بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
فِي زَاوِيَة بَعِيدَة عَن صَدِيْقَاتِهَا وَعَن مَا يُتْفِقُون عَلَيْه حَوْل عَبَاءَة
الْتَخَرُج جَلَسَت الْطَّالِبَة (م) تُفَكِّر مَع نَفْسِهَا
هَل أَسْتَطِيْع تَوْفِيْر مَبْلَغ (200)رِيَال قَيِّمَة الْعَبَاءَة وَخِيَاطَتِهَا
كَم مَرَّة طَلَبَتُ مِن أُخْتِي أَشْيَاء أَثْقَلَت كَاهِلُهَا وَهَا أَنَا الْيَوْم
أُرِيْد أَن أُفَاتِحُهَا بِشَيْء جَدِيْد...
تَنَهَّدَت تَنْهِيِدَة قَاسِيَة وَصَمَتَت
بِدُمُوْع أَقْسَى خَبَأْتُهَا حَتَّى لَا يُلَاحِظ أَحَد مَاتْفَكَر فِيْه
¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨
عَادَت إِلَى الْبَيْت مُثْقَلَة بُهْم هَذَا الْمَبْلَغ الَّذِي قَد يَرَاه الْبَعْض زَهِيْدَا جَدَّا جَدَّا.._
وَلَكِنَّه عِنْد الْبَعْض هُو قِيْمَة فَاتُوْرَة لَهَاتِف أَو كَهْرَبَاء
أَو مُكَمَّل لِإِيْجَار الْمُنَزَّل الَّذِي يَقْطَّنُونَه أَو تَصْلِيْح سَيَّارَتُهُم الَّتي تَزِيْد أَعْبَاءَهَا يَوْمَا بَعْد يَوْم فَمَصْدَر رَزَقَهُم هِي بَعْد الْلَّه
أوَمَصُرُوف شَهْر كَامِل لِوَلَدِه فِي الْمَدْرَسَة
أَو وَصِفَة يَشْتَرِي بِهَا الْدَّوَاء..أَو..._
كَانَت مُتَرَدِّدَة فِي الْحَدِيْث لَكِنَّهَا تَكَلَّمْت بِالْآَخَر...وَأَخْبَرَت
أُخْتِهَا بِمَا فِي نَفْسِهَا امْتَعَضْت الْأُخْت قَلِيْلا وَقَالَت:.
مَالْحِكْمَة مِن عَبَاءَة الْتَخَرُج لطَالِبة الْثَّانَوِيَّة وَبِهَذَا الْمَبْلَغ تُستخْدّم لِيَوْم وَاحِد ثُم تُرْمَى ..
¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨
لَاتُرِيْد أَن تَمْنَع أُخْتِهَا فِي هَذَا الْيَوْم الْمُبْهَج خَاصَّة أَنَّهَا أَصْبَحَت
الْأُم لَهَا بَعْد أَن تَوَفَّت أُمِّهَا وَهِي صَغِيْرَة..وَلَكِن هَذَا الْمَبْلَغ مِن أَيْن تُوَفِّرُه ؟
قَرَّرْت أَخِيْرَا أَن تُشْتَرَي لِأُخْتِهَا الْعَبَاءَة لِتَفْرَح مَع بَقِيَّة زَمِيلَاتِهَا بِيَوْم تُخْرِجُهَا..
¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨
انْتَهَت قِصّة الْطَّالِبَة( م) وَكَم طَالبَة مِثْلُهَا تُعَانِي مِن تَكَالِيْف الْدِّرَاسَة
الْمَظْهَرِيَّة وَرُبَّمَا افْتَقَدْت الْتَّشْجِيْع وَالاهْتِمَام الْجَوْهَرِي...
¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨
فِي حَفْلَة الْتَّخَرُّج الْطَّالِبَة هِي مِن سَتُكَرَّم ..لَكِن هِي أَيْضا مِن سَتَخْسَر قَيِّمَة هَذَا الْتَّكْرِيْم...
وَلِي أَمَر الْطَّالِبَة يُعَانِي طَوَال الْعَام مِن مُتَطَلَّبَات ..
أَصْبَح الْمَظْهَر وَالتَّكَالِيف هُو الْمُحَرِّك لَه
وإِبْدَاع الْطَّالِبَة وَتَشْجِيعُهَا وَالْحِرْص عَلَى مُسْتَقْبَلِهَا في المؤخرة إِلَا عِنْد مَن رَاعَت الْلَّه
وَأَخْلَصَت فِي عَمَلِهَا ...
¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨ ¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨
فِي خِضَم هَذَا الْزَّخَم الْطُّلابِي نَحْتَاج لِوَقْفَة جَادَّة
نَضَع أَيَّادِيْنَا سويّة لِنَرْقّى بِتَفْكِيْر طَالِبَاتُنَا وَنُرَكِّز عَلَى الْمُفِيِد
وَنَجْعَل حَفَلاتِنا تَكْرِيمَا لَهُم وَدَافِعَا لِتَنْمِيَة الْإِبْدَاع وَالْمَوَاهِب لَدَيْهِم
دُوْن أَن يَطْغَى الْمَظْهَر الْخَارِجِي لِلْاحْتِفَال عَلَى الْهَدْف الْأَسَاسِي
مِنْه وَهُو الْأَهَم
¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨ ¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨
فَيَاعَبَاءَة الْتَخَرُج خَفِّفِي حَمَلَك عَلَى طَالبَتِك وَكُوْنِّي فَقَط وِشَاحَا
أَو شَيْئا بَسِيْطَا دُوْن تَكْلِيْف ...فَالجَوْهَر قَتَلْتُه الْمَظَاهِر وَأَفْنَاه التَّكَلُّف...
¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨¸.•*¨
مَوْقِف أَثَّر فِي نَفْسِي كَثِيْرَا فَانْسَكَبَت حَرُوْفِي عَلَى صَفَحَاتُكم فَمَعْذِرَة مِنْكُم ...
الروابط المفضلة