السلة الرمضانية ** بيوت في رمضان (1) **





بسم الله الرحمن الرحيم


بإذن الله نكمل موضوعات أقسام السلة الرمضانية

وهنا الموضوع الرئيسي للإطلاع على روابط بقية الأقسام


السلة الرمضانية ** هلموا ياأحباب فالخير كثير والحمد لله **

المرأة في رمضان

إن شهر رمضان موسمٌ عظيم للطاعات، عظيمٌ في قدره، عظيمٌ في أجره، عظيمٌ في هباته، عظيمٌ في أيامه، عظيمٌ في لياليه؛
لذا ينبغي أن يستغل ولا يضيع الوقت فيه سداً وهملاً،

وإن الملاحظ أن بعض النساء تستهين جداً بهذا الوقت العظيم، فوقتها ضائع في النوم تارة، وفي المطبخ تارة أخرى،
وبقية الوقت ربما في الكلام مع الأهل والأولاد؛ لذا نهديها هذه النصائح توجيهاً وإرشاداً.

- بداية على المرأة المباركة استحضار النية وتصحيح القصد،
وأن تتذكر فضل صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً، وأن للصائمين باباً يسمى الريان.

- ينبغي أن تنوع عبادتها في هذا الشهر فمن صيام، وقيام، وقراءة قرآن، وغيرها،
لأن تنوع العبادات يتجدد النشاط لديها، وعليها أن تعلم أن الزاد الحقيقي النافع هو تقوى الله جل وعلا.

- لتعلم أن التقليل من المأكولات من أسباب حفظ الصحة، ومن أسباب خفة الجسم ونشاط الروح.

- المحافظة على أوقات هذا الشهر المبارك؛ لأن بعض النساء يضيع وقتها من قبل صلاة العصر إلى وقت المغرب
في إعداد وجبة الإفطار إذ هي مكونة من عدة أصناف من الطعام، وتجهد نفسها في ذلك وربما كان تكليفاً من زوجها،
ثم بعد تناول وجبة الإفطار بعد صلاة المغرب أو بعد صلاة العشاء ترجع إلى المطبخ وتقوم بتنظيفه وتنظيف الصحون،
فما تنتهي إلا وهي متعبة جداً، فإما أن تنام قليلاً حتى تعاود الكرة في إعداد السحور،
ثم تنام بعد صلاة الفجر إلى الظهر، فيضيع وقتها في المطبخ، لا قراءة للقرآن ولا صلاة لليل،
وهذا ديدنها في الشهر كاملاً،
وليكن العمل باعتدال دون مبالغة أو إسراف {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
(التغابن:16)،
وليتق الله الآباء والأزواج، وليكونوا منبع حنان ورأفة بأولئك النساء، ويحرصوا على انتفاعهن بهذا الشهر.

- المحافظة على الصلاة في وقتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار التي بعد الصلاة.

- حفظ اللسان وكثرة الصمت مع الإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى.

- الحذر من كثرة المجالس القاتلة للوقت، التي تشتغل فيها المرأة بالغيبة والنميمة وقول الزور؛
فإن ذلك كله ينافي تدين المرأة الصادقة، ووقارها وخشوعها.

إدارة الأسرة في رمضان

أولاً وقبل كل شيء على الإنسان أن يضع أهدافاً له ولأسرته، يتم تعليقها في مكان بارز في البيت؛
لتبقى عالقة في الذهن ويراها جميع أفراد الأسرة، فيكون ضمن الأهداف ختم القرآن كذا مرة،
أو قراءة كتاب في التفسير، أو إنهاء جزء من القرآن خلال جلسات تفسيرية وتربوية، أو قراءة كتاب معين.

ثم تذكير أفراد الأسرة بثواب الأعمال، وتوفير المحفزات المادية والعبارات التشجيعية،
وتوزع الجوائز في يوم العيد لمن أتم برامجه بنجاح في مكان بارز أمام الجميع!.

قبل دخول الشهر يتم توفير الوسائل التي يتم استخدامها خلال الشهر، من أشرطة ومطويات وكتيبات وغيرها.

تهيئة أفراد الأسرة قبل دخول رمضان بالتحفيز والتشجيع.

تُعلق لوحة حائطية تتضمن البرنامج اليومي المقترح، ويستحسن أن يكون مرناً، وموحداً لجميع أفراد الأسرة؛
لأن ذلك يدفع الجميع للتفاعل، ثم تضمن هذه اللوحة الحائطية صحيفة يكتب عليها أسماء أفراد الأسرة بشكل أفقي،
والأعمال المطلوبة بشكل عمودي ثم يتم تظليل الجزء الذي تم إنجازه، وسوف نرى المنافسة تظهر واضحة.

ثم يُحرص على إيجاد برامج تناسب الزوجة؛ لأنها في الغالب تنشغل بأشغال كثيرة،

فمثلاً يجعل لها من البرامج ما يتماشى مع مشاغلها في المطبخ، كسماع بعض الأشرطة، أو البرامج النافعة،

وتُذكر باستحضار النية واحتساب الأجر وأنها بخدمتها لهؤلاء الصائمين على أجر كبير،.

ومن البرامج أيضاً خروج الأسرة بالكامل لأداء صلاة التراويح خلف إمام حسن الصوت.

وتعويد الأولاد إلقاء الكلمات في المنزل، سواء كانت مكتوبةً أو محفوظةً، ولو كانت قصيرة، ليتعودوا على الجرأة في الخطابة ومحادثة الآخرين.

المرأة وإطعام الطعام في رمضان

أختي المسلمة:


لقد أظلك شهر عظيم ونفحة ربانية، فعليكِ باستغلال هذا الشهر بنفس متحمسة راغبة في فعل الخيرات،

ففي هذا الشهر من الفضائل التي لا يفرط فيها عاقل، بل يُحرص على استثمار ساعاته ودقائقه
ولا يستسلم لمرض "التسويف" الذي يقطع الأعمار ويكون سببًا في التفريط.

وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات،
فتصدقي وأنفقي، وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(يا معشر النساء تصدقن, فإني رأيتكن أكثر أهل النار)
(رواه البخاري ومسلم)،

وعن أم ذرة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق،
وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري.

فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟
فقالت: لا تعنفيني، لو كنت أذكرتني لفعلت.
(الطبقات الكبرى8/67).

فاحرصي أختي على أن تفطري صائماً، فإن في ذلك الأجر العظيم، والخير العميم،
قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً)
(رواه الترمذي، وصححه الألباني).

واحرصي كذلك على الصدقة الجارية،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)
(رواه مسلم).

برنامج المرأة في رمضان

أختي المسلمة:

تقبلي منا هذه التهاني الحارة بمناسبة شهر رمضان المبارك -شهر الرحمة والغفران-،
ونستسمحك لطفاً أن تمنحينا جزءاً من وقتك لنحلق بك في فضاء أرحب،
وننزل رحلنا معك على روض أنيف، فالحديث إليك أنت دون سواك، حديث القلب إلى القلب، حديث نلمس به النجاة يوم هول الخطب،
فأرجو أن تُعيرينا قليلاً عينك الباصرة وقلبك الخفاق، فإننا سنبدأ انطلاقة الخير مع بزوغ هلال شهر رمضان؛
لننثر بين عينيك ما نأمل أن يكون حاديك إلى شهر مؤنس برياض الهبات وغيث الرحمات.

ولا نخفيك سراً أن قد أثَارَنَا واقع كثير من نساء المسلمين في رمضان، يوم تقضي الواحدة منهن جل وقتها بين دهاليز المطابخ،
ونزلات الأسواق، والتصنم أمام الفضائيات، وربما المسلسلات الفاضحة...

، فينقضي شهرها ولا تخرج منه إلا بالطبخات والصحون والسهرات، فتعرض نفسها لغضب الجبار، ويكون منتهى أمرها الخسارة والبوار.

فما رأيك هل استفادت من شهر الرحمات، أو تعرضت للنفحات مَن هذا برنامجها خلال شهر رمضان؟.

فلذا ندعوك أن ترسمي لنفسك برنامجاً تنظمين به وقتك في هذا الشهر العظيم؛
تتوزع بنوده بين فترات لراحتك واستجمامك، وفترات لمطبخك وخاصة نفسك...

، وفترات لقلبك وروحك، وهذه الأخيرة لا بد أن تتحري فيها هبات رمضان الربانية،
ونفحات الشهر الإلهية، وإليك وصايا بهذا الخصوص:

- لا بد من ورد يومي تعيشين فيه مع القرآن سماعاً وقراءة، فأنت في شهر القرآن -ولا تنس ساعة الفجر-.

- تفيئي ظلال القربات والنوافل والأذكار والأوراد، ولا تفوتي على نفسك نافلة ما دمت قادرة على أدائها.

- تعرضي لنفحات الرب لحظات السحر، واغتنمي أوقات الإجابة في الإلحاح والدعاء فللصائم دعوة مستجابة.

- جميل أن يكون لك مشاركة فاعلة في مشاريع خيرية ودعوية في حدود قدراتك وطاقتك.

- المحاضرات الإسلامية رائع أن تلقى جزءاً من اهتمامك، سواء كان بثها عبر الفضائيات أو غيرها.

- من الجميل أن يكون لك اجتماع عائلي "مجلس ذكر" مع آسرتك، يتخلله مسابقة وبرامج إيمانية.

والوصية أخيراً: الغنيمة الغنيمة لشهر رمضان بالقرآن والقربات والقيام، لا بالطبخ والسهرات والطعام، رعاك الله.

كيف تحبب الصيام إلى ابنك ؟

يُربى الطفل المسلم على مكارم الأخلاق، وفضائل الأعمال ومن أجل ما يُربى عليه الطفل تربيته على الصيام،

وعلى هذا حرص الصحابة الكرام، فعندما شرع صوم عاشوراء، قالت الرُّبَيِّع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها:
فكنا بعد ذلك نصومه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العِهن – أي الصوف-؛
فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار"
(رواه مسلم)،

وأولى من ذلك وأهم صيام رمضان، ولعلنا نذكر بعض التنبيهات والمقترحات
التي تسهل تربية أبنائنا على هذه العبادة العظيمة (الصوم)، فمن ذلك:

- التدرج في تكليف الطفل بالصوم.

- يراعى عدم إجبار الطفل، أو الغضب عليه عند عدم مقدرته إكمال الصيام.

- تجنب كل ما يقود إلى إفطار الطفل سراً، وامنع إدخال الحلويات والشوكولاته، والمشروبات المغرية خلال النهار.

- ابتعد عن مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين؛ وبخاصة عند وجود بعض القصور في أدائه، وركز على جوانب القوة والجوانب الإيجابية لديه.

- يمكن للطفل أن يقضي جزءاً من النهار في النوم "إلى الظهر مثلاًّ"، وبخاصة عند عدم وجود المدارس في الإجازات، مما يشجعه ويدفعه لإكمال الصيام.

- أوقف ممارسة الطفل لكرة القدم، أو الأنشطة الرياضية المجهدة أثناء النهار.

- يمنع صيام الطفل المريض بفقر الدم أو الهزال، أو السكري أو أمراض الكلى وما شابهها،
وعند التفكير في تكليف هذا الطفل بالصيام فيجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب.

- يراعى أن تحتوي وجبة الطفل على كافة العناصر الغذائية المفيدة والمتوازنة بحيث تشمل المجموعات الغذائية الأربع،
واحذر أن يصوم الطفل ثم يفطر على وجبة خاوية لا تلبي احتياجات الجسم من العناصر الغذائية،
وتأكد أن لدى الطفل قائمته من الحلويات؛ والتي جمعها أثناء النهار لتناولها عند الإفطار.

- يمكن للطفل تناول ذلك، وعدم حرمانه؛ ولكن بعد تناول الوجبة الرئيسية.

- لا بد من مراعاة وجبة السحور التي فيها البركة ليكون في ذلك عوناً للطفل على مواصلة أكبر وقت ممكن..


اللهم هب لنا من ذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماماً..

تجنيب الأولاد السهر في رمضان

من الظواهر السلبية التي عمَّت كثيراً من بلاد المسلمين ظاهرة السهر إلى ساعات متأخرة من الليل،

ذلك أننا -وللأسف الشديد- نجد من يسهر إلى ساعات متأخرة من الليل على أشياء حقيرة تافهة،
بما يتضمن تضييعاً للأوقات الفاضلة، والتفريط فيما يتاح فيها من الخير،
وحرمان نفسه من صلاة القيام في آخر الليل وما يكون فيه من بركات وكرامات وهبات،
وتضييعاً لصلاة الصبح، وزهداً في عطاآت الله لعباده المصلين الداعين المستغفرين في الأسحار مما ينزل إليهم إكراماً وإنعاماً.

والسهر فيما لا نفع فيه قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، و"كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها"
(رواه البخاري)،

وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "ما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل العشاء، ولا سمر بعدها"
(رواه ابن ماجه وصححه الألباني).

فالسهر مذموم إلا إذا كان فيه مصلحة؛ كمؤانسة أهل، أو محادثة ضيف، أو مدارسة علم،
أو قيام ليل، أو إيجاد حلول لمشاكل هذه الأمة، والسعي في رقيِّها، أو ما أشبه ذلك.

ولا مبرر للسهر غالباً في حق الأولاد فذمه أشد؛ لأنهم إذا سهروا فقد لا يذهبون للدراسة،
وإن ذهبوا فسيبقون في المدرسة يصارعون النوم، ولا يعون ما يلقى عليهم من الدروس،

لأن في السهر إرهاقاً للبدن، فضلاً عن تأخرهم عن صلاة الفجر، وتثاقلهم عن القيام للسحور، واعتيادهم الكسل والخمول،

وربما كان السهر مع نوم الآباء والأمهات ميسراً للأولاد السهر خارج البيت
فيؤدي إلى ضياع مخيف، لا سيما إن توفرت لديهم بعض الإمكانات المادية.

فليتق الله أولياء الأمور، وليأطروا أولادهم على السنة في هذا الأمر أطراً؛ ويعودهم على النوم المبكر؛
لما فيه من الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحة البدن، وصفاء الذهن، والتعود على النشاط، والحفاظ عليهم من الانحراف.

إن الله لايحب المسرفين

الإسراف في كل شيء مذموم ومنهي عنه، لا سيما في الأكل والشرب،
قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
(الأعراف:31)،

والمبذر الشيطان أخوه، لقول الله: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}
(الإسراء:27)،

وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ،
فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ)
(رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي)،

والإسراف في الطعام والشراب فيه مفاسد كثيرة:

منها: أن الإنسان كلما أكثر من التنعم بالطيبات في الدنيا قَلَّ -في الغالب- عمله للآخرة،
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((فإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
(رواه الحاكم، وصححه الألباني).

ومنها: أن كثرة الأكل تشغل عن كثير من الطاعات، فلا يستطيع أن يقرأ كثيرا من القرآن،
الذي ينبغي أن يكون هو شغله الشاغل في هذا الشهر الكريم،
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم والسلف رضوان الله عليهم من بعده.

ومنها: أن الإنسان عادة إذا أكل كثيراً أصابه الكسل، ونام كثيرا، فيضيع عليه الوقت الذي هو أغلى من الذهب؛
لأن ما مضى منه لا يمكن أن يعود، وقد قيل: إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك أقلل من طعامك.

ومنها: أن كثرة الأكل تورث غفلة القلب، وتضعف الخشوع، وقد قيل: البطنة تُذهب الفطنة، وكذلك تورث الأمراض.

لنا عودة بإذن الله وتوفيقه لطرح القسم التالي

ماشاء الله موضوع رائع
بارك الله فيكِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته