وسط معمعة الاسهم التي يعيشها افراد كل بيت سعودي اليوم، يسأل الاب كم المؤشر اليوم فيجيب الجميع كبيرا وصغيرا بصوت واحد: المؤشر نازل اليوم، ثم يفصل احدهم الاجابة باعطاء الاب قيمة المؤشر ونزل كم نقطة بينما يقوم احد الاطفال بوضع المحطة التي تحتوي على الشريط الذي نعرفه جميعا في اسفلها لان هذا الطفل قد الف هذه المحطة اكثر من محطات افلام الكرتون، أليس هذا النمط الذي نعيش به حياتنا يحتاج منا الى وقفة؟ لماذا اصبح المال غاية لا وسيلة؟ ولماذا وبعد ان كنا ندعو الله شهرا كاملا (اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا) اصبحت هي وحدها دون منازع هم الجميع؟
وبعد ان ذكرت ما ذكرت في تلك السطور دعوني اناقض نفسي واعلن لكم جميعا ان هناك سهما جديدا، لا في الواقع هو ليس بجديد ولكن الانسان قد نسى هذا السهم، مع ان الشركة التي توزع هذا السهم (فهو ليس للبيع) هي اربح شركة على وجه الارض، بل ومالك هذه الشركة هو مالك هذه الارض، نعم هو الله عز وجل. وبما ان الله هو الكريم يمكن لكل منا ان يأخذ من شركته سهاما بلا عدد. هل عرفتم ما السهم الغالي الذي بعناه وفرطنا فيه انه سهم الليل، بل سهام الليل كما يسميها العلماء، انه مخ العبادة، نعم انه الدعاء، سهمك الذي لا يخطئ كما تخطئ اسهم شركات الدنيا، الدعاء هو سهمك الذي ترمي به في كبد الهدف بعد ان تكون قد شددت وترك وانصبت جسدك وهيأت روحك وحددت مبتغاك، ولم يبق لك سوى اطلاق السهم من عقاله ليصيب مرادك. فقط ثق بمن اعطاك السهم، ثق بالله عز وجل.
ارم سهما لتنجح في اختباراتك، ارم سهما لينجح طلابك، ارم سهما لتنجح في عملك، ارم سهما ليرزقك الله مفاتيح القلوب، ارم سهما لينجح ابناؤك، ارم سهما ليرضى عنك المولى عز وجل، ارم سهما لتترك ذلك الذنب، ارم سهاما بما شئت ولكن بشرط ان يكون هذا السهم صادقا ومن القلب وتأكد ان الله عز وجل سيستجيب هذا الدعاء فقد جربه كثيرون في اوقات تداوله، في سجودهم، عند المطر بين الاذان والاقامة اسأل ذاك الذي في جوف الليل تراءى الدمع في عينيه، واسأل ذاك الذي اغلقت ابواب الدنيا في وجهه، اسأل اليائسين الذين كانوا يدعون المولى في رخائهم هل ردهم عندما طرقوا بابه في شدتهم؟ كيف يردهم وهو الذي ينزل الى السماء الدنيا وهم على موعد معه في الثلث الأخير من كل ليلة فيقول جل جلاله: هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فاغفر له، هل من سائل فاعطيه مسألته)؟ كيف يردهم وهو الذي يستحي سبحانه ان يرد يدي عبد مؤمن يدعوه بصدق؟ كيف يردهم وهو من قال عز من قائل: ادعوني استجب لكم).
الان وبعد ان تتأصل المعاني السامية لتعلق القلب بالله وحده في قلوبنا جاعلة الدنيا وهمومها امرا ثانويا، جاعلة الدنيا ادوات ووسائل نستخدمها فقط لهدف واحد ولغاية واحدة وهي رضا المولى ودخول جنانه، الان بامكانك ان تدعو يا صاحب الاسهم ليرتفع هذا المؤشر.

((( منقول )))

فعلا اختي بارك الله لك

رفع الله قدرك واعلى منزلتك