▪▪▪ حـملة لنكن أوفيـاء ..[شباب الصحابة ]..لصحب خاتم الأنبياء ▪▪▪
لكل من أراد القدوة والسير على طرق الإستقامة سير من أروع السير هي لصحب الرسول صلى الله عليه وسلم
شباب عاهدو الله على المضي قدماً نحو المعالي لايرجون غير رضوانه عزوجل
والمتبصر في أحوال بعض شبابنا يجد العجب ولن ينكر أحوالهم أحد واالشواهد كثيره
وماكانت إلا لبعدهم عن القدوة الصالحة في حياتهم ولم يفكر الواحد منهم يوماً بأن يجعلها
هماً يشغله ليلاً ونهاراً لإصلاح نفسه حتى يصل لـ مبتغاه في يوم ما بعد توفيق الله تعالى
ليصل لـ أبواب التوبة قبل أن تغلق ويحمد الله عليها ..
فهذا مثال لـ جبير بن مطعم رضي الله عنه قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر مأموراً
قال: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب "بالطور" فكاد قلبي يطير قال: فوقع الإيمان في قلبي
منذ ذلك الحين، ثم متى أسلم، أسلم بعد الحديبية،أي بعد أربع سنوات أو خمس سنوات فقد بقي في ذهنه خمس سنوات
وأخيراً نجح فعلاً واتخذ هذا القرار . الذي كان يؤرقه لسنوات.
ومن هنا سنعرض بعض الصور المُشرقة لنمهد بها الطريق لمن أراد اللحاق بركبهم فالميدان واسع فسيح ولايزال هناك متسع
لهذا الجيل بأن يتخد من نهج الصالحين أسلوباً ومنهجاً في الإقتداء نتعبد الله بحب الصالحين، فإن مما يكرم الله عز وجل به من أحب الصالحين
: أن يبلغهم منازلهم ولو لم يلحقوا بهم، لقد سئل صلى الله عليه وسلّم عن المرء يحب القوم ولمّا يلحق بهم فقال صلى الله عليه وسلّم:
"المرء مع من أحب" .
::
::
:: وقفة ::
إن في قراءه سير شباب الصحابة وفتياتهم فائدة عظيمة لـ الأباء
والمعلمين ولـ الشباب أنفسهم حتى يرفعون هممهم ففي ذلك تربية لهم
فكم نحن بحاجة لـ أنموذج في التربية يقتدي به أولاً ولمن نقوم بتربيتهم
وإن لم يصلوا لدرجة الكمال إلا أنه يبقى حاااافز ..
:: صور مُشرقة ::
::العناية بحفظ القرآن وتعلمه وتعليمة ::
كان أول ما عني به شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم هو القرآن وحفظه وتعلمه.
لقد كان الحرص الذي تمتع به أولئك - رضوان الله عليهم - مدعاة لأن يفوقوا غيرهم حتى يأمر النبي صلى الله عليه وسلّم باستقراء القرآن من أربعة، ثلاثة منهم من الشباب وهم معاذ، وابن مسعود، وسالم - رضي الله عنهم - إذ يقول: "استقرئوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل". قال: لا أدري بدأ بأُبيّ أو بمعاذ. [روا ه البخاري 3758، ومسلم 2464].
ولم يكن الأمر لدى شباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم في تعلم القرآن واقفاً عند مجرد حفظه وإقامة حروفه بل كانوا يتعلمون أحكامه وحدوده.
يحدثنا عن ذلك أحدهم وهو ابن مسعود - رضي الله عنه - إذ يقول: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن".ويدرك الشباب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم أن حفظ القرآن وتعلمه يتطلب منهم أن يقوموا بواجب التعليم، كما أخبر صلى الله عليه وسلّم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". [رواه البخاري 5027].
ولهذا بعث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أحدهم وهو مجمع بن جارية - رضي الله عنه - لأهل الكوفة يعلمهم القرآن. [الإصابة 5/ 577].
فما أجمل أن نجد شبابنا وفتياتنا وهم مقبلين على حلق الذكر وتلاوة كتاب الله تعالى متخذين صحب الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة بالسير على نهجهم واقتفاء أثرهم .
العلم مطلب نفيس لا يستطال ولا يدرك براحة الجسد ..
::
::
تخصيصه صلى الله عليه وسلّم لهم بالوصية والتعليم:
ومادام هؤلاء بهذا القدر من الحرص على العلم، والإقبال عليه والشغف به فقد عني صلى الله عليه وسلّم بتعليمهم؛ فتحفل السنة النبوية بالعديد من المواقف التعليمية التي يخص فيها صلى الله عليه وسلّم أحداً من هؤلاء بوصية أو موعظة أو تعليم حكمة، ومن ذلك:
تعليمه صلى الله عليه وسلّم لمعاذ - رضي الله عنه - مسألة من أعظم المسائل في التوحيد فيقول - رضي الله عنه -: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلّم على حمار يقال عفير، فقال: "يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟" قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً". [رواه البخاري 2856، ومسلم 30].
ويوصي صلى الله عليه وسلّم عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وصية بالغة عظيمة، يرويها لنا بنفسه فيقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". [رواه البخاري 6416].
::
::
الفهم والفقه:والعلم لا يقف عند مجرد الحفظ والسؤال، بل لابد من الفقه والفهم؛ إذ هو الوسيلة لأن يتحول العلم إلى عمل ويبدو أثره على صاحبه، لذا فقد كان لشباب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم نصيب ورصيد من ذلك، سأل صلى الله عليه وسلّم أصحابه يوماً، فقال: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟. فوقع الناس في شجر البادية، ووقع في نفسي أنها النخلة. قال عبد الله: فاستحييت، فقالوا: يا رسول الله، أخبرنا بها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: هي النخلة". [رواه البخاري 131، ومسلم 2811].
::
::
شهادته صلى الله عليه وسلّم لهم بالعلم:
ويعطي صلى الله عليه وسلّم شهادة عظيمة - وهو الذي لا ينطق عن الهوى - بأن أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام هو أحد شباب الصحابة - رضوان الله عليهم - ألا وهو معاذ بن جبل.
وشهادة لآخر من الشبان هو زيد بن ثابت - رضي الله عنه - فيشهد له صلى الله عليه وسلّم أنه أفرض الأمة. يقول صلى الله عليه وسلّم: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح". [رواه الترمذي 3790، وابن ماجه 155].
::
::
التأدب في طلب العلم وتوقير أهله:
إن الطالب قد تسيطر عليه العناية بتحصيل العلم وحرصه عليه فينسى ما رواء ذلك ويقع في سوء الأدب مع من يعلمه.
أما الشباب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم فلهم مع ذلك شأن آخر فعنايتهم - رضوان الله عليهم - بالسؤال وحرصهم عليه لم تكن لتخرجهم عن حدود الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلّم فها ومن صور ذلك ما سبق من أدب ابن عباس - رضي الله عنهما - وتوسده الباب وامتناعه عن طرقه.
ولهذا عني أهل العلم ببيان آداب طالب العلم مع من يعلمه العلم، فيجدر بالشاب أن يتعلم مثل هذه الآداب ويلزم نفسه بها.
::
::
هذه بعض الصور مما يخصنا في هذا المقام والصور في حياتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة .
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم محبتهم ، والاقتداء بهم، وأن يحشرنا معهم يوم العرض الأكبرإنه ولي ذلك والقادر عليه .
ملف لملحق بأسماء شباب الصحابة
فجزى الله من قام على إعداده خير الجزاء .
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة