السلة الرمضانية ** وداعا رمضان (2) **




بسم الله الرحمن الرحيم


بإذن الله نكمل موضوعات أقسام السلة الرمضانية

وهنا الموضوع الرئيسي للإطلاع على روابط بقية الأقسام


السلة الرمضانية ** هلموا ياأحباب فالخير كثير والحمد لله **

حكمة الشريعة في زكاة الفطر

سبحان الله ما أكمل هذه الشريعة، وما أعظم أحكامها وما أروع حكمها،

دلت الإنسان على كل ما ينفعه، وحذرته من كل ما يضره، وأمرته بالطاعة والانقياد، سواء عرف الحكمة من ذلك أو لم يعرف،

فإن كان الأول فنور على نور، وإن كان الآخر فما معه إلا التسليم والقبول، ليحظى بالجزاء الحسن،

أخي الصائم ومن هذه الحكم الجليلة التي فرضت من أجلها زكاة الفطر، ما يلي:

1- أنها تطهير للصائم من اللغو والرفث، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما
قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين"
(رواه أبو داود، وصححه الألباني)،

وذلك أن الصائم في الغالب لا يخلو من الخوض واللهو ولغو الكلام، وما لا فائدة فيه من القول،
والرفث الذي هو الساقط من الكلام، فيما يتعلق بالعورات ونحو ذلك،
فتكون هذه الصدقة تطهيراً للصائم مما وقع فيه من هذه الألفاظ المحرمة أو المكروهة،
التي تنقص ثواب الأعمال وتخرق الصيام.

وإخراجها عن الأطفال وغير المكلفين والذين لم يصوموا لعذر من مرض أو سفر، داخل في الحديث،
وتكون طهرة لأولياء غير المكلفين، وطهرة مقدمة قبل حصول الصوم
أو قبل إتمامه لمن أفطر لعذر مع عزمه على القضاء إن زال عذره.

2- التوسعة على المساكين، والفقراء والمعوزين، وإغناؤهم يوم العيد عن السؤال والتِطْواف،
الذي فيه ذل وهوان لهم في يوم العيد الذي هو يوم فرح وسرور؛
وليشاركوا بقية الناس فرحتهم بالعيد،
ولهذا ورد في بعض الأحاديث: (أغنوهم عن طواف هذا اليوم)
(رواه البيهقي وضعفه الألباني).

وجوب زكاة الفطر

صدقة الفطر واجبة على كل حر وعبد، ذكر وأنثى، صغير وكبير من المسلمين،

والدليل على وجوبها حديث ابن عمر رضي الله عنهما
قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير؛
على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير؛ من المسلمين،
وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة"
(رواه البخاري ومسلم)،

وأجمعت الأمة على وجوبها.

قال ابن قدامة: "قال ابن المنذر:
" أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن صدقة الفطر فرض،
وقال إسحاق هو كالإجماع من أهل العلم"
(المغني2/351)

وتلزم الشخص إذا فضل عنده عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته.

قال الشيخ ابن باز:"يجب على المسلم إخراجها عن نفسه وأهل بيته :
من أولاده ، وزوجات ، ومماليكه ، إذا فضلت عن قوته وقوتهم يومه وليلته"
(مجموع فتاوى ابن باز(14/197).

قال الشيخ ابن عثيمين:"ومعلوم أن ترك المفروض حرام وفيه الإثم والمعصية"
(مجموع فتاوى ابن عثيمين18/259).

ويستحب إخراجها عن الجنين؛ لفعل عثمان رضي الله عنه، ولا تجب عليه لعدم الدليل على ذلك.

مقدار زكاة الفطر

زكاة الفطر صاع؛ بصاع النبي صلى الله عليه وسلم،

وهو أربع حفنات باليدين المعتدلتين الممتلئتين،

لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر،
أو صاعا من شعير، أو صاعا من أقط، أو صاعاً من زبيب "
(رواه مسلم).

وتخرج من القوت سواء كان حبوباً أو غير حبوب،

وكلما كان من هذه الأصناف أطيب وأنفع للفقراء؛ فهو أفضل وأعظم أجراً،

قال ابن القيم - رحمه الله -: "فإن كان قوتهم من غير الحبوب كاللبن واللحم والسمك أخرجوا فطرتهم من قوتهم كائنا ما كان

هذا قول جمهور العلماء، وهو الصواب الذي لا يقال بغيره؛ إذ المقصود سد خلة المساكين يوم العيد، ومواساتهم من جنس ما يقتاته أهل بلدهم"
(إعلام الموقعين3/11)

ومقدار الصاع بالوزن: ما يقارب ثلاثة كيلو غرام، كما قدره الشيخ ابن باز رحمه الله
(مجموع فتاوى ابن باز14/201)، وعلماء اللجنة الدائمة.(فتاوى اللجنة الدائمة9/371)،

وقد قدرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من البر (القمح) الجيد فكانت كيلوين وأربعين جراما.

(مجموع فتاوى ابن عثيمين18/277)

وفي إخراجها نقداً خلاف، والأظهر أنها لا تجزئ، وذلك: لفعله - صلى الله عليه وسلم - وفعل جميع أصحابه،
إذ لم يعلم عن أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أخرج النقود في زكاة الفطر،
وهم أعلم الناس بسنته، وأحرص على العمل بها، وأحرص على ما ينفع الناس،
مع أن الدنانير والدراهم كانت موجودة في المدينة في عهد الصحابة ومن بعدهم،
وكان الناس أكثر حاجة إليها من اليوم، ومع ذلك لم يخرج الصحابة ومن بعدهم نقوداً.

وهو اختيار اللجنة الدائمة.

(فتاوى اللجنة الدائمة9/380).

والشيخ ابن باز (مجموع فتاوى ابن باز14/211)

وابن عثيمين (مجموع فتاوى ابن عثيمين18/278).

وقت زكاة الفطر

يبدأ وقت وجوب زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان، وهو أول ليلة من شهر شوال،

وينتهي بصلاة العيد؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بإخراجها قبل الصلاة،
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات))
(رواه أبو داود، وحسنه الألباني).

وأما وقت إخراجها المستحب فهو ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد.

ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين،
لقول ابن عمر رضي الله عنهما: (وكانوا يعطون قبل ذلك بيوم أو يومين).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ويجوز أن تقدم قبل العيد بيوم أو يومين،
ولا يجوز أكثر من ذلك لأنها تسمى زكاة الفطر، فتضاف إلى الفطر،

ولو قلنا بجواز إخراجها بدخول الشهر كان اسمها زكاة الصيام، فهي محددة بيوم العيد قبل الصلاة،
ورُخص في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.
" (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين18/270)

ومن أخرها عن وقتها فأخرجها بعد الصلاة فقد أثم وعليه أن يتوب من تأخيره،
وأن يخرجها للفقراء، وأما المعذور فيبادر بإخراجها حين زوال عذره.

لنا عودة بإذن الله وتوفيقه لطرح القسم الأخير من هذه السلة المباركة

موضوعك رائع شكرا لك

-

بارك الله فيك غاليتي وفي جهودك