أمي الحبيبة: أنا ابنتك الغالية التي طالما أردتها أن تكبر وتترعرع أمام عينيك، تتمنين فيها الابنة الصالحة، ثمرة دنياك وآخرتك، تتميز بشخصية قوية، متحملة للمسؤولية، وشامة بين الأقران في كل ميدان.
أمي: ها أنا ودعت مرحلة الصبا وأنا اليوم أعيش مرحلة المراهقة، أحس فيها بكل همسة ونسمة، أحب أن ألبس وأتزين، أريد أن أقول للكل أنا أجمل الفتيات، أشعر بالرضا نحو أفعالي وأقوالي، أنا شابة أريد أن أفرح وأتعلم وأخطأ، أنا زهرة تريد أن تتشمس تحت السماء.
للأسف حبيبتي، أسمع منك فقط لماذا فعلت كذا؟ من أين أتيت؟ انظري إلى حالك؟ ما هذا اللباس؟ لم تفعلين كذا أو كذا...؟ رأسي يريد أن ينشق من كثرة الأوامر وكأني جندي ينتظر فقط ما يأمره به سيده.
حبيبتي ، أنت الأم الحنون كنز الفطرة، أنت من عليه أن يتعهد المبذور والمزروع، فكم تمنيت أن تحضنيني وتقبليني وتصاحبيني، وأن تكوني واحة لطف أجد فيها صدرك الحنون أروي به عطش تعصبي، وعقلك الرصين أنير به ظلمات أفكاري.
أرجوك يا أمي: لا تظني أن الشجرة تنمو من تلقاء نفسها، فبعدما وضعت البذرة ارويها بعطف وحنان، ورشد وإلهام، وفرح وإيثار، خاصة إن كنت في مستهل الطريق وأعيش السن الذي يعيق،ضاعفت جهودك لكي لا أغفو بل أستفيق.
أدعوك يا أمي، أن تقنعيني ولا تقمعيني، حاوريني ولا تجافيني، و إني أدعوك أيضا أن تكوني توأم روحي، ومكمن خواطري وأمينة أسراري، وصديقة أفكاري، فهل تقبليني يا أمي؟
منقول
[IMG]file:///D:/Mes%20images/islamic/CARD31%5B1%5D.jpg[/IMG]
الروابط المفضلة