أتيت بين طيات حروفٍ نقية تحمــل مشاعر تترجــم في أول لقــاء لوطن احتضنني بروعة المعاني ..
عانقت عينيي أسوار الوطـن لأول مرة في حياتي ..
واجتاحت مشاعري تلك المناهل الواعية لطموحاتي الصغيرة ..
اقتربت قدماي لقرع باب ذلك السور لأرى عالمٌ ليس له مثيل ..
ابتسامات سعيدة ونظارات بريئة تحمل المحبة الصافية الصادقة ..
وجدت أسرتي التي رحلت عنها وودعتها .. في منزلي ..
سعادة غمرتي .. ألتقيت بأم لم تلدني وأخوة لم تجمعني بهم دمٌ وأم ..
مضينا في لحظات جميلة ننهل من واحة العلم مما يُخرج ما بداخلنا من لوعة وألم .. ويبدلها طموحات وأحلام .. وأمال ..
أمٌ احتضنتنا شاركت قلوبنا الصغيرة كل ما يحيط بها من ترانيم اللحظات ..
لتسعى وتبني وطناً يشع نوراً وتلد أبناءً يحملون الأمل والتفاؤل ويرتقوا بعلوم الحياة ..
تتمنى لأبنائها مستقبلاً أفضل تتعلم لتعي عقولهم الصغيرة وتدرك أفة الجهل ..
وما سيحيط بقلوبهم.. بالمستقبل القريب ..
يعتمدون بعد الله على انفسهم في اقتباس كل زهرة ناضرة يتعلمون منها للمستقبل ..
مدرستي وطني القريب .. لقلبي .. ومعلمتي أمي التي أمسكت بيدي حين كُنت أغرق بمستنقع الجهل والظلام ..
وزملائي أنتم أخوتي من شاركوني المسير لطموحاتي الصغيرة التي تكبر يوماً بعد يوم ..
وطني حينما فارقتك أحسست بغربة وحنين للعودة ..
فمعك لم أذق طعم المعاناة أنهل من واحات العلوم دون كلل تأتي إلي كلما زاد شغفي وفضولي للعلم ..
بعد فراقك بدأت طموحاتي تكبر بفقد أسرتي وطريق تحقيقها بدأ لي أصعب .. من قبل ..
طموحي التفوق وتحقيق الأحلام التي لا تتوقف .. حتى أصل لجنة الفردوس ..
***
ألتقيت الوطن وفارقته بغمضة عين عابرة ..
لكني أتسأل ما زرعت في وطني حينما ودعته ..
هل سيذكرني ويبقى عبق لي ينفع الأمة ..
أم أن حياتي بذلك الوطن حياة عابرة ..!
***
يا من كنتِ تسكنين داخل الأسوار ما زلت هناك ..
ازرعي بعبقكِ بساتين تسر قلبكِ عند الفراق وابني لحلمكِ سلماً للنجاح تلو النجاح تحقيقي بها أحلامك ولا تتوقفي .. حتى تطأ قدميكِ جنة الفردوس ..
لا تدعي أذن تسمع لهتافات تحبط عزيمتكِ الصادقة أو تغير مسيركِ للهدف السامي .. اختاري طموحكِ لنفسكِ وما يخصكِ وابني له حتى تحقيقه بمجاهدة ويقين لإلتماس الحلم ولا تتوقفي حتى تحضنيه لواقع العُمر .. أن شاء الله ..
ولكن لا تتوقفي بل أبني طموحاً تلو الطموح ..
ما دامت عروقكِ تنبض بالحياة .. الزائلة يوماً ما ..
علمني وطني أن ابني لحلمي دون توقف حتى بوداعي له ..
علمني التعاون والتفاؤل ..
وعلمتني أمي بابتسامتها لي عند اشراقة كل صباح ..
أن الحياة ستغدو أجمل بمنهل العلوم وأن أروي ظمأي منها وشغفي حتى وأن فارقت أسوارها..
لا أدري كيف سأترجم مشاعري لحظة لقائي للوطن وبعد فراقه ..
وقاموسي الصغير لا يحمل بطياته كل مصطلحات المعاني الجميلة ..
أن كان الشكر سيفي حق مدرستي لي سأبادر ولكن الشكر وقواميسه لدي صغيرة ..
أدرك مدى تقصيري بحق معلمي من كل عوناً لي بعد الله بتحقيق طموحات وأهداف ..
وماذا عسى قلمي أن يبوح ويسطر ..!
ولكن تزال دعوات بظهر الغيب لخيري الدنيا والأخرة
تحفر بترانيم اللسان كلما رفعت كفي لمن أنعم علي بسكنى ذلك الوطن ..
حمداً لك يا الله ..
هانوف
الروابط المفضلة