انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 9 12345 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 85

الموضوع: تضحية ام ( صيفنا ابداع )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    الموقع
    في قلوب احبتي تحت سقف الايمان
    الردود
    187
    الجنس
    امرأة

    summer2009 تضحية ام ( صيفنا ابداع )










    خريف 1978


    ابتسمت رجاء الجميلة ذات ال 17 ربيعا للمرآة في خجل عذري
    وهي تمشط شعرها الأسود الفاحم المنسدل على كتفيها ليلامس خصرها النحيل ..
    وعقدت ظفيرتها البريئة وهي تحلم بالعريس المتقدم لها
    وترى فيه فارس أحلامها الذي اتاها على حصانه الأبيض
    ليجوب بها البلدان ويحقق كل أمنياتها وكأنه كان يحمل فانوس علاء الدين السحري .!!!!!!..


    فقطعت عليها والدتها حبل أفكارها وهي تهمس لها ..


    حبيبتي رجاء ...أبوك وافق على العريس
    وأخوك أصر عليه فهو صديقه وأدرى بأخلاقه الحميدة ..


    احمرت وجنتا رجاء في خجل ..وقالت ..


    أنا رهن أمرك يا أمي وأمر أبي ..
    لكن لابد أن تشترطوا عليه أن أتم دراستي فانا أريد أن أصبح معلمة ...
    ردت أمها البسيطة ..
    بالتأكيد حبيبتي فأول شرط اشترطه والدك أن تكملي دراستك ...
    ابتسمت رجاء وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها ..
    فهو احمد صديق أخيها الذي لطالما زارهم في البيت
    وأنصتت من خلف الباب لأحاديثه مع أخيها وأبيها عن سفره وجولاته
    ولطالما تمنت أن تكون معه في كل ما تكلم عنه ...
    وهي لا تعي أن ما يقوله احمد ليس إلا من صنع خياله وفيه من المبالغة الشيء الكثير..





    شتاء 1978





    وضعت رجاء قدمها الأولى على درج بيتها الجديد وعلى رأسها طرحتها البيضاء وهي سعيدة ..
    وأخيرا وصلت إلى بيتك يا احمد ..
    سأعيش معك أجمل اللحظات ..
    وسأكون عروسك المدللة بالتأكيد ستحقق لي كل أحلامي الوردية ..

    دخل احمد ممسكا بيد عروسه الجميلة وهو يطير فرحا واراها غرفة نومها ...


    تأملتها رجاء في هدوء وشيء من خيبة الأمل ..


    فهي لم تكن كما حلمت بها وغرفتها التي كانت في منزل أبيها أجمل وأروع بكثير ..
    ولكن فرحتها بالفستان الأبيض والشاب الوسيم الذي يغرقها بالكلام المعسول
    أنساها ما دغدغ قلبها الصغير من شعور بالقلق ..

    في اليوم الثاني من الزواج ..

    دخلت أم احمد حاملة معها كوما من الغسيل للأسرة الكريمة ..
    ودقت على باب الغرفة ..

    رجاء ..رجاء ..هيا عزيزتي الغسيل ينتظر ابداي في غسله قبل أن تعجني الخبز وتحضري الغداء ..
    والد زوجك خرج من الصباح الباكر للمزرعة وان عاد ولم يكن الغذاء جاهزا سيقيم الدنيا فوق راسك ...
    دخلت كلمات أم احمد إلى قلب رجاء كالسهام الحامية ...
    هل أنا في حلم؟؟؟؟
    أين كانت أم احمد البارحة ؟؟
    هل هم ساكنون معنا ؟؟؟اقصد هل نحن ساكنون معهم؟؟
    لم يخبرني احمد عن ذلك ...
    تزاحمت الأسئلة في رأسها البريء ولكن مع إلحاح طرق الباب لم تكن لها مجرد فرصة التفكير ...
    أخذت الملابس من أم زوجها وغسلتها بالماء البارد ..
    يا الهي ....
    هذه المرة الأولى التي اغسل فيها ثيابا على يدي ..فقد كان عندنا غسالة ...
    والماء بارد جدا ..لماذا ألا يملكون سخان مياه ؟؟؟
    يوووه أنا جائعة منذ أول أمس لم آكل شيئا
    فقد كنت منشغلة بالتحضير ليوم زفافي وكان خوفي من هذا اليوم لا يجعلني آكل ...
    أين أنتي يا أمي وإفطارك الشهي الذي أصحو كل يوم على رائحته الزكية ..
    سقطت دمعة على خد رجاء المتجمد من شدة البرد ..
    وفجأة أحست بدفء يد على كتفها ..
    بالتأكيد هي ليست يد حماتي !!!! ..إنها يدك يا احمد..
    رفعت رأسها .. فلمحت على وجهه ابتسامة مختلطة بإحراج من وضعها الذي هي فيه ..
    وهي المدللة الناعمة ..
    ولكن شغفها به أنساها برودة المياه وحرارة كلمات حماتها ...
    أكملت الغسيل بسرعة ودخلت المطبخ لتجد إخوة احمد السبعة يجلسون يتناولون الفطور ..
    صدمت ..كل هؤلاء سيشاركونني حياتي ؟؟؟؟
    لم تتكلم بكلمة ووقفت في خجل منتظرة أن يدعوها احد لتناول الفطور ..لكن دون أمل ..
    ناولها أحمد كوبا من الحليب وكسرة من الخبز لتفطر ...
    ابتسمت له وشكرته ..
    تناولت فطورها وبداخلها الكثير من التيارات والعواصف ..هل ما أنا فيه حلم ؟؟؟
    هل هذا فعلا يوم الصبحية الذي حلمت فيه ..
    اشعر وكأنني متزوجة منذ سنوات !!!!!..




    خريف 1979 ..


    تكنس رجاء باحة البيت وهي مجهدة يكاد ظهرها ينقسم من الألم
    فهي الآن في الشهر الثامن ولم تعد تستطيع الحراك بخفة كما كانت من قبل ..
    كما أنها تشعر بدوخة فظيعة من قلة الأكل ..
    وولكنها بداخلها كانت سعيدة لان احمد سيحضر من المدينة التي يعمل بها ..
    وكم تمنت أن يأخذها معه إلى هناك ..
    ولكنه للأسف لم يقدر لأنه لم يستطع أن يجد سكنا هناك
    فهو يسكن في غرفة مع أصدقاء له في العمل ..
    دخل احمد عليها فرقص قلبها فرحا ..
    آه يا احمد كم اشتقت إليك ..أسبوعان ياظالم لا تأتي إلي ..
    احمد... اعذريني حبيبتي لم استطع أن أجد الأسبوع الماضي وسيلة مواصلات ولكني في شوق كبير لك ..
    أين إخوتي وأمي ..
    أجابته ..لقد ذهبوا للمزرعة جميعا وأنا وحدي هنا ..لقد أعددت لك الأكل الذي تحبه ..
    احمد ..
    لست جائعا بل أنا مشتاق لكي أنتي ...
    تعالي... تعالي لدي لك مفاجأة ستسرك ..
    ماذا اخبرني يا حبيبي ...
    لقد وجدت سكنا يجمعنا في المدينة التي اعمل بها ...
    قفزت رجاء من الفرحة لولا أن ما في بطنها قد رفسها بقدمه تنبيها لها على تهورها!!!!
    وانتظرا حتى يعود والدي احمد ليبلغانهما الخبر السار ..
    ولكن نزل رفض أم احمد كالصاعقة على راس رجاء ..
    وذلك بحجة أنها حامل وستلد قريبا وتحججت بأنها ستحتاج إلى الرعاية عند ولادتها
    وأنها لا تستطيع أن تعتني بنفسها ولا بما في بطنها لصغر سنها ..
    وانصاع احمد كالعادة لأوامر والديه ..
    وحزنت رجاء حزنا شديدا جعلها تحقد على احمد وأهله لتعذيبهم لها بهذه الطريقة ..
    فهي منذ تزوجت لم تخرج من هذا البيت إلا لزيارة أهلها
    الذين كانت قلوبهم تتقطع على رجاء الجميلة المدللة
    كيف شحبت وأصبحت كالزهرة الذابلة ..
    وكرهت أمها أن تزورها في بيتها لأنها ترى ابنتها تعمل كالخادمة ليل نهار
    وزوجها مسافر يأتيها فقط يوم كل أسبوع أو أسبوعين ويعود لعمله ..
    ولكن لطيب أصلهم وبساطتهم لم يتكلموا
    ونصحوها بالصبر حتى تلد مافي بطنها وتسافر مع زوجها ..




    ربيع ..1980
    بلغت حنان طفلة احمد و رجاء شهرها السادس من العمر ومازال ..
    وضع رجاء كما هو ..
    لم تسافر مع احمد ..وكلما حضر إليها توسلت إليه أن يأخذها معه
    ولكنه كان يرفض بحجة أنه من الصعب أن يبحث من جديد عن بيت لهما ...
    ذات صباح أحست رجاء بدوخة وغثيان وأعراض كأعراض حملها بابنتها حنان
    ولكنها كتمت الأمر ولم تستطع أن تخبر زوجها بذلك ..
    فقد خشيت أن يغضب عليها فيزيد جفاؤه لها ..فهو قد تغير معها في الآونة الأخيرة ..
    فلم معها يعد كما كان في السابق ..
    لم يعد يأتي إليها كل أسبوع أو أسبوعين فأصبح يغيب بالشهر وأكثر ..
    وعندما يأتيها لا يحضر لها ولو شيئا بسيطا كما كان ولم يعد يسمعها كلمات الشوق والغرام..
    فتلك الكلمات ما كان يصبرها على الوضع الذي تعيشه ..
    مرت الأشهر ورجاء تعاني الأمرين من والدة زوجها ووالده البخيل
    الذي يحاسبها على اللقمة التي تأكلها ..
    وطلبات إخوته التي لا تنتهي ..حتى أنها كانت تؤدي عنهم واجباتهم المدرسية ..
    ..ومع ذلك فهي صابرة ..
    ماذا عساها أن تفعل بعد أن أنجبت طفلة وتحمل بداخلها طفل آخر ..




    صيف 1981


    دخل احمد إلى البيت وسلم على أهله وقابل رجاء ببروده المعتاد ..
    فهو لم يعد يرى فيها تلك الفتاة الجميلة الرقيقة التي كانت كالوردة المتفتحة في الربيع ..
    فقد ذبلت هذه الوردة ..وأعياها الإجهاد والإرهاق وسوء التغذية وخيبة الأمل التي تعيشها كل يوم ..
    هذا غير الحمل وما يصاحبه من أعراض وتعب ..
    أمضى عطلته معهم وطلب منها أن تجهز له ملابسه فهو عائد إلى عمله ..
    وإذا بها تجد صورة لامرأة في قميص احمد ..!!!!!
    وقرأت بعينيها الممتلئتان بالدمع كلمات الحب والشوق من خلف الصورة ..
    هذه الصورة هي القشة التي قسمت ظهر البعير !!! ..
    فانفجرت رجاء غضبا وحرقة في وجه زوجها ولم تراعي حتى وجود أهله في البيت ......
    وإذا بها تخرج ما بداخلها من الم وقهر..
    وظلم وحرمان .. وقد كانت طوال هذه المدة صابرة على ما تواجهه ..
    لأنها كانت تنتظر من زوجها الحبيب أن يأخذها معه على حصانه الأبيض ..
    فهي لم تفقد الأمل في كونه الفارس الذي حلمت به...


    لكن هذا الفارس هو أيضا أصابه الملل من الحرمان وقسوة أهله ..
    وتخلى عنها ليبحث عن أحلامه في مكان آخر بعيد !!!..
    لملمت رجاء ثيابها في حزن وغضب عارم وهي تكفكف دموعها المنهمرة على خديها ..
    وطلبت منه أن يأخذها بيت أهلها...
    وهو صامت لم يتفوه بكلمة ..
    فقد أحس فعلا انه ظلمها وان مكانها الآن أصبح بين أهلها فذلك ارحم لها ولضميره ..


    حتى والدته كانت موجودة من هول صدمتها لم تنبس ببنت شفة ...!!!



    دخلت رجاء على أهلها و ارتمت باكية في حضن أبيها الذي كان ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ..
    فهو لم يستطع أن يخرجها من الجحيم الذي تعيش فيه ..
    ولكنها الآن خرجت منه بنفسها و بملء إرادتها ..وهذه ما كان يتمناه وينتظره ..
    .....
    أخذت أم رجاء ابنتها إلى غرفتها وهي مفجوعة لوضع ابنتها وسبب بكائها بهذه المرارة ..
    فحكت لها رجاء عن كل ما حدث ..
    تألمت الأم لألم ابنتها ..ولكنها هدأت من روعها وكعادة الأمهات لا تريد لابنتها أن تهدم بيتها ..
    ..قد تكوني متوهمة عزيزتي قد تكون هذه الصورة تخص احد زملائه بالسكن .
    رجاء ..إذا كانت كذلك لم لم يدافع عن نفسه ويرجوني ألا اظلمه و لا اترك البيت ..
    لقد كان صامتا يا أمي ..لقد شعرت بأنه كان ينتظر أن اخرج من حياته بفارغ الصبر !!!..
    انهمرت رجاء بالبكاء ..فقد قهرها زوجها بفعلته
    وهي الصابرة على ما يحدث معها من اجله ومن اجل ابنتها وما في بطنها ..
    علم والد رجاء بالأمر فجن جنونه ..
    احمد يفعل هذا بابنتي ؟؟؟
    أين وعوده لي بالحفاظ على ابنتي بين رموش عينيه ؟؟؟
    ألا يكفي أن والديه حرموها من تكملة دراستها وقد كان هذا حلمها ؟؟
    اااخ..أنا من ظلم ابنتي ..ما كان علي أن أزوجها وهي مازالت صغيرة ولم تكمل دراستها ...

    ولكن ما نفع الكلام فقد حدث ما حدث ... لكن لاااا ..

    لن اسمح له بان يهينها هو وأهله بعد الآن!!!!! ..
    الآن ابنتي بحوزتي وسأعوضها عن العذاب الذي مرت به ..
    ولن أعيدها إليهم بعد الآن مهما حدث ..
    ستعيش معي هي وابنتها في رغد العيش ولن اسمح له بان ينال ظفرها بعد الآن ..





    أنجبت رجاء ابنتها الثانية وهي في منزل أبيها ..
    بالرغم من راحتها الجسدية واستعادتها لصحتها ورونقها ..إ
    لا أنها مكسورة القلب بسبب ما مرت به من ظروف قاسية ..
    وبسبب شوقها إلى زوجها احمد ..
    ولكن هل يحق لها أن تشتاق له بعد فعلته ؟؟؟..
    نعم .. فهي تحبه وتشعر أن ما مر به بسبب قسوة أهله عليه وتحكمهم به ..
    فهم من منعوها من الذهاب معه ..فقد عانى الوحدة هناك ..
    حتى عندما يزورها كان لا يأخذ راحته معها بسبب طلبات أهله وتدخلهم في حياتهما ..
    ولم يكن بامكانها إسعاده بسبب إرهاقها المستمر حتى أصبحت تهمله وتهمل رغباته ..
    فما كان له إلا أن استسلم لأول نزوة عابرة تمر به ..

    خصوصا انه بعد ولادة ابنته الثانية حاول أن يعيدها إليه
    ولكن والدها وإخوتها رفضوا رفضا قاطعا وأصروا على طلاقها منه لأنه ليس أهلا لها ..

    ورجاء لا تريد أن تطلق وتحرم طفلتيها من العيش بين أبويهما ..
    لكنها كانت بدون شخصية وبدون رأي وهذا ما أوقعها فيما هي فيه الآن ..





    طلقت رجاء ..وهي في 19 من العمر !!!!..
    في ريعان شبابها ومقتبل عمرها ..كالوردة المتفتحة في البستان!!! ..
    كانت مكسورة الخاطر بسبب الفترة العصيبة التي مرت بها ...


    وبالرغم من ذلك فأمومتها ومشاعرها العميقة تجاه طفلتيها البريئتين
    اللتان لا ذنب لهما فيما حدث هي سبب استمرارها .. .
    فكانت تسمتد القوة منهما ..من حضنهما الدافيء وابتسامتيهما العذبتين ..

    ووالدها اغدقهما بكرمه وحنانه ..فقد كان لا يدخر غالي أو نفيس حتى يعيشا حياة كريمة ..

    ولكن مع ذلك كانت رجاء تعاني من كونها مطلقة بابنتين ..
    فقد كان المجتمع من حولها يستهجن هذه الفكرة ...
    كيف تربين بناته وهو قد خانك !!!!..
    وكيف تضحين بشبابك من اجل بنات ..
    لو كان احداهما ولد لاختلف الأمر ...
    ومن هذا الكلام القاسي الذي لا فائدة منه
    إلا إشعال القلق والخوف من المستقبل في قلب رجاء الصغير ...

    ولكنها كانت أقوى من كل ذلك !!!..

    قررت رجاء إكمال دراستها حتى تستطيع أن تعمل وتتمكن من أن تعيل ابنتيها بنفسها
    و توفر لهما كل احتياجاتهما ..
    فهي لا تريد أن تكونا عبئاً على احد حتى وان كانا والديها ..!!

    كانت رجاء تترك ابنتيها مع والدتها وتذهب للدراسة ..
    حتى أكملتها بتفوق ...
    وباشرت بعملها كمعلمة ..
    وأصبحت مستقلة ماديا ولها دخلها الخاص مما زاد في شعورها بالثقة ..



    استقر وضع رجاء وتعودت على الإحساس بالمسؤولية
    وكان أهلها يساعدونها في تربية الفتاتين بإخلاص وتفان فعاشتا كالأميرات ..
    ولكن لابد من أن يكون هناك ما ينغص على رجاء حياتها ..
    فقد طالب أهل احمد بابنتيها ورفضوا أن تتربيا عند أهلها...
    هنا جن جنون رجاء ..لاااااا ..لا يمكن أن أفرط في ابنتي ...
    لا يمكن أن أعيش بدونهما و اتركهما يعانيان ما عانيت في ذلك البيت ..
    فانا اعرف ما ينتظرهما هناك ..


    حاربت رجاء وفعلت المستحيل حتى تظل ابنتيها في حضنها ولا يبعدهما عنها احد
    ,..فهما فلذتي كبدها وقرة عينها ... استطاعت رجاء في النهاية بعد صراعات مرهقة مرت بها أن تنتصر وتحتفظ بابنتيها ..
    مرت الشهور ..وفجأة حضر احمد بعد غياب سنتين
    لم يزور فيهما ابنتيه فقد انشغل ببناء حياة جديدة ..
    فقد تزوج من صاحبة الصورة وأنجب منها ولدا وبنتا
    وعاش معها في مدينتها..
    بالرغم من انه مازال يشعر بالحب تجاه رجاء ...


    ولكنه كان ضعيفا وغير مسئول تجاه الفتاة التي سلمت له نفسها ..
    ومستقبلها..ولم يكن هو أهلا للأمانة ..


    والطفلتين ماذنبهما أن يحرما من حنانه وعطفه وإرشاده ..

    حضر احمد لزيارة ابنتيه فوجدهما لؤلؤتين براقتين ..قمة الجمال والاهتمام والأدب والنظافة ..

    مما جعله يتحسر على رجاء وعلى اهتمامها وتألقها الذي كان واضحا من خلال الفتاتين ..
    لم تشعر الطفلتين بأي شعور تجاه ابيهما فهما لا يعرفانه ولم يألفاه...
    فما كان من زيارته لهما إلا زيادة له في الندم والحسرة خاصة انه لم يكن سعيدا مع زوجته الجديدة ..


    دخل احمد على والده فرفض أن يسلم عليه ..
    لأنه ترك الطفلتين عند أمهما وانه من المفترض أن تعيشا مع ابيهما ...
    فهذا عار على العائلة أن نترك بناتنا للغير ..
    تأثر احمد من كلام أبيه وعاد إلى بيت أهل رجاء وطلب أن يأخذ الفتاتين
    في زيارة معه حتى يتعرفا على أخويهما ..
    بالرغم من رفض رجاء ودموعها وانهيارها فهي لا تستطيع البعد عن طفلتيها ..
    إلا أن احمد أصر على ذلك ولم يملك والد رجاء إلا أن يسلمه ابنتيه فهو من حقه أن ياخذهما لزيارته ..


    جهزت رجاء طفلتيها للسفر مع ابيهما وفي قلبها نيران متأججة من خوفها وقلقها عليهما
    ومما ينتظرها في غيابهما فهي لم تتعود على البعد عنهما ..

    وما ينتظرهما من معاملة من زوجة ابيهما ..


    سافر احمد بالطفلتين إلى زوجته الثانية التي أبدت في البداية اهتمامها بهن
    أمام احمد وعندما يخرج كانت تهينهما وتضربهما ..


    بقيت الفتاتان عند ابيهما 6 اشهر ..كادت رجاء يجن جنونها ..

    فهو وعدها بانهما لن يتأخرا على أسبوع أو أسبوعين

    ولكنه ابقاهما معه وقرر عدم إعادتهما له بالرغم من ضيق زوجته

    ولكنه أصر أن تبقى طفلتيه معه لأنه تعلق بهما واحبهما كثيرا ..





    وتشتت الطفلتين بين رغبة الأب في بقائهما معه ..

    وبين دموع الأم التي يتقطع قلبها حسرة وألما على فراق قرة عينها ومهجة فؤادها..

    في يوم ..كان احمد وزوجته وولديها خرجا من المنزل وتركت الفتاتين وحدهما

    حضر اخو احمد وسمع صراخهما من خلف الباب ولم تستطيعا فتح الباب!!! ..

    فجن جنونه وكسر الباب واخذ الطفلتين ورجع بهما إلى مدينته تاركا ورقة لأخيه يؤنبه فيها

    على ترك طفلتين وحدهما في المنزل وان أمهما أحق بهما منه ...

    عادت الفتاتين لحضن أمهما واستعادت رجاء قلبها الذي سلب منها

    واستطاعت أن تعود لعملها وحياتها التي توقفت بابتعاد ابنتيها الغاليتين عنها ..






    مرت الأيام والشهور ..ورجاء تغدق ابنتيها بحنانها وعطفها ..

    وكانت كل يوم تزداد جمالا ونضجا عن الذي قبله ..
    وكان العرسان يتهافتون عليها من كل جانب ..

    وكان أقارب أبيها يضغطون عليه كيف يظلم ابنته بهذه الطريقة

    ويسمح لها أن تبقى دون زواج من اجل ابنتيها ..

    وبالتالي كان والدها يضغط عليها فهو خائف على مستقلبها

    ويعلم انه لن يعيش لها طويلا ليحميها وابنتيها مما يخفيه الزمن لهن ..

    فقد كان يقنعها بالزواج من اجل أن تنجب أخ لابنتيها ..

    يحميهما ويدافع عن حقوقهما ..

    ووعدها بأن يعتني هو ووالدتها بابنتيها كما لو أنها معهما ..

    ولكنها كانت في كل مرة ترفض رفضا قاطعا..

    وتثور ثائرتها كلما فتح احد معها هذا الموضوع ..




    كانت الطفلتان متفوقتان في الدراسة وكانتا رمزا للطفولة المدللة والأدب والكمال ..

    كيف لا وقد منحتهما كل ما تملك من حنان وحب واهتمام ورعاية ..
    فقد كانت صديقة لهما...تحدثهما عن كل شيء

    وتعلمها بما يحدث في هذه الدنيا وتثقفهما ...
    وتزودهما بطريقة غير مباشرة بالحذر من أن يغرر احد بهما ..

    وان ليس كل ما يلمع ذهبا ...

    وان عليهما أن تكونا لهما شخصيتهما المستقلة بأفكارها وقراراتها

    ولا تجعل لأحد سلطة على اتخاذ القرارات المصيرية التي تخصهما وحدهما

    مع الأخذ بالنصائح الموجهة لهما من الأشخاص الأكثر خبرة

    في الحياة و عدم التسرع في اتخاذ أي قرار ..


    كان للطفلتين هوايات واهتمامات فكانت تساعدهما وتعينهما على ذلك

    وكانت سعيدة بهما فهما يكبران يوما عن يوم ..

    وفي كل يوم تتضح معالم شخصيتهما المستقلة والمتميزة ..

    وكان أبوهما قد اختفى تماما من حياتهما بسبب انشغاله بعائلته الأخرى وعمله ..





    حنان - الابنة الكبرى - كانت حساسة جدا ..

    وكانت متأثرة أكثر من صفاء -الابنة الصغرى - بانفصال والديها ..

    وكانت تشعر بتأنيب الضمير تجاه أمها الشابة التي يتهافت عليها العرسان

    الذين كانت ترفضهم من اجلها ومن اجل أختها ..

    فأصبحت مشتتة بين المشاعر السلبية وبين رغبتها في الاستزادة من حنان أمها ..

    كانت ترى زملائها في المدرسة يعيشون بين أب وأم ..وكانت تتوق لهذا الشعور ..

    مما جعلها حساسة لأي موقف يحدث وكانت سرعان ما تمرض لأي سبب ..

    مما جعل رجاء في قلق مستمر عليها ومما جعلها تدللها أكثر من صفاء

    التي ولدت في منزل جديها واستحوذت على قلبهما

    فكانت مدللتهما ويغدقانها بالحنان والحب والدلال

    فلم تكن تشعر بمشاعر النقص الذي شعرت به حنان ...

    ولان الأم لاحظت ذلك كانت تبالغ في الاهتمام بالكبرى

    مما جعل انحرافا ما في سلوكها جعلها تريد التحكم في كل شيء يخصها

    ولا تريد لأحد أن يتدخل بحياتها حتى أمها التي ضحت

    من اجلها وسهرت الليالي على راحتها هي وأختها ..


    وهنا بدأت معاناة رجاء مع الفتاتين وهما بمرحلة المراهقة ..

    وهذه كانت الفترة الأصعب في حياة رجاء ..

    فقد كانت حنونة معهما جداً ولأنها كانت متأثرة من حرمانهما من حنان الأب

    كانت تبالغ أحياناً في اللين بالرغم من أن سن المراهقة تقتضي من الأهل شيئا من الحزم ..


    كانت حنان تريد أن تقلد صدياقتها في المدرسة في المظهر

    والسلوك تقليدا أعمى وفي بعض الأحيان يكون هذا السلوك

    لا يليق بما ربتهما أمهما عليه ..


    ولكنها كانت مصرة على ذلك وعندما تتدخل رجاء تصاب الفتاة باكتئاب نفسي

    مما جعل رجاء في حيرة من أمرها هل تقسو عليها فتمرض

    أم تلين معها فتفسد أخلاقها ويضيع ما ضحت من اجله ..


    لكن رجاء كانت متمسكة برب العالمين ..

    فهي لم تترك قيام الليل وقراءة القران والدعاء في كل حين

    أن يمدها الله بالقوة فتربي ابنتيها البريئتين

    وتكمل رسالتها معهما حتى توصلهما إلى بر الأمان ..

    استجاب الله لدعوات رجاء في ابنتها صفاء ..

    فكانت نعم الفتاة في سلوكها وأخلاقها ومرحها

    وكانت اجتماعية محبوبة من الجميع وتفكيرها كان اكبر من سنها ..

    وكانت تعين أمها على إرشاد أختها على الرغم من انه كان من المفترض ان يحدث العكس ....

    ولكن الله أراد اختبار صبر رجاء على ابنتها حنان ..
    التي كانت كلما كبرت كلما تمردت وكلما زادت المشاكل ..
    فقد كانت تريد الخروج في أي وقت وتلبس الملابس التي تريد ..

    وتصاحب الفتيات التي تختار هي حتى وان كن غير سويات ..

    وكانت في دراستها بالرغم من ذكائها الخارق غير مهتمة ..

    وكانت رجاء قلقة جدا على مستقبل بناتها فكانت حريصة كل الحرص على أن تكمل ابنتيها دارستهما

    وان تتفوقا لترفع رأسها بهما عاليا أمام كل من شكك في مقدرتها على الاستمرار ..

    ولكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..

    فقد استمر عناد حنان وإصرارها على التحرر مما أدى إلى صراعات بينها وبين أمها

    وكانت رجاء تتألم على هذا الوضع وما كانت تتمنى أن تكون إحدى ابنتيها بهذا السلوك ..


    بالرغم من طيبة حنان ورقة قلبها

    لكن ما مرت به من ظروف قد اثر فيها ..

    فهي كانت تذكر كل المواقف التي حدثت والمشاكل التي تعرضت أمها لها

    مما اثر على تقبلها للوضع الذي هي فيه ..

    والذي وضعت أمها فيه بسببها ..

    مما جعلها مشتتة التفكير ..

    وجعل عندها رغبة قوية أن تكون متمردة حتى لا يتحكم بها احد

    ويقضى على مستقبلها مثلما تأثر مستقبل أمها بقرارت الآخرين ..


    بالتأكيد هي مخطئة لكن هذا ما تكون بداخلها من انطباعات

    نتيجة الظروف القاسية التي مرت بها أمها ..

    هي لا تعي بعقلها الصغير أنها ما تزيد أمها إلا عذاباً بما تقوم به من تصرفات ..






    لقد كان حلم حنان وأمها أن تدخل كلية الطب وان تصبح طبيبة .


    لكن الشخصية المرتبكة لدى حنان جعلها متذبذبة وغير مستقرة في قرارتها ..


    فقد دخلت كلية الطب ودرست السنة الأولى وقد تعبت رجاء معها تعبا شديدا

    من ناحية توفير الأجواء الهادئة لها لتدرس

    بالرغم من أن بيت أهل رجاء كان دائما عامرا بالضيوف

    فكانت رجاء تحاول جاهدة أن تعينها على الدراسة ..

    كما انها كانت توفر لها المدرسين الخصوصيين لإعطائها الدروس

    وإعانتها على ما يصعب عليها فهمه ..


    هذا غير توفير النقود لشراء المحاضرات والمذكرات
    وكل ما يخص المعامل والمختبرات ..


    كانت توفر لها كل ما تطلبه فكان المهم عندها أن تتفوق حنان

    وتصبح طبيبة ترفع بها رأسها أمام كل الناس ..


    مع العلم بأنها لم تكن تهمل ابنتها الصغرى ..

    ولكن الصغرى كانت لا تتعبها ولا تطلب كثيرا ومقتنعة وسعيدة

    فلم تقلق تجاهها كما كانت قلقة تجاه حنان ..

    وكانت غير متقبلة أبداً انه من الممكن أن تضحيتها ومجهودها

    يضيع وتفشل في قضية حياتها التي وهبتها كل ما تملك من قوة ..

    ولكن كعادة حنان في تغيير قراراتها..بمجرد رسوبها في مادة الكيمياء في السنة الأولى

    وكان بامكانها أن تعوضها إما أن تنقلها أو تصفيها من الدور الثاني ..
    إلا أنها انهارت وأصرت على ترك الطب

    بعد كل المجهود الذي بذلته رجاء في مساعدتها وإعانتها بكل ما تملك من قوة ..


    قررت حنان أن تعادل موادها وتدخل معهد عالي للتقنية الطبية ..


    جن جنون رجاء على هذا القرار فقد كانت تحلم بان تكون حنان طبيبة

    ولم ترد أن تضيع ابنتها السنة التي درستها فقد تعبت رجاء معها أكثر مما تعبت هي ..


    ولكن في النهاية لم ترد أن تضغط على ابنتها فالرغبة هي الأهم في التعليم والدراسة ..

    لم تفارق رجاء سجادتها وهي تدعو الله أن يهدي ابنتها

    وان يجعل هذه المحطة هي الأصلح لها وان تنجح وتوفق فيها ..

    استجيبت دعوات رجاء..

    فتغيرت حنان بمجرد أن ابتعدت عن أجواء الجامعة وعن رفيقات السوء ..


    ودرست ونجحت بتفوق وتخرجت من المعهد في مستشفى حكومي

    وكانت رجاء فخورة بابنتها التي هداها الله بفضل دعائها المستمر

    ومجهودها الذي لم يتعب يوما ولم يستكين أو يشكو ..

    و عطاءها الذي كان لا يكل و لا يمل ..

    لقد كانت تضحيتها خالصة ولا تريد من بناتها شيئا

    إلا أن ينجحا في حياتهما وان يتفوقا ..



    صيف 2001

    دخلت حنان في خجل على والدتها وأرادت أن تفاتحها في موضوع ..

    جلست رجاء مع ابنتها واحتوتها كالعادة في حب وحنان ..

    وأخبرتها أن هناك شابا تقدم لها يريد الزواج منها ..

    فرقص قلب رجاء فرحا ..

    لقد كبرت ابنتاي وأصبحتا في سن الزواج ..

    لقد بدا قطاف ثمار تعبي !!!!..

    ولكنها بالرغم من هذه السعادة إلا أنها لم تبد ذلك لابنتها ..

    فهي لا تريد أن تكرر خطا أهلها معها وتزويجها لأول من يطرق الباب ...

    سألتها ..

    من هذا الشاب وكيف تعرفتي عليه ؟؟

    وماهو مستواه التعليمي ؟؟والأسري ؟؟

    أجابتها انه معها في العمل وانه يكبرها ب 6 سنوات وهو من عائلة كذا وكذا ..

    فكان الرد
    بأنها ستفاتح جدها وأخوالها في الموضوع ليسالوا عنه أولا ثم نرى ما سنفعل ..

    ..سال أهل رجاء عن الشاب..

    والكل مدحه لهم بأنه نعم الأخلاق والتربية والمستوى الاجتماعي ..

    وانه إنسان ملتزم وخلوق ومتدين ..

    سعدت رجاء بما سمعت ولكنها قبل ذلك أرادت التكلم مع هذا الشاب أولا ..
    طلبت من ابنتها أن تخبره أن والدتها تود التكلم معه ..


    اتصل بها هاتفيا وتكلمت رجاء معه حديث مطول لتعرف أسلوبه وتفكيره
    وما ينوي أن يفعله في حياته وأين سيعيش هو وابنتها..وسألته أسئلة كثيرة مطولة ..


    فهي لا تريد لابنتها أن تكرر تجربة والدتها وتتزوج بدون أن تتضح كل الأمور
    أمام عينيها وان تعرف ماينتظرها من مستقبل ..بالرغم أن المستقبل في علم الغيب
    لكن على الإنسان قبل أن يخطو أي خطوة أن يدرسها جيدا ..

    وافقت رجاء على الشاب فقد أعجبها تفكيره ورصانته ..

    وزوجته ابنتها الكبرى في عرس افرح واثر بالجميع
    لأنه كان أول ثمرة تقطفها رجاء في عمرها الذي وهبته لابنتيها ..
    وتزوجت حنان وأنجبت ولدا وتعيش أجمل حياة مع زوجها وطفلها ..




    وأصبح زوج ابنتها نعم الابن لها ..يبرها كما لو كانت أمه
    فهو يرى في حنانها أمه التي حرم منها بسبب موتها
    وهو في مقتبل العمر وأصبح يناديها أمي بالرغم من صغر سنها!!! ..

    صيف 2003

    بعد أن أنهت صفاء ابنة رجاء الصغرى دراستها ..
    بدأت المشاكل من جديد في حياة رجاء ..
    لدى رجاء إخوة ..وهم لديهم أبناء ..
    وكانت صفاء مثل والدتها في غاية الجمال والروعة ..
    فكان اغلب شباب الأسرة يتسارعون على خطبتها
    منذ بداية تفتحها وهذا مما زاد في حساسية أختها حنان آنذاك .

    ولكن صفاء كانت ترفضهم ..
    لأنها كانت تريد إكمال دراستها و أن مستواها الفكري
    وشخصيتها مميزة ولا يوجد في أقاربها ممن تقدموا لها من هو في هذا المستوى ..

    فغضب والدا رجاء منها
    كيف تسمح لابنتها أن تتكبر على أولاد إخوتها وترفض الزواج من احدهم ..
    وهذا الأمر وضع رجاء تحت ضغط كبير ..

    فهي حائرة أمام غضب والديها وهي بين أنها لا تريد أن تكافيء إخوتها
    الذين وقفوا معها في تربية ابنتيها برفضها لزواج ابنتها من احد أولادهم
    وبين أنها لا تريد أن تظلم ابنتها وتجبرها على الزواج من شخص ليست مقتنعة به ..

    هذا غير أن أمنيتها أن توافق صفاء على الزواج من احد أولاد إخوتها
    لأنها تريدها أن تكون قريبة منها وان يكون منزل ابنتها هو منزل أخيها
    فلا تشعر بالغربة كلما ذهبت إليها
    كما تشعر بها مع منزل حنان بالرغم من ترحيب زوجها بها وكرمه معها
    إلا أنها رغم ذلك تشعر بأنها ثقيلة عليه ..

    تمنت رجاء أن توافق ابنتها ..

    لكن للأسف كان قلب صفاء قد تعلق بشخص آخر ..
    كان استاذها في الكلية ..أعجبت صفاء بشخصيته وتفكيره ومستوى تعليمه ..

    فهامت به حبا ..وكانت هذه المرة الأولى التي تعارض رغبة لأمها ..

    خصوصا أن رجاء علمت ابنتيها ألا تتهاونا
    في أمر يتعلق بمستقبلهما حتى لا يتكرر ما حدث معها ..


    عانت رجاء الأمرينمن هذا الموضوع ..


    فبعد أن قام الشاب الذي تعلقت به صفاء بزيارتها في مكان عملها وتعرفت عليه ..
    وتقصت عنه وعرفت من أكثر من مصدر انه إنسان رائع ..
    وان فيه الكثير مما حلمت به أن يكون زوجا لابنتها صفاء بتميزها وتألقها ..


    ولكن في نفس الوقت يصارعها الشعور برغبتها أن تعيش ابنتها بقربها ..
    لكن للمرة الألف تضحي رجاء برغباتها وسعادتها من اجل ابنتيها الحبيبتين ..
    فسعادتهما ومستقبلهما أهم عندها من كل شيء ..
    وغضب أهلها منها لن يدوم فعلاقتها بهم وثيقة لا يهزها شيء ..

    دعت الله سبحانه أن يوفق ابنتها صفاء لما فيه الخير وان يهبها الزوج الصالح
    الذي تقر به عينها وتسعد معه دنياها وآخرتها ..
    وان يصلح الأمور بينها وبين أهلها ..





    صيف 2004 ..

    زواج صفاء من الشخص الذي حلمت به ..
    وكان يوما حافلا ..مفرحا مبكيا ..مؤلما ..

    فقد أصبحت رجاء وحيدة وكانت ابنتيها هما شمعتا حياتها ..
    منشغلة بهما عن الدنيا بأكملها ..
    الآن سلمت هاتين الشمعتين لأياد أخرى تحافظ عليهما مضيئتان...
    متقدتان بالسعادة والأمل والحب ...


    أحست رجاء بالوحدة ..
    بعد أن أدت رسالتها على أكمل وجه ..وأوصلت ابنتيها لبر الأمان ..
    أكملتا دراستهما وتزوجتا من شابين وكأنهما توأم
    في الأخلاق والالتزام والحب لزوجتيهما والعطاء والتفاني ..
    ومعاملتها بالحسنة وبرهما لها وكأنها أمهما ..
    وإغداقها بالحب والحنان والاهتمام ..


    وكأنهما الولدان اللذان لم تلدهما ..


    فأصبحت ترى سعادتها في سعادتهما ....
    وتألقها في تالقهما ..ودلالها في دلالهما ..
    واطفالها الذين لم تلدهم في اطفالهما ..
    وهي الان تنام قريرة العين مرتاحة البال ..
    لا يشغل بالها شيء غير رضا الله تعالى ورضا والديها ..
    ودعوتها لابنتيها بالسعادة وان يحفظهما الله وزوجيهما واولادهما ..


    فقد كافأها الله تعالى الحرمان الذي عاشته باسعاد ابنتيها
    حتى تشعر بان هذا الحرمان كان له هدف
    وأنها بإصرارها وعزيمتها حققت هذا الهدف
    بعد توفيق رب العالمين ..الذي لا حدود لكرمه ونعمه ...
    فهو الرحيم بعباده القادر على كل شيء ومليكه ..


    وهي بقيت ومازالت...كالدرة المكنونة ..كالجوهرة الثمينة ..ب
    أنوثتها وجمالها ..وعذوبتها ..وعفتها ..لم تتغير ..
    ولم يغير ما مرت به من مشاكل ومصاعب من جمالها الداخلي والخارجي ..
    فالأم بما تحمل من قلب وعواطف هي أقوى من أي مشاكل وأي عواصف ..
    وأقوى مشاعر إنسانية هي مشاعر الأمومة ..




    آخر مرة عدل بواسطة إنجــــــــي : 08-07-2009 في 12:03 PM السبب: اضافة شعار ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الموقع
    فنلندا (بلد ألبحيرات والثلوج )
    الردود
    406
    الجنس
    امرأة
    بارك الله فيك اخيتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    في احلى مكان في الدنيا ... في مصر ام الدنيا
    الردود
    7,245
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • متألقة
      • متألقة صيف 1432هـ
      • جوري الروضة
      • مُبدعة صيف1431و1430هـ
      • شعلة العطاء
      • بصمة مبدعة
      • بصمة عطاء
    (أوسمة)

    Summer

    حبيبتي الغالية وفاء







    اشكر لك وفاءك لتلك الام العظيمة الرائعة التى ضحت بشبابها وحياتها وعمرها
    من اجل بناتها
    فهى نموذج للام الصالحة احسبها كذلك ولا ازكي على الله احدا
    واهنيكي على ظهور موضوعك الاول في حملة صيف لك هذا العام للنور والقراء
    ليكون شاهد على تميزك وتفوقك وموهبتك الرائعة
    فمبارك علينا اخت اديبة مثلك








    من خلال دراستي للقصة اخرج بالاتي
    عدم حسن اختيار الزوجين سبب في مشاكل كبيرة تؤدي بهم في احيان كثيرة الى الطلاق وتدمير الاسرة
    والضحية الابناء
    عدم سؤال الاهل عن من سيكون زوج بنتهم وبر الامان لها عامل هدام لتلك الفتاة
    هنا الام استفادت من الدرس وكانت اكثر خبرة من اهلها
    وسالت عن ازواج بنتها وعملت عليهما دراسة متانية كاملة ودقيقة

    اسال الله لكم التوفيق والسداد
    وجزاك الله خيرا
    وفي انتظار القادم يا وفاء





    اللهم عليك بكل من ساهم وشارك وايد ودعم الانقلاب العسكري على شرعية رئيسنا المنتخب محمد مرسي
    لن نسامحكم في الدنيا وسنقف نخاصمكم في الاخرة عن كل قطرة دم وعن كل ظلم وقع علينا
    وفي رقبة الجميع من داخل مصر وخارجها من الدول الداعمة للانقلاب دماء المصلين الساجدين الركع
    ودماء الشهداء الاطفال والرضع
    وحسبي الله ونعم الوكيل في الجميع من الداخل والخارج
    الاعلان الخاص بالتبرع لمصر على قناة ابو ظبي بعد الانقلاب وبعد رئيسنا مرسي تحولت مصر من مكتفية ذاتيا الى من يتسول لها بزكاوات شعبها
    هذا ما يرضي من دعم الانقلاب ان تصبح ام دنيا في حالة تسول دائم
    حسبي الله ونعم الوكيل
    لن نسامح الدول الداعمة للعسكر


    اللهم انصر اخواننا في سوريا وبورما وعليك باعدائك واعداء الاسلام

    رابط قرأن ورقية شرعيه وادعيه مختارة وقران خاشع ومجود ومرتل يتلى 24 ساعه





  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الموقع
    مصر
    الردود
    361
    الجنس
    امرأة
    قصه جميله فعلا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الردود
    12,645
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    1
    التكريم
    • (القاب)
      • منسقة مبدعة
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ
      • نبض وعطاء
      • متميزة المقال الاجتماعي2008
      • سفيرة الدعوة
      • أفضل سفيرة لبلدها
      • صاحبة الذوق الرفيع
      • دانه متألقة
      • مترجمة مبدعه
    (أوسمة)
    اختي العزيزة وفاء
    القصة التي كتبتها جدا مؤثرة
    و تقلب مشاعر الحزن و الالم في قلب الانسان
    لكنها قصة عظيمة ليت جميع امهات اليوم يتعظن بها
    و يعرفن كيف تكون التضحية و الامومة ....

    فعلا اسمى و انقى مشاعر الانسانية هي مشاعر الامومة
    جزى الله هذه الام الرائعة خير الجزاء في الدنيا و الاخرة
    و حفظ لها احبتها و بارك فيها

    تسلم ايديك حبيبتي على هذا الموضوع الجميل
    أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    الموقع
    في قلوب احبتي تحت سقف الايمان
    الردود
    187
    الجنس
    امرأة
    تعقيب كتبت بواسطة om_yosef22 عرض الرد
    حبيبتي الغالية وفاء







    اشكر لك وفاءك لتلك الام العظيمة الرائعة التى ضحت بشبابها وحياتها وعمرها
    من اجل بناتها
    فهى نموذج للام الصالحة احسبها كذلك ولا ازكي على الله احدا
    واهنيكي على ظهور موضوعك الاول في حملة صيف لك هذا العام للنور والقراء
    ليكون شاهد على تميزك وتفوقك وموهبتك الرائعة
    فمبارك علينا اخت اديبة مثلك








    من خلال دراستي للقصة اخرج بالاتي
    عدم حسن اختيار الزوجين سبب في مشاكل كبيرة تؤدي بهم في احيان كثيرة الى الطلاق وتدمير الاسرة
    والضحية الابناء
    عدم سؤال الاهل عن من سيكون زوج بنتهم وبر الامان لها عامل هدام لتلك الفتاة
    هنا الام استفادت من الدرس وكانت اكثر خبرة من اهلها
    وسالت عن ازواج بنتها وعملت عليهما دراسة متانية كاملة ودقيقة

    اسال الله لكم التوفيق والسداد
    وجزاك الله خيرا
    وفي انتظار القادم يا وفاء





    غاليتي ام يوسف ..حاسة ان كل الكلام الجميل اللي ممكن اقوله لك قليل على شخصيتك الرائعة وتعاملك الجميل ..واشكرك الف شكر على تشجيعك لي وثناءك ..واتمنى ان اكون عند حسن ظنك وظن المشرفات الغاليات ..يا احلى رئيسة مجموعة ...

    الاخت اسيا ..الاخت نور ..الف شكر على المرور العطر ..
    الاخت انجي ..شرف لي حبيبتي ان تعطري صفحاتي بهذا المرور المميز ..واشكر لك دعواتك الجميلة ولك مثلها باذن الله ...

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الموقع
    في ارض الله..جارة البحر
    الردود
    13,440
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    1
    التكريم
    • (القاب)
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • حوارية متميّزة
      • متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ
      • نبض وعطاء
      • مبدعة صيف 1429هـ
      • متألقة الحرف
    (أوسمة)
    أختي العزيزة وفاء

    موضوع جميل جدّا
    يحكي قصّة معاناة زوجة وأمّ للوصول ببناتها إلى برّ الأمان ،
    وتجنيبهنّ المعاناة التي عاشتها
    بسبب عدم التدقيق في اختيار الزوج ،
    وبسبب ظلم أهل الزوج وسلبية هذا الزوج
    والجميل في كفاح هذه الأمّ أنّها علّمت بنتيها
    وساندتهما وساعدتهما على التفكير والاختيار الحرّ .
    جزاك الله خيرا على هذه الصورة المشرقة
    لأمّ تستحقّ أجمل تحية .




    {اللهم لك الحمد، وأنت المستعان وبك المستغاث، وإليك المشتكى،وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك}







  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الردود
    67
    الجنس
    امرأة
    قصة جميلة ومؤثرة
    التعبير فيها رائع
    وكأني أجلس لمشاهدة تمثيلية
    فالوصف لديك جعلني أرسم شخصيات القصة وكأني أراهم
    كل الاحترام والى الامام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الموقع
    شبرا بمصر
    الردود
    529
    الجنس
    امرأة
    قصة جميله
    وجزاكي الله خير على هذا الجهد
    الى الامام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الموقع
    فى مكان ما داخل نفسى ابحث عنهااااا
    الردود
    1,021
    الجنس
    أنثى
    قصه اكثر من رائعه

    وشكراا لكى

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 49
    اخر موضوع: 29-04-2010, 03:15 AM
  2. وداعا حملة صيفنا ابداع 1430 رسالة حب وعرفان بالجميل ( صيفنا ابداع )
    بواسطة om_yosef22 في مواضيع النافذة الاجتماعية المتميزة
    الردود: 17
    اخر موضوع: 17-10-2009, 01:49 PM
  3. الردود: 17
    اخر موضوع: 17-10-2009, 01:49 PM
  4. تضحية ام ( صيفنا ابداع )
    بواسطة wafa_redrose في نافذة إجتماعية
    الردود: 84
    اخر موضوع: 04-08-2009, 05:01 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ