انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: مكانة المرأة عبر التاريخ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الردود
    10
    الجنس

    flower3 مكانة المرأة عبر التاريخ



    أخواتـــي أود أن أقدم لكن هذا البحث المتواضع عن

    مكانة المرأة عبر التاريخ

    و سأقدمه إن شاء الله على أجزاء

    أرجو أن تعم الفائدة




    الفصل الأول : مكانة المرأة عبر التاريخ
    المراة عند اليونان
    المرأة عند الرومان
    المرأة عند الهنود
    المراة عند اليهود
    المراة عند النصارى
    المرأة عند العرب قبل الإسلام
    الفصل الثاني : مكانة المرأة في الإسلام
    حق الحياة
    حق الملكية والتصرف بأموالها
    حق الموافقة عى الزوج
    حق العلم والتعلم
    حق مفارقة الزوج
    حق المشاركة السياسية
    الفصل الثالث : شذرات عطرة من سيرة المرأة المسلمة



    المرأة عند اليونان :
    كانت المرأة في المجتمع اليوناني أول عهده محصنة عفيفة , لا تغادر البيت , ولا تسهم في الحياة العامة لا بقليل ولا بكثير ، وكانت محتقرة حتى سموها رجساً ، وكانت مستعبدة تباع وتشترى مسلوبة الإرادة والحرية لا تستطيع التصرف بما تملك حتى زواجها كان موكولاً للرجل , وعندما بدت مظاهر الحضارة اليونانية ابتذلت المرأة واختلطت بالرجال في الأندية والمجتمعات فانتشر الفساد وعمَّـت المنكرات .

    المرأة عند الرومان :

    كان رب الأسرة هو المسيطر على الأبناء ذكوراً وإناثاً فكل ما يملكه الأبناء هو ملك للأب ، والبنت ليس لها حق التصرف فيما تملك ,وهي ليست مؤهلة للتصرف في أي شيىء . وعندما فكروا بتعديل القانون قرروا إعطاء البنت حق ملكية ما تكسبه بسبب عملها ، وكذلك أعطوها حق بيع نفسها لمن تريد بعد وفاة وليها وكان عندهم في عقد الزواج صك اسمه حق سيادة الرجل عليها , وتوقع عليه المرأة ويسمى " اتفاق السيادة .

    المرأة عند الهنود :

    لم يكن للمرأة في شريعة "مانو" حق في الاستقلال عن أبيها أو أخيها أو زوجها ، ولم يكن لها حق الحياة بعد وفاة زوجها ، بل يجب أن تموت يوم موته وأن تحرق معه وهي حية على موقد واحد ، وكانت تقدم قرباناً للآلهة لترضى ، ولكثرة احتقارهم لها فقد جاء في شرائعهم :[ ليس الصبر المقدر والريح والموت والجحيم والسم والأفاعي والنار أسوأ من المرأة ].

    المرأة عند اليهود :

    هي في مرتبة الخادم محرومة من الميراث ، وإذا ملكته لعدم وجود إخوة لها يحرم عليها الزواج من عائلة غريبة . وهي عندهم لعنة لأنها أغوت آدم فأخرجته من الجنة ، وكانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يشاربوها وهجروها ، فقد جاء عندهم في التوراة :[ المرأة أمرّ من الموت ، إن الصالح أمام الله من ينجو منها ، رجلاً واحداً بين هؤلاء وجدت أما امرأة واحدة بين كل أولئك لم أجد ].
    المرأة عند النصارى :
    لقد هال رجال الدين النصارى ما آل إليه المجتمع الروماني من انحلال أخلاقي شنيع ، فاعتبروا المرأة مسؤولة عن هذا كله ، فقرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه ، وأعلنوا أنها باب الشيطان وهي سلاح إبليس للفتنة والإغراء .
    فهي كما يقول القديس تروتوليان :[ إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ناقضة لنواميس الله مشوهة لصورة الله - الرجل - ].

    وقد عقد مؤتمر في فرنسا عام 586 للميلاد موضوعه الجواب عن السؤال التالي: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان ؟ وأخيراً قرروا أنها خلقت لخدمة الرجل فحسب ، وهي قاصر لا يحق لها أن تتصرف بأموالها دون إذن زوجها أو وليها .

    وقد كان القانون الإنجليزي يبيح للرجل أن يبيع زوجته .

    ولما قامت الثورة الفرنسية وأعلنت تحرير الإنسان من العبودية والمهانة لم تشمل المرأة بحنوها ، ونص القانون الفرنسي على أنها ليست أهلاً للتعاقد دون رضى وليها إن كانت غير متزوجة .


    المرأة عند العرب قبل الإسلام :
    كانت المرأة مهضومة الحقوق لا ميراث لها ، وليس لها أي حق على زوجها ، فهو يطلقها متى يشاء ويتزوج من غيرها بلا حدود ، وكانالعرب في الجاهلية يتشاءمون من ولادة الانثى حتى وصل الأمر بهم الى وأد البنات وهن أحياء خشية الفقر والعار

    مكانة المرأة في الإسلام
    بقيت المرأة مستضعفة مهـضـومة الـحقوق , مهيضة الجناح ,مسلوبة الإرادة حتى جاء الإسلام بشريعته الغراء ووضع الميزان الحق في إقراره لكرامة المرأة وإنسانيتها وأهليتها لأداء رسالة سامية في المجتمع , و أعطاها مكانة عالية لتجد ممن حولها التقدير والاحترام اللائق بها كأم مربية للأجيال , وزوجة لها حقوق وعليها واجبات , وشابة يصان عرضها من عبث العابثين وأصحاب الشهوات . فقد قال الرسول ص إنما النساء شقائق الرجال ) رواه أبو داود .



    إن شاء الله سأتعرض لأهم الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة والتي سلبت منها عبر العصور السابقة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الموقع
    بلاد الحرمين ..
    الردود
    438
    الجنس
    ذكر
    بوركت ..

    سلمت أناملك ..

    موضوع قيم .. أنتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر ..

    تحــ عطرة ــية ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الردود
    10
    الجنس
    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

    مشكورة أختي الإيـجـابيــة

    على ردك و تواصلك

    أعطاني دافع لأكمل الموضوع

    أرجو أن يفيدك و يفيد كافة الأعضاء

    مشكورة ألف شكر

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الردود
    10
    الجنس

    flower2 مكانة المرأة عبر التاريخ الجزء 2




    ------------هذا الجزء الثاني من الموضوع------------



    ومن أهم الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة والتي سلبت منها عبر العصور السابقة هي :
    1. حق الحياة

    فقد حرم الله عز وجل وأدها كما كان يصنع بها العرب في الجاهلية ، فقال عز وجل ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ).

    وأنكر على من يتشاءمون لولادتها فقال الله تعالى ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْانثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ).


    2. حق الملكية والتصرف بأموالها

    لقد أعطى الإسلام للمرأة حق ملكية الميراث ، فقال الله تعالى ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْانثَيَيْنِ )
    وأعطاها أيضاً حق التصرف بأموالها فلها أن تبيع وتشتري وتتصدق من أموالها كما تشاء ، فهي كاملة الأهلية . وإذا كانت عاملة فهي تستطيع أن تتصرف بمالها وتنفق منه بالطريقة التي تريد وفق الأحكام الشرعية .


    3. حق الموافقة على الخاطب أو رفضه

    فالمرأة كالرجل لها حق اختيار الزوج المؤمن الصالح ، ولا يجوز إجبارها على الاقتران برجل لا تريده . فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن وإذنها صمتها ) رواه مسلم .

    وقال عليه الصلاة و السلام أيضاً ( لا تنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر ، فقيل له : إن البكر تستحي فقال : إذنها صمتها ) رواه البخاري .

    وقد جاءت الخنساء بنت خدام فأخبرت الرسول عليه الصلاة و السلام ( بأن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت ذلك فردّ نكاحه ) رواه البخاري .


    4 . حق العلم والتعلم

    سواء أكان العلم في المسجد كما كان في زمن الرسول عليه الصلاة و السلام ، أو في المدارس والجامعات كمـا هو في وقتنا الحالي فقد قـال الـرسول صلى الله عليه و سلم ( أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها ... فله أجـران ) رواه البخاري

    وقد كان الرسول عليه الصلاة و السلام يجعل للنساء يوماً ليعظهن ويذكرهن ويأمرهن بطاعة الله تعالى .


    5. حق مفارقة الزوج

    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ( جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق إلا أني أخاف الكفر . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فتردين عليه حديقته ؟ فقالت: نعم . فردت عليه حديقته وأمره ففارقها ). رواه البخاري .

    وإلى جانب هذه الحقوق فقد قرر الإسلام أن المرأة والرجل خلقا من أصل واحد فقال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَـامَ إن اللَّهَ كَـان عَـلَيْـكُمْ رَقِيبًا ).

    ثم إن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في التكليف فقال الله عز وجل ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانوا يَعْمَلُونَ ).

    إلى جانب ذلك فقد دفع عنها اللعنة فلم يحملها مسؤولية خروج آدم من الجنة بدليل قوله تعالى ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَان لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا ان تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ).


    وقد أكرم الله تعالى المرأة بنتـاً وأمـاً وزوجةً فقــال في كتابـه الــعزيز عن حـق الأم

    ( وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي ان أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي انعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَان أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي اني تُبْتُ إِلَيْكَ وَاني مِنَ الْمُسْلِمِينَ )

    وقال الرسول صلى الله عليه و سلم ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصـالـحة ) رواه مسلم ، وقال صلى الله عليه و سلم أيضاً ( استوصوا بالنساء خيراً ...... ) رواه البخاري ومسلم .

    أما تكريمها بنتاً فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ) رواه البخاري ومسلم .


    6 . حق المشاركة السياسية

    لقد أجاز الإسلام للمرأة أن تشارك في انتخاب رئيس الدولة . فقد قال تعالى ( وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ ). كما قال مجيد أبو حجير [ والشهادة واجبة على الرجل والمرأة ،والانتخاب هو شهادة حق فيها إخبار عمن يصلح لقيادة الأمة . والانتخاب اجتهاد لا تمنع منه الأنوثة لأن الفتيا تصح من المرأة ، كما أن عملية الانتخاب في عصرنا الحاضر منظمة وتجري في فترة قصيرة لا تعطل المرأة عن وظائفها الأصلية كزوجة وأم مربية . وهذا بعكس ما إذا أرادت المرأة أن ترشح نفسها نائبة في البرلمان فإن الإسلام يقف من ذلك موقف النفور لا لعدم أهلية المرأة لذلك بل للأضرار الاجتماعية التي تنشأ عن ذلك والمخالفات لأحكام الشريعة وآداب الإسلام وأخلاقه ، وللجناية البالغة على ســلامة الأسرة وتماسكها ، وانصراف المرأة عن معاجة شؤونها بكل هدوء وطمأنينة ], لأن متطلبات العمل السياسي المعاصر كثيرة ومتنوعة , فمن خروج من البيت ساعات طوال لمواكبة الأحداث اليومية ، وما يقتضيه العمل السياسي من خروج المرأة وسفرها خارج البلاد , وكثرة المتغيرات السياسية , كل هذه الأمور تتعارض مع طبيعة المرأة ومهمتها كزوجة و كأمٍ وكمربيةٍ للأجيال .

    وحتى إذا تولت المرأة المناصب السياسية فلن يغير هذا العمل من صفاتها التي فطرهـا الله عـليها , وستبقـى الرقة والحنان هي طبيعتها التي تميزها عن الرجل . والدلائل على ذلك كثيرة : فهذه أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند كانت عنـد ذكــر ابنها " سانجهاي " الذي قتل في حادث طائرة تبكي شأنها شأن أي امرأة في العالم وينزف قلبها ألماً وحسرة على فقد ولدها . وهذه رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر تفقد ابنها في صحراء إفريقيا فتظهر على شاشات التلفاز وهي تبكي وتعتذر عن القيام بعملها كرئيسة للوزراء حتى يعثروا لها على ولدها علما أنها كانت تلقب بالمرأة الحديدية .

    فكوني أختي المسلمة حفيدة الخنساء وأسمـاء ونسيبـة , شجاعـة جريئـة وقافـةً عند حدود الشـرع ذكية حكيمة في تدبير الأمور , بصورة تنـاسب فطرتك التي فطرك الله عليها . ولا تقلدي نساء الغرب بالتحرر من الضوابـط الأخلاقيـة والأحكـام الشرعيـة وتذكـري قــول الله تعـالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم ).فهذه الآية من أوضح ما يدل على أن المرأة تشارك الرجل في سياسة المجتمع . وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( المسلمون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم ، ويجير عليهم أقصاهم ، وهم يد على من سواهم . ) رواه أبو داود والبيهقي .


    و ان شاء الله سأتعرض في الجزء التالي إلى
    "شذرات عطرة من سيرة المرأة المسلمة "



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الردود
    10
    الجنس

    flower3 مكانة المرأة عبر التاريخ الجزء الأخير



    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

    أقدم لكم الجزء الأخير من " مكانة المرأة عبر التاريخ "



    شذرات عطرة من سيرة المرأة المسلمة

    لقد اتصفت المرأة المسلمة في صدر الإسلام بجملة من الصفات ، أهلتها لتشارك بفاعلية في الحياة العامة ، فقد كان لها من قوة الشخصية ، والقدرة العقلية وفصاحة اللسان وحسن الفهم والبيان ، والقدرة على الصبر والثبات . ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على تكريمها ورفع شأنها , وإعطائها المكانة التي تليق بها في المجتمع ، فها هو معلم البشرية الأول عليه الــصــلاة والــسـلام يعلّـم زوجـاته بنفسه ، فقد مرّ على زوجـتـه جويرية بنت الحارث وقد كانت عابدة قانتة لله تعالى فقال لها ( ألا أعلمك كلمات تقوليهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضاء نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته ) رواه مسلم .

    ولقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها فقيهة محدثة تنظم الشعر أيضاً , ويروي الشعبي فيقول : ( قيل لعائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين هذا القرآن تلقيته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الحلال والحرام . و هذا الشعر والنسب والأخبار سمعتها عن أبيك وغيره فما بال الطب ؟ قالت : كانت الوفود تأتي رسول صلى الله عليه وسلم فلا يزال الرجل يشــكو علـتـه فيـسـأل عن دوائها فيخبره بذلك فحفظت ما كان يصفه وفهمته ).

    وقال أبو موسى الأشعري: ( ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً ) رواه الترمذي ، وقد بلغ مسندها ألفان ومائتان وعشرة أحاديث ,وقال الزهري : ( لو جمع علم الناس كلهم وأمهات المؤمنين لكانت عائشة أوسعهم علماً ) رواه الحاكم .

    وقد ذكر البلاذري في فتوح البلدان : أن أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب كانت تتعلم الكتابة في الجاهلية على يد امرأة كاتبة تدعى الشفاء العدوية فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم طلب إلى الشفاء أن تعلمها تحسين الخط وتزيينه كما علمتها أصل الكتابة . وهذه أم الدرداء الصغرى " هجينة بنت يحيى الوصابية " روت علماً جماً عن زوجها أبي الدرداء وعن سلمان الفارسي وعن عائشة وعن أبي هريرة ؛ وعرضت القرآن على أبي الدرداء واشتهرت بالعلم والعمل وكانت تقية زاهدة ؛ عاشت طويلاً حتى أدركت خلافة عبد الملك بن مروان ، وكان مرة جالسًا في صخرة بيت المقدس وأم الدرداء جالسة معه حين نودي لصلاة المغرب فقام وقامت تتوكأ عليه حتى دخل بها المسجد وكانت عالمة فقيهة يجلس إليها الرجال فيقرأون عليها وكان عبد الملك بن مروان يستمع إليها .

    [ وهذه فاطمة بنت علاء الدين السمرقندي الحنفي صاحب كتاب " تحفة الفقهاء " حفظت التحفة فكانت فقيهة , طلبها كثير من الرجال فلم يزوجها والدها , وعندما صنف أبو بكر الكاساني كتابه " بدائع الصنائع" وهو شرح التحفة عرضه على شيخه – أبوها – ففرح به كثيراً وزوجه ابنته وجعل مهرها منه ذلك فقالوا : شرح تحفته فزوجه ابنته ، وكانت الفتوى تأتي فتخرج وعليها خطها وخط أبيها فلما تزوجت صاحب البدائع كانت تخرج وعليها خطها وخط أبيها وخط زوجها ].

    وهذه خولة بنت ثعلبة أنزل الله فيها قرآناً عندما أخذت تشتكي زوجها وتقول :
    ( يا رسول الله أكل شبابي , ونثرت له ما في بطني , حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي , ظاهر مني . اللهم إني أشكو إليك . فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ظهار زوجها منها فقال لها : حرمت عليه ) فأنزل الله قوله تعالى ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )
    ويأخذ رسول الله البيعة من النساء فيقول ( تبايعن على أن لا تشركن بالله شيئاً ، قـالت هـنـد زوج أبـي سـفـيان - وكانت متخـفـيـة لم يـعرفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد : إنك والله لتأخذ علينا ما لا تأخذ على الرجال فسنؤتيكه . قال: ولا تسرقن . قالت : والله إن كنت لأحببت من مال أبي سفيان الهنة والهنة . فـقـال أبو سفيان - وكان حاضراً -: أما ما مضى فأنت منه في حل . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أهند ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌؟ قالت : أنـا هـنـد فأعفو عـمـا سلف عفا الله عنك . - وكانت قد لاكت كبد عمه حمزة بعد استشهاده في أحد - قال : ولا تزنين قالت : وهل تـزنـي الـحرّة ؟ قال : ولا تقتلن أولادكن . قالت: ربيناهم صغاراً وقتلتهم في بدر كباراً فأنت وهم أعلم . فضحك عمر حتى استلقى . قال : ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيـديـكن وأرجـلكن قالت : والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل . قال : ولا تعصينني في معروف . قالت : ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد أن نعصيك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: بايعهن واستغفر لهن الله )

    فهاهو القائد الأول ومعلم البشرية يصغي لهند ولا ينهرها ولا يعنفها وإن دل ذلك على شيء ، فإنما يدل على مدى احترام رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأي المرأة وحقها في المناقشة والحوار .

    وقد روت كتـب الـسيـــرة عن فـصـاحـة وبـلاغـة المرأة شيئاً كثيراً ، فـقـد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ساءه مغالاة الناس في مهور بناتهم ، فصعد المنبر وحمد الله فأثنى عليه ثم قال ( لا أعرف من زاد في الصداق على أربعمائة درهم ؟ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الصداقُ فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لما سبقتموهم إليها ، ثم نزل المنبر ، فاعترضته امرأة من قريش فقالت : يا أمير المؤمنين : نهيت الناس أن يزيدوا في صدقاتهم على أربعمائة ؟ قال نعم ،قالت أما سمعت الله يقول في القرآن ؟ قال : وأي ذلـك ؟ قالت : قولـه تعـالى ( وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) قال عمر : اللهم غفراً ، كل الناس أفقه من عمر ، وقـال قولتـه المشهورة : أصابت امرأة وأخطأ عمر ).

    فهذا أمير المؤمنين رغم مكانته وهيبته عند المسلمين يصغي إلى نصح امرأة ويعترف بخطأه وبصحة قولها ، وهذا من تمام العقل والحكمة ، ويدل على مدى الإحترام والتقدير الذي كانت تحظى به المرأة في صدر الإسلام .

    وحكت كتب السير والتاريخ عن قدرة المرأة العقلية وذكائها فهذه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وكان معه أبو بكر الصديق فحمل معه جميع ماله ، تقول أسماء ( فأتاني جدي أبو قحافة وقد عَمِيَ فقال : إن هذا فجعكم بماله ونفسه . فقلت : كلا قد ترك لنا خيراً كثيراً فعمدت إلى أحجار فجعلتها في كوة البيت وغطيت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب فقلت : هذا ما تركه لنا فقال : أما إذا ترك لكم هذا فنعم )

    وشـاركت المرأة الرجل عبر التاريخ الإسـلامي مياديـن الجهاد ، فهذه أم عمـارة – نسيبة المازنية – تقول ( لقد رأيتني وقد انكشف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بقي إلا نفر يتمون عشرة وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي فرآى رجلاً مولياً معه ترس . فقال لصاحب الترس : ألقي ترسك لمن يقاتل ، فألقى ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل على فرس فضربني فتترست له فلم يصنع سيفه شيئاً فولى فأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح : يا أم عمارة أمامك قالت : فعاونني عليه حتى أوردته شعوب المنية ).

    وهذه صفية بنت عبد المطـلـب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الخـنـدق قـالت ( أنا أول امرأة قتلت رجلاً فقد كان حسان بن ثابت معنا فمر بنا يهودي يطوف بالحصن فقلت لحسان : مثل هذا لا آمنه على أن يدل على عوراتنا فقم فاقتله قال: يغفر الله لك لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا . فاحتجزت - شدت وسطها - وأخذت عموداً ونزلت فضربته حتى قتلته ).

    وعن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها قالت ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم وأصنع لهم الطعام ) رواه مسلم .

    وكانت رفيدة الأنصارية تخرج للمعركة لتداوي الجرحى وتسقي العطشى فكان لها خيمة تداوي فيها الجرحى وتحتسب ذلك عند ربها , وعندما أصيب سعد بن معاذ في معركة الخندق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اجعلوه في خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب ).

    وقد شاركت المرأة المسلمة في صدر الإسلام بالحدث السياسي فهذه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت قبل زوجها وفرق الإسلام بينها وبينه ( وعندما حصلت معركة بدر كان أبو العاص بن الربيع في صف قريش ضد المسلمين فوقع في الأسر ولما علمت زينب بذلك بعثت بقلادة لها لتفتدي بها زوجها فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرف أنها لزينب فرق لها وقال : إن أردتم أن تطلقوا لها أسيرها فأطلقوه وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتيه بزينب من مكة وحاول أهل زوجها منعها من ذلك ولكنها استطاعت أخيراً أن تلحق بأبيها مع زيد بن حارثة وبقي زوجها العاص بن الربيع بمكة حتى خرج مرة تاجراً إلى بلاد الشام فلقيته سرية للرسول صلى الله عليه وسلم فأصابوا ما معه وقفل هارباً حتى دخل على زينب تحت جنح الليل فاستجار بها فأجارته وجاء في طلب ماله فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح فكبر وكبر الناس صرخت زينب من صفة النساء وأخذت تقول : أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع . قال : فلما سلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس فقال: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم . قال : أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم أنه يجير على المسلمين أدناهم . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على ابنته فقال : أي بنية أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له .

    وخرج إلى المسلمين فقال لهم : إن أردتم أن تردوا عليه ماله أو أن تأخذوه فهو فيء الله وأنتم أحق به . فقالوا : يا رسول الله بل نرده عليه فردوه عليه ثم قفل راجعاً إلى مكة وأدى إلى كل ذي مال حقه ثم قال : يا معشر قريش هل بقي لأحد عندي مال لم يأخذه ؟ قالوا : لا , فجزاك الله خيراً فقد وجدناك وفياً كريماً قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أكل أموالكم فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب زوجته فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ).

    وقد أجارت أم هانئ بنت أبي طالب عام الفتح رجلاً , وقد أراد أخـوهـا علي بن أبي طالب أن يقتله , فجاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت ( زعم ابن أبي وأمي علي أنه قاتل رجلاً أجرته - فلان بن هبيرة – فقال صلى الله عليه وسلم : قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ) رواه البخاري ومسلم .

    وقد تـصـدت الـمرأة بشجاعة وجرأة للحكام , فوقفت في وجوههم لتقول الحق , فهذه أسماء بنت أبي بكر يدخل عليها الحجاج عندما قتل ولدها عبد الله بن الزبير فيقول لها [ إن ولدك ألحد في هذا البيت وإن الله أذاقه من عذاب أليم وفعل به ما فعل . فقالت له : كذبت والله لقد كان باراً بوالديه صواماً قواماً فلقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان ,الآخر منهم شر من الأول وهو مبير . أما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فلا أخالـك إلا إياه ، فلقد أفسدت عليه دنيـاه وأفسد عليـك آخرتك ].

    وقد كان رسولنا الكريم يرفع من شأن النساء سواء كن زوجاته أم بناته أم نساء المؤمنين عامة فقد كان الأب الحاني، والزوج الرفيق بزوجاته ، والقائد الحكيم المتواضع ، وقد سـار أصحابه من بعده على نهجه في إعلاء شأن النساء .




    و بهذا أكون قد أنهيت هدا الموضوع أرجوا أن تقرأنه و تستفدن منه

    بانتظار ردودكم


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الموقع
    بلاد الحرمين ..
    الردود
    438
    الجنس
    ذكر
    سلمت يداك ..
    قيم بالفعل .. واستفدت منه كثيراً ..
    لا حرمت الأجر ..
    ننتظر جديدك بشوق ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الردود
    6
    الجنس
    معلومات قيمه بالفعل.

مواضيع مشابهه

  1. مكانة مصر عبر التاريخ
    بواسطة هبة صناع مصر في المجلس العام
    الردود: 3
    اخر موضوع: 07-08-2009, 03:19 AM
  2. مكانة المرأة
    بواسطة marwasamy mosta في نافذة إجتماعية
    الردود: 1
    اخر موضوع: 07-03-2009, 07:01 PM
  3. مكانة المرأة في الإسلام
    بواسطة المسكون بالحلم في نافذة إجتماعية
    الردود: 0
    اخر موضوع: 12-11-2003, 03:25 AM
  4. مكانة المرأة في الاسلام...
    بواسطة لؤلؤة القدس في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 29-12-2002, 01:54 AM
  5. مكانة المرأة في الحياة
    بواسطة مصرية مغتربة في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 26-08-2002, 06:37 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ