الأخوات الحبيبات في النافذة الإجتماعية أحببن أن انقل لكن هذا الموضوع الذي قرأته في جريدة الغد الأردنية، لعلنا نستفيد منه بعونه تعالى
استطاعت سمر (17 عاما) بأسلوب يدعو للشفقة بأن تقنع والدتها بالذهاب لحفلة تنظمها المدرسة في إحدى المطاعم إلا أن أمها أجابتها "إذا قبلت والدك لن يقبل".
إلا أن سمر لم تستسلم، وأقنعت والدتها أنه ليس من الضروري أن يعلم والدها بكل ما تفعله.
وحجتها دائما "أبي يمنعني من الخروج مع صديقاتي أو زيارتهن في منازلهن، وهو بهذا الأسلوب يحرمني من أن اعيش كباقي الفتيات من عمري".
وتستكمل سمر نقاشها بعبارة "نعيش مرة واحدة...لهذا السبب سوف أعيش حياتي كما ارغب حتى لو اضطررت أن أكذب أو أن أخفي الحقائق. حقي الطبيعي في أن أعيش حياتي كباقي الفتيات".
ولكن التساؤل الذي يطرحه معظم الأهالي: هو أين دور الأب في هذه العلاقة الحميمة والمبنية على الثقة المتبادلة والى أي حد يجوز للأم عدم مشاركة الوالد في تلك الأمور التي تخص ابنتهما.
الحقيقة التي يتفق عليها الجميع أن الفتيات بجميع مراحلهن العمرية يتأثرن بامهاتهن، وتنظر الفتاة عموما إلى أمها باعتبارها مرجعيتها في شؤونها وخصوصياتها.
لكن مرحلة المراهقة تحديدا مرحلة حرجة تمر فيها الفتاة بتغيرات فسيولوجية ونفسية. بالتالي ينصح التربويون الام أن تدرك خطورة هذه المرحلة وان تراقب ابنتها دون أن تشعرها بذلك وإن وجدت خطأ فيمكن معالجته بطريقة الإيحاء غير المباشر أو بضرب المثل والقدوة حتي لا تجنح الفتاة.
وينبغي كذلك أن تعتمد الأم منهج الصراحة والمكاشفة مع ابنتها.
وحسب الاختصاصي الأسري باسل الحمد، فإن "فالمرأة أذكى عاطفيا من الرجل وبذلك فهي تستطيع أن تعالج المشاكل التي تواجهها بناتها وأن تلملم المشكلة بدل من أن تفاقمها".
ويؤكد الحمد أنه في الحالات التي تقوم الأم بإخفاء بعض الأمور عن الأب فهذا لا يعتبر خيانة للثقة بل هي بهذا التصرف تتفادى حدوث مشكلة كبيرة.
كما ويرى اختصاصيو التربية "أنه يجب أن يكون هناك تقارب بينهما(الام والبنت) وتبادل للرأي والمشورة. فتقدم الأم لابنتها الخبرات ويجب أن تتعرف الأم علي صديقات ابنتها وأسرهن وتعطي للابنة قدرا من حرية الاختيار. وإذا حدث خلاف تتناقش معها بود وتقنعها بأسلوب حضاري.
ويرى الحمد أن مسألة إخفاء البنت بعض الأمور عن والدها في الأساس يعتمد على نوعية الأب وخلفيته الثقافية والاجتماعية. وضعف علاقة الأب بابنته أو غياب التواصل بينهما يؤثر على مسار الفتاة في حياتها العملية والمستقبلية.
"بعض الآباء يتصور انه ليس له مهمة تربوية تجاه ابنته بل أن المهمة كلها تقع على الام".
وهنا يتفق معه الخبير التربوي يزن عبده الذي يرى أن انقطاع الأب عن مهمته التربوية، وخصوصا تربية البنت أحد أسباب تكتم الأم على أسرار ابنتها في العلاقة مع الأب.
يقول عبده "القاعدة الذهبية أن التربية قائمة على مشاركة الأب والأم في كافة التفاصيل"، ولكن أحيانا لا تثق الأم بردة فعل الأب تجاه المشكلة، فتضطر للإخفاء عنه. وحسب عبده، لا ضير في إخفاء بعض الشؤون النسائية مثل مسائل البلوغ، على أن يعلم الأب ما يجب فقط من هذه الأشياء.
ويعتقد الحمد أن الأب إذا كان على قدر من التفتح وعلاقته مع أسرته قائمة على معايير الاتصال المفتوح، وكان هناك درجة من الثقة والعلاقة الودية بين الأب وبناته، فلن يكون هناك أي سبب للكذب أو إخفاء بعض الأمور لأن مجال النقاش والحوار سيكون أوسع.
وبرأي الحمد أن الأب هو الذي يترك المساحة لبناته، والفتاة هي التي تحدد حجم المساحة التي ستجعل والدها على إطلاع بها، ومن أهم الأمور التي يجب أن يكون الوالد على دراية بها هي نمو الفتاة وصحتها وتعليمها أما الأمور الأخرى سواء كانت نفسية اجتماعية أو عاطفية فعليه أن يترك لها سقف من الحرية وان يترك القرار لها في إخباره.
أما إذا كان الوالد لا يؤمن بفتح قنوات الاتصال مع بناته وكان من النوع الذي يمارس السلطة غير الصحيحة في بيته، فهذا ما يفتح المجال للفتيات للكذب وإخفاء جوانب من حياتهم عن الأهل.
"عندما يمنع الأب أولاده من ممارسة نشاطاتهم أو الخروج مع أصدقائهم، فعليه أن يعلم أنهم سيجدون العديد من الطرق الأخرى ليفعلوا ما يحلوا لهم".
ولكن مهما حدث، كما يقول عبده، فإن على الأم أن تختار الوقت والطريقة المناسبة لتبليغ الأب بما يحصل في بيته ومع أولاده، وأن يسعيا إلى حل لا تغلب فيه العاطفة على العقل أو العكس. "ويأتي هذا بالتشاور والتشارك".
ويضيف الخبير إن إخفاء المسائل الأساسية عن الأب، حتى لو بهدف عدم إزعاجه، يضعف صورته في أذهان أطفاله.
وإذا ما أساءت الأم تقدير المشكلة وحجمها، فإنها ستتفاقم وتخرج عن السيطرة، ولا بد أن يعلم بها الأب يوما، وهنا تتأثر علاقته بزوجته وأسرته، ويزداد الطين بلة.
وفي النهاية تقبلن ودي وحبي
الروابط المفضلة