السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افكر كثيرا في مدى صحة حكمنا على الامور... هل نظرتنا دائما خالية من القصور....
احيانا كثيرة نستبعد اي احتمال لان نكن مخطئين...
لان كل المعطيات تشير الى اننا على حق.. و لكن احيانا كثيرة جدا تطهر اشياء ما فوق المعطيات...
فمن يفكر و يبدي رايه في الامر ليس ابدا كمن يعيشه ...
و حتى من يعيشه فهو يغير رايه بتغير اشياء بسيطة لا تذكر ....
هكذا نحن بني البشر ....
و لان كل واحد منا يعتقد ان لا احد يفهم اكثر منه...
او انه لا يمكن ان يقع في ورطة مشابهة للتي وقع فيها غيره بسبب -غبائه -....
اصبحنا لا نطيق وجهة نظر مخالفة لنا ....
و لاننا دوما نعتمد في اغلب حياتنا على الظنون فكثيرا و كُثيرا ما نخطئ....
فبعض الظن اثم ...
ربما اضحت كل حياتنا ظنونا ....
قبل فترة كان عندنا مشوار ضروري و التنقل هنا عادة يتم بالباصات العمومية ...
و كثيرا ما لا نجد مكانا للجلوس فنبقى واقفين فيه.....
ركبنا الباص و لفت نظري سيدتان جالستان و مقابلهم سيدة جالسة بجوارها طفل....
استغربت كيف تسمح تلك السيدة لابنها بالجلوس...
بينما هناك من كبار السن و العجزة من يقفون غير قادرين على حمل ارجلهم...
خاصة ان ركوب الاطفال يكون بلا اجرة....
انتقدتها كثيرا و اخبرت زوجي قلت له تخيل جالسة بكل راحة و لا على بالها...
و اثار ذلك حفيظتي...
و لم اتوقف عن انتقادها في نفسي طول الطريق....
لكن المفاجأة كانت عندما توقف الباص في احدى محطاته...
حيث اتضح ان الطفل لم يكن لتلك السيدة و انما للتي كانت تجلس مقابلها....
شعرت بالذنب و تانيب الضمير و صرت اقول لزوجي شايف كيف ظلمناها....
الا انه لم تمض بضع دقائق حتى توقف الباص في محطة اخرى...
ووجدت تلك السيدة تهم بالنزول و التفتت الى الكرسي الذي خلفها..
و قد كان يجلس فيه طفلين وليس واحد ..هم اطفالها..
و قد كانت سامحة لاثنين اطفال بالجلوس فيما كبار السن وقوفا...
صراحة اكتشفت اننا كثيرا ما تكن و جهات نظرنا معتمدة على النظر فقط...
ليس من الضروري ان تكون الامور افضل مما تخيلنا فمن الممكن ان تكون اسوأ الا اننا من جديد مخطئون...
تحياتي....
الروابط المفضلة