تعاليت يا من قصم الجبابرة والمتكبرين وقطع دابر الفراعنة والمستهزئين وضرب الذلة على الطغاة والمتمردين ما أسرع نزول بطشك الشديد ، وما أسرع حلول قهرك المجيد بكل جبار عنيد وشيطان مريد بغى على العباد وطغى في البلاد وسعى فيها بالفساد ، بكل استغثت الهي وأشتكي من أعداء الاسلام ومن والاهم ، وأسألك أن تنصرنا على من حاربنا وأن تهزم من بارزنا وأن تقهر من قاتلنا وأن تخزي أعداءنا وتهزمهم أينما اجتمعوا وأن تلعنهم وتفضحهم أينما افترقوا وأن تقصمهم أينما اتصلوا ، وأن تجعلهم إلى الظلمة يعمهون وعلى الذلة يفتنون ومن النعمة يجاوزون ، لا يستقيمون سراُ ولا جهرا ، ولا يستفيدون عزا ولا أجرا ولا يستطيعون نصرا ولا صبرا ، وابعث عليهم عذابا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، وألبسهم شيعا وأذق بعضهم بأس بعض ، واجعلهم لجهنم حطبا واحرق قلوبهم عن الاستقامة ، واجعل ما لهم على الأرض صعيدا جرزا وأنزل على جناتهم حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا ، أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيعون له طلبا ، ولا تصلح لهم حالا واجعلهم من الأخسرين أعمالا ، ولا ترفع لهم رأسا واجعلهم من الخائفين ، ولا تمدد لهم باعا واجعلهم من الخائبين لا يستطيعون أكلا ولا شرابا ولا يستريحون أرضا ولا ظهرا ، واجعل من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا وعن أيمانهم ردما وعن شمائلهم ردما ، وعلى رأسهم صخرا وتحت أرجلهم وعرا ، كيلا يلذ لهم مشيا ولا تقر لهم عينا ولا يحل لهم خيرا ، واجعل الأغلال في أعناقهم واسحبهم بالسلاسل والأصفاد في أقدامهم والأعداء في أعقابهم وارجفهم بالزلازل ، واجعلهم لا يفلحون واعكس قولهم كيلا يهتدون وانكس أرواحهم كيلا يشهدون وابلس نفوسهم كيلا يقدرون واقبض على قلوبهم كيلا يفقهون واصمم آذانهم كيلا يسمعون واطمس على عيونهم كيلا لا يبصرون واختم على أفواههم كيلا لا ينطقون ، وامسخهم على مكانتهم كيلا يستطيعون مضيا ولا إلى أهلهم يرجعون إنك أنت الجبار والمتكبر والقابض والناصر والقوي والغالب والقهار والمذل والمنتقم والمهلك والشديد والمخذل والمؤخر والمانع والخافض والضار والقاصم ذو الجلال والإكرام والولي والعظيم والوكيل والجليل والمحيط ذو القوة المتين وذو البطش الشديد وذو العرش المجيد فعال لما يريد ، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ، صم بكم عمي فهم لا يرجعون أو كصيب من السماء فيه ظلمات وبرق ورعد يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ، ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤ بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ، وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعوجن في ملتنا ، فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ، واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ، إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، ولا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، فأهلكنا أشد منهم ومضى مثل الأولين ، ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ، حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ، كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ، هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ، وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ، ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد الذي لم يخلق مثلها في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ، ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول .
اللهم آمين
الروابط المفضلة