:::التعليم بالإيحاء ::: [ جهد ملموس ]
أيها المعلم هل فكرت يوما فيما تتلفظه من ألفاظ تجوها نحو طلابك ؟
هل نظرت يوما إلى ملابسك أثناء عملية التعلم ؟ هل كنت مبتسما أثناء العملية التعليمية أم عبوسا قانطا ؟
هل تحب عملك حقا وتخلص له وتتفانى من أجله أم هو بالنسبة لك أمرا لابد منه ؟
هل تهتم بطلابك نفسيا ومعنويا وسلوكيا وعلميا أم إنك لا تكترث؟
كل هذه الأسئلة سندور حولها فى عملية التعليم بالإيحاء
بداية :ماهو الإيحاء ؟
في علم النفس هى عملية يحمل بها امرؤ ما امرء آخر على الإستجابة, من غير تمحيص أو نقد, لحركة أو إشارة أو دعوة أو رأي أو معتقد
ويعتبر الايحاء من أسهل وأسرع طرق التغيير الإيجابى وتحويل السلبية إلى إيجابية, وقد ظهر الإيحاء كنوع من العلاج فى مجالات عدة وخاصة فى مجال تنمية الذات ولكن الآن سندور حول دور الإيحاء فى العملية التعلمية وكيف نصل بالتعليم بالإيحاء إلى تحقيق نجاح باهر فالتعليم بالايحاء هو وسيلة تربوية فعالة فى غرس القيم والمبادىء النبيلة وله النصيب الأكبر فى نجاح العملية التعليمية.
أولا : أنواع الإيحاء:
فى الحقيقة الايحاء نوعان وهما
الإيحاء الإيجابى والإيحاء السلبى
فالإيحاء الإيجابى : صور إيجابية تعزز الشخصية وتنميها وتدفعها دفعا نحو التميز والإبداع
والإيحاء السلبى :صور سلبية تهدم الشخصية وتثبطها بل يمكن أن تدمرها وتمحو ملامحها
أهمية الايحاء فى العملية التعليمية:
- يمكن من خلال الإيحاء غرس القيم والمعانى الفاضلة والأخلاق النبيلة وتعديل السلوك من خلال الايحاء المنضبط
وهذا مثال يتكرر داخل العملية التعليمية للتوضيح :
مثالا لغرس القيم السلبية
* الغرور
دائما المعلم" أحمد" يرى من" أنس" نابغا ويحبه جدا فقد تعلق به ودائما يردد " أنت أفضل طالب فى العالم " " أنت لم أرى لك مثيل ما هذا التفوق "
" أنت الأفضل بين تلاميذى , ولا يمكن أن ينافسك أحدا أبدا "
بالتدريج حتما سيصاب التلميذ بالغرور
*قيمة الضعف والفشل :
أستاذ "أحمد "يرى دائما "ياسر" فى المستويات الدنيا بليد ولا يمكن أن يفهم
فدائما يردد " يا بليد أنت لا تفهم أبدا "
"مهما أعدت لك الشرح لن تفهم "
- يمكن من خلال الايحاء تشجيع معانى والإصرار والتميز من خلال الصفات التى يوحى بها المعلم إلى تلاميذه :
مثال:
جاء ياسر إلى أستاذ أحمد قائلا " أستاذ سهرت ليلة البارحة حتى أحل المسألة ولم أستطع أشعر بالفشل والإحباط "
الأستاذ : نعم يا ياسر ..أنت حقا فاشل لأنها من أسهل المسائل سأعطيك مسألة أسهل منها عسى أن تحلها
هل تعلمون ما وصل الآن لذهن ياسر ؟
تكون عند هذا التلميذ فكرة عن نفسه راسخة : أننى بالطبع فاشل وهذه حقيقة فأنا أرى نفسى كذلك و معلمى أيضا
سيعطينى المعلم مسألة أسهل إذا فأنا لايمكن أن أجد حلا للمشكلات الصعبة ولا على مواجهتها فأنا دائما أبحث عن الأسهل لأن هذا ما أجيده
النتيجة : ضعف شخصية التلميذ وقد يستمر معه هذا الأمر طيلة حياته
إعادة نفس المشهد ولكن بأسلوب إيجابى
ياسر: أستاذ لا أستطيع حل المسألة
الأستاذ" مبتسما ورابطا على كتف ياسر" : حاول عدة مرات يا ياسر فأنا أثق بأنك ستستطيع حلها باذن الله
ويمكن للمعلم أن يعطى تلميذه بعضا من مفاتيح الحل لتساعد التلميذ بطريقة جذابة
- بالإيحاء يمكن التغلب على نقاط الضعف داخل الطالب وتتثبيت الصفات الجيدة
مثل : طالب يواجه مشكلة فى الحفظ
الأستاذ: أنت تستطيع أن تحفظ ..ترى لقد حفظت بعض الأبيات الشعرية الآن وستحفظ البقية ان شاء الله
مثال : طالب مميز فى سرعة الحفظ
ماشاء الله عليك تستطيع أن تحفظ سريعا أنت متفوق
مصادر الايحاء :
اثنان وهما :
داخلى وخارجى
داخلى : من النفس فعندما يقدم الانسان على أمرا ما يحدث نفسه ببعض الأشياء إما أن تكون إيجابية أو سلبية
مثال إيجابى : طالب قبل الدخول إلى الإمتحان يحدث نفسه "سأنجح بإذن الله"
مثال سلبى :أنا أعلم جيدا إننى سأفشل فى هذا الإمتحان
لكن لو توكل على الله وحسن الظن بالله ثم وثق فى قدراته لنجح بالفعل
خارجى :
أى ما يسمعة الطالب من المحيطين به وما يرسله الآخرون من إيحاءات عند رؤيته وهم : الأب والأم والأخوة والرفاق وغيرهم وهنا سنركز على المعلم
"فى العملية التعلمية يكون للمعلم دورا أما معززا أو مثبطا"
محفزات الإيحاء فى عملية التعلم
العاطفة
والإيماءات الغير لفظية للمعلم
وألفاظ المعلم
البيئة الدراسية
النشاطات
الإيحاءات الداخلية للطالب
أولا: دور العاطفة وخاصة الحب فى التعليم بالإيحاء :
دور العاطفة هنا هام جدا وينظر البعض على العاطفة على أنها النية , أى نية المعلم وشعوره تجاه مايقوم به
فإن كان المعلم لديه إيمانا راسخا بأهمية التعلم ولديه إحتراما لما يقوم به ومؤمن بقضيته ومقتنع ومحب ومتفانى فى عمله سينتقل ذلك تدريجيا إلى طلابه وسيرتفع المستوى التحصيلى
ملحوظة :" الطالب لا يأبه بالمعلم الذى لا يكترث به وقد لا يأبه بالمادة التى يدرسها هذا المعلم "
ثانيا :الإيماءات الغير لفظية والايحاءات :
الإبتسام , الربط على الكتف , النظر فى الوجه ,كل هذا يساهم فى نجاح أو إسقاط العملية التعليمية فالمدرس المبتسم لايمكن مقارنته بالمعلم العابس القانط فشتان بينهما , بل أيضا الملابس عليها عامل فكلما كانت ملابس المعلم مهندمة ونظيفة ومنسقة كان ذلك له وقعا إيجابيا فى نفوس الطلاب
ثالثا:ألفاظ المعلم :
يجب على المعلم التركيز دائما وأبدا على الألفاظ الإيجابية فى التعامل مع تلاميذه فكلمة "الفشل" مثلا يمكن إستبدالها " بعدم النجاح " إذ إدخال لفظ النجاح يوحى بأن هناك فرصة للنجاح أما إستخدام كلمة الفشل فهى توحى بالإخفاق الدائم وكأن الحياة قد إنتهت عند هذا الخظأ
وأيضا التركيز على " مبدأ الخطأ " فالخطأ هو سبيل للتعليم وطريق آخر للتعلم فكم من إنسان أصبح عالما بعد أن أخطأ العشرات من المرات
فيجب على المعلم تكرار تلك المفاهيم
إستخدام الجمل الإيجابية : أنت متفوق ,سيصبح لك شئنا عظيما بإذن الله
مثلا "إذا قابله طالب ضعيف المستوى فليقل له "أنت مجتهد ولكن ......" ثم يقدم النصيحة
أنا أذكر حينما كنت فى الصف الخامس كانت تأتى إلينا معلمة اللغة الانجليزية وتنادى بأعلى صوتها معلنة عن درجات الإمتحان والطالبة التى لم تنجح كانت تقذف ورقة الإمتحان فى وجها علنا وتقول لها بأعلى صوت أنت راسبة ....
إذا دمرت المعلمة الطالبة دون أن تدرى
رابعا: البيئة التعليمية ودورها فى الايحاء :
" ديكور الفصل "له عامل كبير فى نجاح العملية التعليمية فالفصل المرتب المزين والملىء بالوسائل التربويه والألوان بلا شك يعطى للطالب إنطباعا بالتفاؤل والبهجة
أما الفصل الرتيب الملل الخالى من أى مظاهر تعليمية من وسائل أو لوحات جدارية أو زينه بسيطة سيعطى إنطباعا بالتملل والتأفف والشرود
خامسا :مادة الدرس
يجب أن تكون متجددة مناسبة للفئة العمرية للطلاب ولقدراتهم وتكون شيقة وذات قيمة تربوية وعلمية
سادسا: النشاطات
يجب أن تكون إبداعية مبتكرة ويمكن للطلاب أن يتفاعلوا معها بشكل إيجابى وليست تعجيزية صعبة بحيث يصعب القيام بها
سابعا: إيحاءات داخل الطالب
وقد تحدثت من قبل عن ذلك فى مثالين سابقين للإيحاءات الداخلية فيجب أن تكون إيحاءات الطالب إيجابية أى يكون واثقا من قدرته على النجاح والتميز ولا يعترف بالفشل ويعتبر أن كل خطأ هو فرصة للتعلم .
مثال إيجابى لمعلم ممتاز :
المعلم حضر درسه مسبقا جهز الوسائل التعليمية والأنشطة وأسلوب الشرح سيكون تحوارى وتفاعلى وقام بالإستيقاظ مبكرا إرتدى ملابس مهندمة بسيطة ومرتبة وألوان متناسقة , ذهب نشيطا متحمسا إلى عمله دخل إلى فصله مبتسما متفائلا والآن بدأ الشرح.. هناك تفاعل وتحوار بين المعلم والتلاميذ إستخدم وسيلتين وطلب من التلاميذ الذهاب إلى المكتبة للقيام ببحث صغير عن ما أخذوه فى الدرس وأعطاهم بعض الإرشادات والإسئلة
الطالب الضعيف مشارك معه يعطيه الفرصه يشجعه ويحترمة والمتميز يشجعة أيضا ولكن يحذر أن يجعله يقع فى الغرور
البيئة التعليمية ممتازة ضوء الشمس يتخلل الفصل هواء نقى ألوان مبهجة تشع التفاؤل , فصل مرتب ومنظم
مثال سلبى :
معلم حضر الدرس بشكل سىء جدا إستيقظ متأخرا لايدرى متى ينتهى هذا الكابوس المزعج عابس الوجه غير مكترث بثايه الغير مهندمة
قابل تلاميذه عابسا لاينظر إليهم وهو يشرح , فقط يلقى أسطوانه معتادة من المعلومات يسب إحدى التلاميذ الضعفاء والمتميز يمدحه ويقربه منه ولايعطى فرصة لأحدا غيره والتلاميذ منهم الشارد ومنهم النائم ومنهم من يتحدث أحاديث جانبية و أعطى الواجب و إنتهى الدرس ..
إذا كيف يمكن تطبيق التعليم بالإيحاء
مما سبق ذكره يمكن أن نستنتج بعض النقاط
السهلة التنفيذ بإذن الله تعالى
- أيها المعلم إخلص النية لله و إعلم جيدا إنك تؤجر على ما تفعله
- حب عملك وتفانى فيه وأبدع وإبتكر ..فستجد السعادة والرضا بين يديك
- أنتبه لنفسك وإلى كل عبارة تخرج منك ولا تنسى العبارات والألفاظ الإيجابية
- ركز على أسلوب الشرح وإهتم بملابسك بحيث تكون منمقة مهندمة , وإهتم بطريقة تعاملك مع طلابك بصورة إيجابية " الإبتسام والربط على الكتف والنظر فى الوجه وما إلى ذلك"
- إحضر الدورات التدريبية الخاصة بمجالك وإطلع على كل جديد من خلال الإنترنت أو الكتب القيمة وكن متجددا فيما تطرحه وإستعين بذوى الخبرة فى ذلك المجال لمساعدتك والتحلى بالمثابرة والإجتهاد.
- تعلم الكثير عن الفئة العمرية التى تدرس لها فمثلا مرحلة الطفولة غير مرحلة المراهقة ولكل منهم مشاكله ويجب على المعلم أن يفهم ذلك فإن فهمه مثلا للمراهق وإنفعالاته وتصرفاته وأفكاره تساهم بشكل كبير فى القدرة على التعامل معه وإعطاء الإيحاءات المناسبة التى تساعد فى إنماء العملية التعليمية
- ركز على التخلص الإيحائى أى إزالة أى مفاهيم قديمة فيما يتعلق بقدرة الطالب على التعلم و إحلالها بمفاهيم جديدة حول قدرة الطالب على التعلم وإجعل ذلك هدفا لك
" أما التلميذ فأنصحه بأنه عليك أن تثق بالله أولا وتؤمن بذاتك ثانيا وتثق بأن لديك قدرات خاصة بك ومهارات مميزة وكن متفائلا ولا تكترث بكلام المحبطين أو المثبطين وصادق المتفائلين "
أتمنى أن أكون وفقت بإذن الله فى طرحى لهذا الموضوع
المصادر :
دراستى الجامعية فى كلية التربية
موسوعة التعليم والتدريب
موقع تطوير التعليم
.
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة ملكة الإحسان
الروابط المفضلة