحبت بصمت من جمهرة الناس
واستقليت سيارة أجرى اخرى و اتجهت نحو بيت اهلي
و انا احمد الله ...
و رأيت ان من واجبي أن أخبركن و أنبه الى اهمية الصدقة
و الاستغفار ...
و كذا الدعاء من ظهر الغيب فربما تصاف دعاء حماتي لي
أمي و من جدت عليهم بالصدقة مع استغفاري
فكان حائلا دوني و دون اصابتي بسوء
أختكن yamama27
للعلم لم استطع الذهاب الى العمل
لأن عيناي لا تكفان عن ذرف العبرات
و جلست أخط هذه الكلمات
الروابط المفضلة