الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
قبل فترة جرى حديث بيني وبين إحداهن حول بنتها البالغة من العمر
أربع عشرة سنة ..
وكان الحديث يدور حول مرحلة " المراهقة " التي تمر منها الفتيات عامة
فكان مما قالت لي هذه السيدة هدانا الله و إياها .. أن الأولى بالأم العاقلة
أن تدع زمام الأمور بين يدي بنتها و ترك التصرف لها وتمتيعها بالحرية المطلقة
وعدم التدخل بها أو بأي أحد شؤونها أو رفض أي شيء من متطلباتها أو رغباتها
الذاتية المبنية على فساد الخلق وضياع الدين وعدم الاكتراث لأي شخص
كان من كان حتى لو كانت أمها أو كل من تجب عليها طاعته واحترامه
وكل ذلك في سبيل إشباع رغباتها في هذه السن حتى تستقيم مستقبلاً !
على سبيل المثال وبما أن الحديث كان حول وضع ابنتها فقد ذكرت لي شيئا من ذلك
تقول .. أنا اشتريت لها جهاز تلفاز حتى تشبع رغباتها من تلك المسلسلات
الساقطة المدبلجة تتبرج كما شاءت و تلبس ما شاءت ترسل أظفارها
تطليها بما شاءت لدرجة أن إدمانها على المسلسلات التركية صار له أثر بالغ
على حركاتها وسكناتها وأقوالها فضلا عن تلك الأوباء النتنة التي غزت فكرها ومنطقها
بل العجيب في الأمر سبحان الله أن هذه الأم أثناء حديثها معي ومن شدة فخرها
وعُجبها ببنتها تقول .. سخرت مني بنتي وهي خارجة من البيت فعملتُ
نفسي و كأني لم أعي و لم أفهم ثم تتابع حديثها وتقول .. ولقد رأيتها تهمس
في أذن صاحبتها أني قد سخرت من أمي و هي لم تفطن بذلك !!
و مجمل الحديث .. أشبعُ رغباتِها كلِّها حتى إذا بلغتِ العشرين أو أكثر
عزفت عن كل شيء واستقامت على نهج الله وظلّت حياتها فيما بعد طاهرة نقية!
( أو يُعقل ) ؟!
هذا هو هدف الأم من ذلك الإشباع الهابط الدنيء !
أما أنا فقد حرت بين السكوت و بين محاولة نزع هذا الفكر اللئيم فعلمتُ
أنه ما من غاية تدرك فآثرتُ الأولى و تركتُ الثانية !!
هل ثمة ما يؤكد صحة قول هذه الأم ؟
في انتظار الآراء
الروابط المفضلة