على الأب المسلم أن يراعي في هذا الجانب :
• أولا: تعليم الوضوء.
يدرب الأب ولده في السابعة من عمره ، أو قبل ذلك بقليل ، على إتقان الوضوء والطهارة عن طريق المشاهدة ، فيعلمه كيف يتطهر و ينظف أعضاءه الظاهرة والباطنة ويسمي له تلك الأعضاء بأسمائها المعروفة في الشرع دون تكنية .
ويبين للولد فضل الوضوء ليعرف أنه طهارة للبدن والنفس معا .
• ثانيا : تعليم الصلاة .
إن أول ما يبدأ به الأب في تعليم ولده الصلاة : عن طريق المشاهدة دون التوجيه المباشر ، وهذا يكون في مرحلة متقدمة جدا من عمر الولد قبل أن يميز وذلك من خلال أداء الأب للصلاة النافلة في المنزل على مشهد من الأولاد، وكثيرا ما يندفع الولد الصغير برغبة يقلد أباه دون وعي منه أو إدراك ، وهذا الأسلوب يسمى "أسلوب التربية بالعادة "، وهو من الأساليب التربوية المعروفة والتي يمكن أن يمارسها الأب لتعويد ولده أمرا من الأمور .
وإذا أكمل الولد السابعة من عمره أمر بالصلاة ورغب فيها لقوله عليه الصلاة والسلام "علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر "، ويكون أمره بها إذا أتم السابعة فأكملها وليس قبل ذلك ، بل يكتفي قبل السابعة بالممارسة العملية أمامه دون أمر؛ إتباعا للسنة والهدي النبوي في ذلك ، ومراعاة لطبيعة الطفل الصغير وكرهه للتقيد والالتزام ، بخلاف ابن السابعة فإنه أملك لنفسه وأقدر الالتزام إلى حد لابأس به ، وكلما كبر الولد كان انضباطه أفضل وأحسن .
ويعود الأب ولده المميز على الطهارة وستر العورة من الصغر ، وقد نص صاحب المغني رحمه الله على أن صلاة الصبي يشترط لها ما يشترط لصلاة البالغ . فإذا كان الأمر كذلك أصبح تعويده في السابعة على ستر عورته وتمام الطهارة واجبا على الأب .
وتعتبر الصلاة أهم حدث ديني واجتماعي وأخلاقي وتربوي بل وتاريخي في حياة الطفل .....فيجب أن لا ندعها تمر في حياة الطفل مرورا عابرا . لهذا يقترح تعميق هذا الحدث الهام من خلال إعلام الولد بقرب موعد تكليفه بالصلاة ، فإذا أتم السابعة وصلى أول فرض : جمع له أبوه بعض أصدقائه وإخوته وعمل حفلا صغيرا ويقدم له ساعة يد هدية بهذه المناسبة الهامة لتكون حافزا له على أداء الصلاة في أوقاتها.
وإذا بدأ الولد بعد السابعة الصلاة بانتظام وجب على الأب متابعته وتذكيره بها من وقت لآخر فلا يغفل عنه وذلك لئلا يتجرأ الولد على تركها ، فقد أوجب بعض العلماء على ابن العاشرة أن يعيد الفروض التي تركها .
ويعود الولد ،خاصة إذا بلغ العاشرة أداء السنن الرواتب مع الصلوات المفروضة ....ويعود صلاة الوتر وشيئا من قيام الليل ، فيأخذه الأب إلى جانبه يصلي في الليل ، إقتداء بالرسول _صلى الله عليه وسلم _مع ابن عباس _رضي الله عنه _ وربما أخذ رسول الله بأذنه إذا نعس لينشطه للصلاة .
ويبدأ الأب بتعويد ولده وذلك بأداء شيء منها في البيت بعد صلاة العشاء مباشرة ثم يتدرج بهم شيئا فشيئا حتى يمكنهم من أداء الوتر في جوف الليل فيعلن بينهم أنه سوف يقوم ليصلي في الليل وقت كذا وكذا ، ويترك الأولاد ليتنافسوا في الاستيقاظ في ذلك الوقت دون أن يوقظهم ؛ ليتعودوا الاعتماد على النفس وتقوية الإرادة ، فإن الولد إذا اجتهد في أداء النافلة وحرص عليها فإنه على أداء الفرض ألزم .
وإذا قصر الولد في أداء الصلاة المفروضة بعد بلوغه العاشرة ، وجب على الأب وعظه وتذكيره بها ، فإن استمر في إهماله فلا يكلمه ولا يخالطه ولا يمازحه . وهذا النوع من العقوبات النفسية له فعالية قوية في نفس الولد .
وللحديث بقية.....بإذن الله
مقتطف من كتاب (مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد) للشيخ عدنان باحارث .
الروابط المفضلة