تصرفات حكومية طائفية في قضية حادثة النخيب..
الشيخ عبد الرحمن مفرح شاهد يروي تفاصيل اعتقاله
2011-09-17 :: بقلم: مصطفى العيساوي ::


الطائفي محمد الموسوي رئيس مجلس محافظة كربلاء




سمع الشعب العراقي بألم بالغ نبأ اختطاف وإعدام 22 عراقياً في طريقهم إلى العراق قادمين من سوريا، وعلى الفور طالب الناس الحكومة بالتحقيق في الحادث المؤلم وتقديم الجناة إلى العدالة....

جاء ذلك على لسان الكثير من أبناء وشيوخ العراق، خصوصاً من محافظة الأنبار حيث وقع الحادث في مناطقهم، ولأنهم على ثقة تامة ببراءة أهل الأنبار من هذه الجريمة الشنعاء. ويقينهم أن هذه الجريمة وقعت لتنفيذ مخطط سابق يسعى لضم منطقة النخيب إلى محافظة كربلاء.. بل إن هناك مبلغاً مالياً ضخماً حدد كمكافأة لمن يدلي بأي خيط يوصل إلى الجناة لتقديمهم إلى القضاء وأخذ جزاءهم العادل، وكذلك فضح من كان السبب وراء تلك الجريمة.. لكن هذا لم يرق للطائفيين من رجال الحكومة، فسارعوا بالتصرف بغباء منقطع النظير لدفع التهمة عن أنفسهم وإلصاقها بأهل الأنبار كما يظنون، ولم يقدّروا أن تصرفهم هذا سيقلب الطاولة على رؤوسهم كما يحدث في كل مرة، وسيعرف الناس حقيقة العمالة والخيانة التي أمروا بتنفيذها داخل العراق. كما حدث في قضية عروس التاجي مثلاً.


ذكرت وكالات الأنباء الخبر كما يلي:


تحدث خطيب مسجد في بلدة الرطبة بمحافظة الانبار، يوم أمس الجمعة عن تفاصيل اعتقاله من قبل قوة أمنية قادمة من كربلاء بقيادة رئيس مجلس محافظتها المدعو محمد الموسوي، ذكر فيها أنه تعرض لعملية تعذيب قاسية من قبل تلك القوات الطائفية،التي لا تملك صلاحية الاعتقال دون أمر قضائي.. وقال الشيخ عبد الرحمن مفرح إن القوة التي داهمت قضاء الرطبة بالتعاون مع اللواء 29 للجيش العراقي أطلقت سراحه بعد سيل الإهانات والضرب المبرح غير المبرر.. و كأنما أطلق سراحه في غرور واضح من قبل القوة المهاجمة ليخبر الناس عن الصولة الطائفية التي صالها محمد الموسوي وقوته على الآمنين العزل من الناس.


وقال مفرح متحدثا عن تفاصيل اعتقاله التي تمت فجر الأربعاء، يقول: اعتقلوني مع ثمانية من أبناء المنطقة، وأضاف: أنا لا اعرف المكان الذي تم فيه التحقيق معي، لأنني كنت معصوب العينين.. وقال مفرح متحدثا بغضب: تعرضت لأقسى أنواع التعذيب.. وهناك علامات موجودة آثارها على جسدي.. وتابع: لم تترك القوة العسكرية لنا أي شيء (من الإساءة) إلا وأطلقته علينا.. وقال: قامت بإنزال الكيل والويل على أبناء السنة من السباب والشتائم، ما يثبت طائفية هذه القوات.


واعتقلت هذه القوة الأمنية القادمة من محافظة كربلاء ثمانية أشخاص من بلدة الرطبة بحجة أنهم المسؤولون عن إعدام نحو 22 شيعيا كربلائياً في قضاء النخيب.. وهو قول لم يثبت صحته أبداً، خصوصاً وأن أربعة من هؤلاء المغدورين هم من قضاء الفلوجة ومن عشيرة البو عيسى السنية حصراً.. وإن أهل الأنبار يتهمون الحكومة العميلة المرتبطة بأوامر خارجية من قبل الجارة الشرقية إيران، والتي تحاول دائماً إثارة الفتن والقلاقل بين أفراد المجتمع العراقي.


ومن المهم السؤال عنه، هو هل يحق لرئيس مجلس محافظة أي محافظة كانت أن يقتحم بقوة عسكرية محافظة أخرى ويعتقل من يشاء ويحقق ويهين من يشاء تحت ذريعة الاشتراك في جريمة ما..؟!! أين القضاء من ذلك كله..؟ وكيف سيحترم بعد ذلك..؟ وأين دور رئاسة مجلس الوزراء أو رئاسة الجمهورية..؟! إذا كان الكل يستطيع أن يفعل ما يشاء بمن يشاء وقت شاء، هل تسمى هذه دولة مؤسسات كما يصرحون به دائماً..؟ إن الذي فعله رئيس مجلس محافظة كربلاء يستطيع فعله الكثير ممن يملك الرجال والسلاح.. وبذلك فلا هيبة ولا قيمة للدولة ولا لمؤسساتها.


كيف سيسكت أهل الأنبار وهم يرون أبناءهم يساقون إلى شوارع كربلاء من قبل شخص لا يحمل تخويلاً باعتقالهم، ولا هي من مهامه..؟! يهانون وتسحق كرامتهم تحت سمع وبصر الحكومة دون إثبات التهمة عليهم ودون شجب أو استنكار من الحكومة..؟! خصوصاً وأن أحدهم يعمل إمام وخطيب الجامع الكبير في المنطقة، والكل يعلم ما يحمله هذا الاسم من احترام وتقدير من قبل أهل السنة، خاصة وأن وسائل الإعلام قد أظهرت على شاشاتها تلك الصور المريعة المحزنة التي رآها جميع الناس وكيف يضرب الجنود المعتقلين على رؤوسهم بقصد الإهانة ودون وازع قانوني أو أخلاقي، مما يزيد القضية سوءاً وتعقيداً.


والسؤال هو كيف سنستطيع حل مشاكلنا مع دول الجوار إذا كنا لا نستطيع كبح جماح بعض الرجال الموتورين الحاقدين والمحسوبين على الدولة نفسها، لم يستطيعوا انتظار كلمة القضاء في حل مشكلة داخلية.!؟ كيف سيؤمن الناس على أنفسهم بعد ذلك..؟ الأ يشعرهم هذا التصرف أن عليهم أن يحموا أنفسهم بأنفسهم، وبذلك سيكون السلاح ضجيعهم ومرافقهم أنى قاموا أو رحلوا..؟ وسيرجع العراق إلى سابق عهده من القتل بسبب أو دون سبب.


فمالم تسترجع هيبة القضاء (المفقودة أصلاً) واحترام القوانين فابشروا بطائفية لن يخمد أوارها ولن تهدأ ثائرتها، فالذي يمتلكه الموسوي يمتلكه الكثير من أهل الأنبار، وهو ما ينذر بحرب طائفية طاحنة لا سامح الله يعرف بدايتها ولا يعرف نهايتها.. يحدث هذا في الوقت الذي يتوق فيه الشعب العراقي للعيش بأمن وأمان ورمي ما كان وراء ظهورهم، ولكن الموسوي وأمثاله وقياداته في الأحزاب الطائفية الممسكون بخناق هذا الشعب لا يريدون ذلك أبداً..!! فأي مصيبة يعيشها العراقيون، وأي كارثة حلت بهم وهم يحكمون من أمثال هؤلاء الحاقدين..؟


اللهم جنب العراق قيادات طائفية تريد خرابه لحساب جارة الخبث والسوء دولة فارس العنصرية.