الأخوات والأخوة أبناء مصر الأبية .
لقد شعر كامل فريق عمل ومجلس إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي بجزء مما تشعرون به من معانات وصبر ومصابرة في جهادكم الميمون ضد الطغمة الفاسدة التي حكمت مصر الشمم خلال العقود الثلاثة الماضية. وأسفنا جميعاً على انقطاع تواصلنا اليومي مع العشرات من أعضاء فريق عملنا الذين فضلوا ترك أعمالهم هنا في المملكة المتحدة للذهاب إلى الانضمام إلى أهلهم الكرماء الطيبين في جهادهم المظفر بعونه تعالى ضد الطغاة والظالمين أو الانضمام للمظاهرات الحاشدة التي تملأ شوارع لندن ، ولكننا نرى بحق بأن وجودهم هناك في شوارع وحواري وأزقة مصر الثورة هو الواجب الحق في هذه اللحظة التاريخية الحرجة و ليس وجودهم المباشر معنا .
و لقد كان جميع أعضاء مجلس إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي ممن ولدوا في هذا الوطن العربي الكبير يتحسرون ألماً وأملاً في أن تحدوهم الخطى وثورات الشباب العربي المظفر من المحيط إلى الخليج ليعودوا إلى أوطانهم للعمل والبناء فيها كما هو حال مشاعر الملايين العربية التي هاجرت قسراً أو طوعاً إلى بلاد الغربة هرباً من بطش الطغاة والمستبدين الذين أهانوا كل من ينطق بلسان الضاد بغض النظر عن عرقه أو دينه أو جنسه أو انتمائه العقائدي أو الايدولوجي لأن العدالة الوحيدة التي حكمت هذه الأمة المقهورة منذ عقود طويلة هي عدالة توزيع الظلم والقهر والاستبداد.
ولأننا في مجلس إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي شيوخ لم ينعم علينا المولى بأن نكون بين المجاهدين الأحرار أبناء تونس الحرية ومصر الشمم ومن سوف يأتي بعدها في قافلة ثورة الشباب العربي المظفر، فقد قرر مجلس إدارة الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي إطلاق مشروع الشهيد البطل محمد البوعزيزي ابتداءً من مطلع شهر آذار/ مارس من العام 2011 لتعليم كل العاطلين عن العمل في تونس ومصر بشكل مجاني تماماً في برنامج يغطي أساسيات تقنيات المعلومات ومبادئ العلوم الإدارية للمساهمة في سكب نقطة عطاء خجلة و متواضعة في بحر العطاء الفياض الذي خطه شهداء الثورة العربية المظفرة التي بدأت في تونس واستقرت في مصر أم العرب قبل أن تكون أم الدنيا ، ومساعدة متواضعة للشباب العربي المتفتح الذي أراد له المستبدون أن يقعد ملوماً محسوراً في قعر البطالة أو المخدرات أو أقبية السجون في إيجاد فرصة عمل ضمن الحدود القصوى لإمكانياتنا المحدودة.
كما سوف يتم الاقتصار خلال العام الميلادي 2011 على تقديم أي فرصة عمل متاحة للعمل ضمن فريق الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي على أبناء مصر الأبية وتونس الحرية كمساهمة مقصرة دائماً عن ما تصبو إليه الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي في خلق فرص عمل لأبناء الشعب العربي الأبي بكل أطيافه ومكوناته من المحيط إلى الخليج.
وختاماً كما قال شاعر مصر العروبة أحمد شوقي وهو يرثي شيخ شهداء ليبيا الشهيد عمر المختار :
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
فإننا نرى بأن روح الشهيد عمر المختار تجسدت في كل المجاهدين الأباة أبناء تونس الحرية ومصر الثورة وهي ترسو الآن في كل قلب عربي حق من المحيط إلى الخليج.
عاشت الحرية وعاشت الأمة العربية حرة من المحيط إلى الخليج .

و على أمل التواصل معكم في الثورات العربية المظفرة القادمة ...

لندن في 31 يناير 2011
سامي علي محمود
مدير التشغيل
الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي