قبل سنوات تقدم لخطبتي أحدهم ولم يحصل بيننا نصيب .. لكني لازلت أذكر تلك الخطبة وأتذكر كيف كنت سأتزوجه لولا إرادة الله .
إليكم القصة من أولها ..
قبل سنتين تحديداً تقدم أحمد لخطبتي .. وتبعاً لعاداتنا وتقاليدنا فقد سأل عنه أبي وأخوتي واتضح انه شاب جيد ..
وقد وافقت بدوري فلا يصح لي الرفض لأنه لاسبب واضح لرفضي ..وفي إحدى الليالي وقبل أذان الفجر استلمت رسالة قصيرة على هاتفي النقال .. في البداية دهشت وخفت من سيرسل لي في هذا الوقت المتأخر والرقم لا أعرفه .
لكني فتحت الرسالة فهي رسالة وحسب ولن يضرني فتحها .. وجدت فيها : من أحمد ابن فلان .. أعرف أن عاداتنا وقبائلنا تمنع الرؤية الشرعية لكني أصر عليها وأريد منك أن تنظري إلي .. سأكون اليوم بعد صلاة العصر عند باب بيتكم لأقابل والدك .
ارتبكت كثيراً .. فعائلتي تمنع رؤية بناتها الرؤية الشرعية وكثيراً ماتمتم ابوي بأنهما تزوجا دون ان يرى احدها الآخر وهاهما أبوين لخريجي الجامعات .
لم أع ما سأفعله لكني قمت لصلاة الفجر فقد ارتفع اذانه في الأجواء .. ثم قعدت بعد ركعتي السنة لأستخير الله ..
واخذت ادعو الله إن كان نظري لأحمد خير لي في حياتي ودنياي وآخرتي أن ييسره لي وإن كان شراً لي أن يصرفه عني ويقدر لي الخير حيث كان ويرضني به .
وجاءت صلاة العصر بعد أن مر اليوم ثقيلاً طويلاً .. كنت ارتجف واطرافي متجمدة ..اختبأت في اقرب غرفة من مدخل المنزل وبعد أن سلم الإمام قمت بهدوء إلى النافذة انظر ماذا سيحدث .
اطل بعد أن نفد صبري وكان يركز نظره نحو نوافذ البيت ولا يعلم من أيها سأنظر .
لم يكن ليعيبه شيء .. لكن نفسي أبته .. كان متوسط الطول ومتوسط الجسم عليه سمات الصلاح .. لكني لم استطيع قبول شكله .
أحسست أني أنظر لشخص من المستحيل أن يصبح زوجي . شعرت بحرارة تسري في جسدي ورغبة عارمة في البكاء . تركت النافذة وعدت مسرعة لغرفتي وأنا أبكي بقوة .
لا أعرف ماذا حدث بعدها هل جاء أحمد هل قابل أحداً .. لكني أخبرت أمي بعدم راحتي للزواج والكآبة التي أشعر بها وانتهى كل شيء وكل منا راح في حال سبيله.
.................................................. ..
صدق من قال : ( انتظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) عليه صلاة الله وسلامه .. قبل سنتين تقريباً تقدمت لخطبة ابتسام .. لم يكن ليعيق زواجي بها أي شيء لولا مشيئة الله ورحمته فلا أرغب في أن أكون زوجاً لأمرأة لاتحبني .
ابتسام من اسرة ترفض الرؤية الشرعية .. وقد وافقت على شرطهم لما سمعته من صلاح واستقامة في الفتاة . لكن يوماً غير مجرى حياتي .
كنت برفقة شقيق ابتسام واراد ادخالي لمكتبة بيتهم كنت اتبعه لكنه توقف لبرهة ثم فتح الباب خلفه واشار إلي أن انتظره بهدوء .
اطلت برأسي من الباب المفتوح بينما دخل هو .. كانت هناك فتاة شابة في الغرفة تبحث بين الكتب .. ناداها شقيقها باسم ابتسام .. عندما سمعت اسمها ازداد طول رقبتي تلقائياً ..
كانت بيضاء ممتلئة قليلاً شعرها ناعم رفعته برفق خلف اذنها كانت تتكلم برقة وتسير برقة .. منظرها رائع أعجبتني بكل المقاييس .. لكن شيئاً ما في نفسي ضايقني .. لم أعلم ما هو حتى ارسلت اليها فجر اليوم التالي رسالة اطلب منها رؤيتي بدون علم احد .
وعندما انتهى الموضوع كان شقيقها على علم ولم نكن ليؤدم بيننا ..
فسبحان من بعث من لاينطق عن الهوى .
الروابط المفضلة