الحمدلله الذي منّ علينا بدينه الكامل
الشامل وهدانا لاتباعه ..
وبيّن لنا فيه كل صغير وكبير
مما فيه مصلحتنا في الدنيا والآخرة
والذي جعل لنا من أنفسنا أزواجا
لنسكن إليها..وبين لنا خير المسالك
في العلاقات الزوجية
وأكثرها ملاءمة لنفسية كلا الزوجين
وأصلحها لخوض غمار الحياة

والصلاة والسلام على نبيه الأكرم
الذي ضرب لنا المثل الأعلى
في حسن العلاقة الزوجية
وعلمنا فن الحياة العزيزة
الكريمة الموصلة
إلى سعادتي الدنيا والآخرة
وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد


هناك كتابات كثيرة
تناولت موضوع اختيار الزوجة
والمواصفات المطلوبة في الفتاة
لتكون صالحة لاختيار الشاب المسلم
لتكون شريكة لحياته
فهذه الكتابات ذات أهميةجليلة
إذ أنها غطت جانبا مهما من
مستقبل حياة الشاب المسلم

لما يتقدم الشباب على الزواج
بالمرأة كزوجة..من ناحية نفسيتها..
وما ينبغي على الزوج
من كيفية التصرف الحكيم معها
وما سينبني على زواجه
من علاقات جديدة ينبغي له
تحري الدقة في التعامل معها
فما أشد افتقار الشباب المسلم
إلى هذا الصنف من الكتابات
ذات الأهمية البالغة في مستقبل حياته


عن الأسس التي تقوم عليها
الحياة الزوجية السعيدة هي :
الأنس والسكون النفسي
والمودة والرحمة والتعاون والإيثار
قال تعالى :
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

لذا وجب على الزوجين
أن يقيما علاقتهما
على هذه الأسس
وأن تحمل تصرفاتهما هذه الروح
وأن يتأدّبا بأدب الإسلام
في حياتهما الزوجية..طاعة لله ..
وتمكينا للسعادة المنشودة
وإليكم هذه الآداب :
أولا : أن يحسن بالزوج أن يلم
بأحكام فقة النساء
حذرا من أن يقع وزوجته في الحرام
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
كما وأن تعرّفه إلى أحوالهن
يجعله أكثر تقديرا
ومراعاة لظروفهن
ويحسن بالزوجين
أن يتعرفا حقوقهما وواجباتهما
حتى لا يتجاوز أحدهما على الآخر
فيتعكر صفو الأسرة .
ثانيا:
حسن المعاشرة :
وذلك بأن لا يتدخل الرجل فيما لا يعنيه
من شؤون تدبير المنزل تجنبا للاختلاف
وأن ر يضايقها إن غضب منها
وأن يلتمس العذر لها إن قصرت
ببعض الواجبات
وأن يتقبل معذرتها إن هي اعتذرت
عن خطأ وقعت فيه
قال تعالى :
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا
وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
ثالثا :
أن لا يبالغ الرجل بالغيرة على زوجته
وأن لا يسيء الظن بها دون تبيين
وأن لا يتجسس عليها
وأن لا يدخل عليها في غرفتها
قبل أن يستأذن
ففي الحديث نهي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن يطرق الرجل أهله ليلا
متفق عليه
لأن أساس العلاقة بينهما هي الثقة
وعن جابر بن عتبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " إن من الغيرة غيرة
يبغضها الله عز وجل
وهي غيرة الرجل على أهله
من غير ريبة
وأن من الغيرة يحبها الله
أما الغيرة التي يحبها الله
فالغيرة في الريبة "
رواه أبو داود والنسائي وأبن حبان
رابعا :
ليس من الأدب أن يبخل الرجل
على زوجته وأولاده
بما أنعم الله به عليه
بل الواجب أن يقدم لهم
وفي حدود طاقته ما يقدمه أقرانه
لزوجاتهم وأولادهم
من سكن مناسب ضمن البيئة
والحي الذي يحفظ عليهم أخلاقهم
قال تعالى:
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ
وطعام وكساء في حدود الاعتدال

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله :
" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت "
رواه أبو داود
وكثيرا ما يؤدي البخل إلى المفاسد
وسوء الخلق سألت هند زوجة أبي سفيان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة :
إن زوجي شحيح
وليس يعطيني ما يكفيني وولدي
إلاّ ما أخذت منه وهو لا يعلم
فقال صلى الله عليه وسلم :
" خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف "
متفق عليه
كما يجدر بالزوجة أن تقدر
ظروف زوجها المادية
فلا تطلب منه لا طاقة
له به من متع الحياة
وسفاسفها مجاراة للمترفات
من صديقاتها
فتوقع زوجها تحت طائلة الدّين ..

سوف أتحدث معكم فيما بعد


والآن أترككم في رعاية الله