واقعة النخيب : ماذا وكيف ولماذا؟

خارطة العراق


عبد الله الدليمي:: خاص بالقادسية
ماذا؟
ما حدث في النخيب (اختطاف وقتل 22 مسافرا قادمين من سوريا إلى كربلاء) هو حلقة من مسلسل تآمري ضد أهل السنة - والأنبار وأهلها تحديدا- تلتها حلقة ثانية تمثلت باختطاف عدد من الأبرياء من أبناء الرطبة. ومعرفة "مخرج المسلسل ومنتجيه" لا تحتاج الى عبقرية، لأنه كما يقال: "إعرف المستفيد تعرف الجاني". والمستفيد من هذه الفعلة هم الشيعة - بلا شك - بتخطيط ورعاية وتغطية من حكومتهم الموغلة في الطائفية.

كيف؟
المتابع لتاريخ الشيعة بماضيه وحاضره يجد أنهم مهووسون بالكذب والتلفيق والتدليس. لكنهم لا يجيدونه دائما، فسرعان ما يفسدون – برعوناتهم- مخططاتهم بأيديهم وينقضون غزلهم بأصابعهم التي غزلته - تصديقا لقوله تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
إن إظهار أهل الأنبار على أنهم قاصرون عن حماية الطريق الدولي المؤدي الى سوريا والأردن، وتصوير منطقة النخيب على أنها بؤرة خوف وبعيدة عن أعين الأمن الأنباري هي كلها مقدمات لإثارة الرأي العام الشيعي حكوميا وشعبيا وتمهيد للمطالبة بإلحاقها بمحافظة كربلاء.
إذن، فاختلاق هذه الحادثة هو شرارة يقصد من ورائها حريق هائل يبتلع الشيعة تحت دخانه نصف أرض الأنبار التي يخشون أن تكون نواة لإقليم سني محتمل يضم الموصل وصلاح الدين وديالى. وهم بذلك يريدون ضرب عصفورين بحجر واحد: اجهاض مشروع يخدم أهل السنة، والحصول على مساحة جغرافية واسعة يتمددون من خلالها الى دول الجوار.



لماذا؟
الهدف من هذه المسرحية هو ايجاد المبرر لسلخ النخيب من الأنبار وضمها الى كربلاء وبالتالي عزل الأنبار عن السعودية كليا والأردن جزئيا (ثم سوريا كمرحلة لاحقة). ومن الناحية المنطقية، فإن مشروعا بهذا الحجم لا بد له من وقت كاف لإنضاجه والتمهيد له، أما تسارع وتيرة العمل عليه بهذا الشكل، فله أسباب يمكن إجمالها كما يلي:

الأول: اغترار الشيعة بقوتهم بعد تفردهم بالحكم في العراق والسيطرة على أجهزته العسكرية والأمنية وجميع مفاصله، مقابل ضعف السنة بعد تهميشهم وإقصائهم وإبعادهم عن القرار وافتقارهم لسبل القوة سياسيا وعسكريا (حسب تقديرهم على الأقل) وغياب الواجهات المؤثرة وتشتت العناوين وتعدد الخطابات وتضاربها (ونسأل الله أن لن يدوم هذا الحال).

الثاني: تصاعد اصوات أهل الأنبار المطالبة بتطبيق الفدرالية وإعلان إقليم الأنبار، وفي ذلك تفويت للفرصة على الشيعة الحالمين بالتمدد على حساب الأنبار وصولا إلى سوريا والأردن والسعودية (وما وراءها).

الثالث: الخشية من سقوط النظام السوري المترنح، والذي هو ذراع إيران في المنطقة وحلقة الوصل مع حزب "اللات" العميل لإيران وإسرائيل.

الرابع: الصمت المطبق لدول العمق العقائدي والجغرافي (وخاصة الأردن والسعودية) وتفرجهم على ما يحدث لأهل السنة في العراق الذين يمكن أن يكونوا لهم درعا يحول بينهم وبين إيران الشر( لنقارن الموقف المتفرج لهذه الدول مع ما تقوم به إيران من دعم وتدريب وتحشيد وتخطيط وتسليح ومتابعة للشيعة في العراق).



رسائل سريعة الى:

أولا: أهل السنة في العراق
اعرفوا عدوكم ورصوا صفوفكم ووحدوا خطابكم ولموا شعثكم. خذوا العبر مما يجري لكم، وعوا ما يحاك ضدكم من دسائس، وتداركوا أنفسكم قبل فوات الأوان، فالوقت ليس في صالحكم. ولتكن جريمة اختطاف أبنائكم في الرطبة جرس انذار ووخزة تنبيه لكم، وهي – رغم كونها مؤلمة – لكنها ذكرى عملية تنفع المؤمنين.
وتذكروا قول الله تعالى:
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" (آل عمران 103)
وقول النبي صلى الله عليه وآله:
"مثل المؤمنينفي توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شيء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى." )متفق عليه)
وقول الشاعر:
تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا...... واذا افترقن تكسرت آحادا
وإن لم ترتقوا الى مستوى المسؤولية وتعودوا إلى دينكم وثوابتكم فسوف يأتيكم قريبا طوفان المتعة والأيدز– اللهم سلم!


ثانيا: الشيعة العراقيين والعرب
تأكدوا أن إيران لا تنطلق في توسعها من منطلقات عقائدية وإن تسترت بشعارات موالاة آل البيت ونشر المذهب الشيعي. فهي تحلم بإسترجاع الإمبراطورية الفارسية التي أتى عليها أجدادكم العرب المسلمون. وعداؤهم للعرب عداء عنصري شعوبي اجتثاثي توسعي، وكونكم شيعة لا يشفع لكم عندهم، ودونكم بني جلدتكم عرب الأحواز مثلا قريبا لكم تاريخيا وجغرافيا، فهم يعانون من أبسط الحقوق رغم كونهم إيرانيين بالجنسية.
ولو نظرتم الى حالكم اليوم في جنوب العراق وأنتم تعانون من أبسط مقومات العيش الإنساني لعرفتم أنهم لا يأبهون بكم رغم شيعيتكم، ذلكم لأنكم عرب في النهاية. إنهم باختصار – يتخذونكم كحصان طروادة لتحقيق مآربهم ثم بعد ذلك تقعون أنتم أنفسكم ضحية لغدرهم وخستهم. وحان الوقت لكي تنتبهوا لهذه الحقائق والا استمرت إيران في استخدامكم حطبا لنار حقدهم المستعر نحو العرب والمسلمين.
مصلحتكم هي في التكاتف مع شركاء وطنكم من أهل السنة وغيرهم، فهم أولى بالتعايش والموالاة والنصرة من إيران التي تستغفلكم باسم التشيع وحب آل البيت وهم منهم بعيدون كل البعد.


ثالثا: دول الجوار العربي:
أناشدكم الله أن تقفوا الى جانب إخوانكم في العراق الذين يتعرضون اليوم الى أشرس هجمة تستهدف هويتهم وعقيدتهم وأرضهم وثوابتهم.... فهم ذخركم ودرعكم الذي طالما صد عنكم الريح الصفراء القادمة من الشرق. ووالله ثم والله.. إن ضياع أهل السنة في العراق ضياع لكم. وإن طالتهم يد إيران الآثمة – لا قدر الله- فسوف لن تقف عندهم... وأخص بالمناشدة أهل النخوة في بلاد الحرمين حكومة وشعبا وعلماء وطلبة علم أن يساندوا أخوانهم في العقيدة والدم، وإن لم يكن لنا من حقوق عليكم سوى الجيرة فكفى بها إلزاما لكم بالنصرة وأنتم أهل لكل خير.. وأسأل الله ألا يأتي يوم تقولون فيه: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".



جامع الدولة في الرمادي




اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.

17 أيلول 2011