قبل قليل فاجأتني شهيتي المفتوحة للفتة ..
ولحسن الحظ أني حضرت مسلوقة دجاج على العشاء اليوم ومعها فطيرة خضار بالطحين البر.
تماماً ما أحتاجه لتحضير الفتة المعروفة في مكة.
هرست قطعة الثوم في الطبق وسكبت عليها مسلوقة الدجاج وعصرت الليمون ووضعت أطراف الفطيرة المحمصة في الحساء .
هاهي شبه الفتة جاهزة .. بدأت بسم الله .. ليتها تحتوي قطعة من لحم الرأس كما نسميه في مكة .
طعمها في فمي أثار الشجون .. متى كانت آخر مرة تذوقتها .
إنها السنة الماضية في مثل هذه الأيام .. مع خالي وخالتي في منزل جدتي .
عندما وصلت لهذه النهاية رميت الطبق الفارغ في حوض المطبخ وانهالت دموعي .
آلان عرفت فقط لما اشتقت لطعم الفتة في هذا الوقت من الليل .
هل سأجن ؟ هل سينشل تفكيري .؟
لم يحدث لي هذا من قبل .
لا استطيع أن أتعايش مع الوضع الجديد ..
توفت جدتي أم أبي قبل 10 سنين لم يحدث لي ما يحدث الآن .
ألأنها توفت فجأة ؟ أم لأنها وعدتني أن نفطر سوياً العيد القادم ؟
أم لأنها ماتت دون أن أراها أو أودعها ؟
لا أستطيع أن أصدق أنها ماتت .
أكتب ودموعي تنهمر كالمطر الذي يطرق الآذان بتساقطه في الخارج .
كم هو الجو بارد .. لم يكن كذلك في بيتها أبداً . كنا نتجمع هناك ونتسامر ونرى من لم نره منذ أشهر .
كيف سنراهم الآن ؟ كيف سنجتمع ؟
كان بيتها يلمنا على إخلافاتنا . لكن لا أظن أن أحداً سيقيم وزناً لأحد الآن بعد أن رحلت.
اللهم ارحمها وارحمني واجبر ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس .
لي رجاء خاص لاتنقلوها لوحي القلم فلا أريد أن تبدو غريبة هناك
الروابط المفضلة