إبنتي العزيزة مشرفة النافذة
بناتي مشرفات وعضوات وزائرات
أبنائي جميعآ
انتم مني، وأنا منكم، وهناك كلمة حق لابد منها حتى أرضي بها ظميرى وتخف بها وجيعتي حتى لا تؤرقني وتقلق منامي ، وهي إعتذاري الشديد بحقكم جميعآ ،خاصة من لم يكن لهم ناقة ولا جمل في ما أشرت إليه في موضوعي من انهن خليجيات سليطات اللسان . لقد خانني التعبير في فورة غضبي ومالا تعلمونه جميعآ هو انني قذفت وسببت نفسي أولآ فأنا أصلآ أصولي من الخليج . ألم أقل لكم ان الشيطان غالب . ( أعود بالله منه )
أحب ان أدلل أنه لكل مجتمع حسناته ومساوئه ومافي مجتمع مافيه إمراة سليطة لسان ،ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (أكثر أهل النار من النساء )
نواجه في الحياة كثير من الإختلافات سواء في العمل او الشارع او البيت حيث تكثر الأراء الكثيرة ، وسواء اتفقنا او أختلفنا علينا أن نتمسك جميعاً بآداب الإختلاف .
ولنا في الإمام الشافعي حكمة حين قال " رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي خصمي خطأ يحتمل
الصواب وقال أيضا رحمه الله ماجادلت أحدا إلا وودت أن يظهر الله الحجة على لسانه
وقال أيضا رحمه الله ماحاورني أحد فقبل مني الحق إلا عظم في عيني ومارد الحق الا
سقط من عيني .
أستخلصت من تجربتي هذا الدرس لعله ينفع من يريد ان يرتقي ويسموا بنفسه إلى الحق والعدل :
ـ علينا في هذا المنتدى الطيب ان نبتعد عن العنف والتطرف في الخطاب الموجه .
ـ ان لا نكفر من يخالفنا الرأي وأن لا نسفه( لأن الدين واحد والمذهب واحد ،فجميعنا في هذا المتتدى مسلمون سنيون)
ـ ان نكون حياديين نبتعد عن الشللية والمحاباة على حساب الحق والعدل . نغلب العقل على العاطفة وليس العاطفة على العقل .
ـ ان نبتعد عن المحاباة والسلبية وان لا نقف موقف المتفرج لقول المثل ( يامحلى الحرب عند المتفرجين ) علينا ان نعمل ونتبع (وصية رسولنا الكريم (فما جاء من صحيح الأثر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من رأى منكم منكرآ فليغيره بيده . فإن لم يستطع فبلسانه .. فإن لم يستطع فبقلبه .. )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ـ إن أخذ الجدل منحى مغاير لسياسة الموقع على مشرفات الموقع التذخل الفوري حتى لا يتعاظم الجدل ويأخذ منحى يسئ للموقع وللقائمين عليه وينسف جميع جهودهم الطيبة والقيمة للرقي بالموقع ليأخذ مكانته بين بقية المنديات ذاث السمعة والمكانة الطيبة . ( أن ما ينفع الناس هو مايمكث في الأرض ). فجميعكم يعرف ان الإنترنت ملئ بألاف المواقع ولكن العبرة في الكيف وليس بالكم .
ـ إن الحق في حرية التعبير يجب ان لا يشمل الإساءة إلى الآخرين. علينا ان نتخير الملائم من العبارات، وأن لا يكون الدفاع عن الرأي بالعنف، ومن خاصم بالحكمة أتقى شرَّ الخصومة، ووصل بها الخير.
ولا يجوز أن نصل إلى الحق بطريق الباطل، وهنا تحضرني تلك العبارة الفلسفية ( العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس ).
أي حق في التعبير لم توضع له حدود، ولم تراع فيه آداب، كانت مصدر شرٍّ مستطير، وفسادٍ كبيرٍ.
روى البخاري عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "أربعٌ مَن كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خَصلة منهنَّ كانت فيه خَصلةٌ من النفاقِ حتى يَدَعَهَا: إذا اؤتُمِنَ خَانَ، وإذا حَدَثَ كَذِبَ، وإذا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذا خَاصَمَ فَجَرَ".
ـ علينا ان نتحكم في أنفسنا ونضبط ( الأنا ) في ذخلنا ولا نغتر بذواتنا ولا نصب جام غضبا على من أختلف معنا وأذنب إلينا .
1ـ الفقير السالك بكماله خير من ملتوي الشفتين وهو جاهل .
2ـ كون النفس بلا معرفة ليس حنآ والمستعجل برجليه خطاء .
وتستخلصني هنا الحكمة البالغة فيما رواه البخاري عن عائشة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ" والأَلَدُّ: الشديد العَسَفِ في خصومته. والخَصِمُ: المُولَعُ بالخصومة، الحريصُ على استمرارها وفتح أبواب لها.
ورُوِيَ عن ابن عباس أن رسول الله- صلَّى الله عليه وسلم- قال: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ لا يَزَالَ مُخَاصِمًا"، وروى أصحاب السنن أن يهوديًّا كان له دَيْنٌ على رسول الله؛ فجاء يتقاضاه، وجذب ثوب الرسول عن منكبه، وأخذ بمجامع ثيابه، وقال: "إنَّكُم يا بَنِي عبدِ المُطِّلِبِ قَومٌ مُطْلٌ!؛ فَانْتَهَرَ عُمَرُ هَذَا اليَهُودِيَّ، وَأَغْلَظَ لَهُ فِي الْقَولِ؛ فَابْتَسَمَ رَسُولُ اللهِ، وَقَالَ لِعُمَرَ: "أَنَا وَهُوَ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ يَا عُمَرُ، تَأْمُرُنِي بِحُسْنِ القَضَاءِ، وَتَأْمُرُهُ بِحُسْنِ التَّقَاضِي"، ثم قال: لقد بقي من أجله ثلاث. وأمر عمر أن يقضيه حقه، ويزيده عشرين صاعًا لما روَّعَه؛ فقال اليهوديُّ: أشهدُ أنكَ رسولُ اللهِ!.
لماذا نثير العداوة والبغضاء علينا أن ندعو إلى المحبة، وان نؤمن بأن التسليم بالحق والعدل والصواب لا يعني الهزيمة والفشل بل لعله خطوة نحو العلو والارتقاء .
ولا أقول إلا ما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :ونسأله تعالى أن يتم علينا العافية في الدين والدنيا والآخر.
الروابط المفضلة