::
إلى جانياتِ الشهد ، إلى قاطفات الورد ، إلى كل من سارت بعزمٍ وجد
إلى من فاح من فـِيها العطر ، إلى من شدى في قلبها الطير ، وشعشعت نوراً كنجوم الفـُـلك ..
❤ .. إلــــــَـــى ح ــآمـِـلآتِ الــمِـــسْـــــــــــــــكـ .. ❤
تلك التي عطّرت الأجواء صبحاً وعشيّاً ، وبصوتها الرقيق الشجيّ سحرتِ الآذان طرباً
ورسمت فوق درب حياتها خطــاً من نور ، فأرشدها وأضاءَ قلبها وأنعش روحها وسمَى بها إلى العلياء
لطالما استيقظت والناسُ نيام ، ومع عصافير الفجر راحتْ تغرد وكلها أشجان
لم تكن تسهرُ أمام الشاشات ، ولم تمضِ أغلبَ وقتها في اللهو مع الصديقات
ولم تكن تفسد صدى صوتها الجميل بالغناء الهابط والـسقيم
لكنها كانت :
تتلو آيات الكتاب العظيم
كتابُ الله ونوره وهديُه ، الذكر المبين والصراطُ المستقيم والهَدي القويم
الذي تطيب لسماعه الآذان وتنشرح لتلاوته الأنفسُ والأبدان
فلم تكد ترتوِ منه ريّــاً حتى حملته معها أينما حلّت ورحلت ،
وصارت تتبخّــر بعطره في كل وقت تتفرغ فيه
حتى صارت كبائعِ المسك
حملَ المسكَ طوال اليوم ، فصارَ من المسكِ وصار المسكُ منه
من منّـا لا تحبّ أن تكون معطّرة الروح دوماً
بل إن الله تعالى يبسُطُ الحياة السعيدة أمامها بسطاً ..
فتجد أنّ في حروف الله العذبة ، شفاء وصحة وتوفيق من الرحمن الرحيم
لها أقول ولقلبها النقيّ أسطّـر ..
هنيئاً لكِ ما حملتِ وهنيئاً لك ما نلتِ ، فوالله لقد جنيتِ أطيب ما يجني المرءُ من طيب
أتخيّلك الآن .. أميرة فوق عرشٍ من ذهب .. وحولها الخدمُ يلبّـون
بجمالها ونضرة وجهها أضاءت أرجاء القصر ،
فجعلت منه أسطع من الشمس
وأمامك ما تتمني ولنفسك ما تشتهي ، والسعادةُ مرسومة فوق شفيتكِ بـ لونِ الطيف
وبين يديك تُمسكين .. السبب الذي أوصلك لهذا النعيمكتاب الله العظيم
يشرق من بين كفيكِ كما الحلي واللآلئ ،
تحمدين الله أنْ هداكِ ولم تهجري هذا الكتاب المبين
وليس هذا بالخيال ..
بل هذا ما وعدك الله تبارك وتعالى في جنانه الفردوس
وهذه منزلة حامل القرآن الكريم
وإليك أيتها العزيزة
أختاه التي تتمنى أن تكون المعنيّة بكل ذاك الهناء وأكثر ..
همسة رقيقة أبعثها لكِ ..
ألستِ ممن يستحقّ ؟؟؟
انتبهي أن تحرمي نفسكِ تلك الفرصة العظيمة التي يسّرها لنا الله تعالى
والله منحنا الكثير والكثير
ولكني أتكلم عن أسمى وأبهى ما يحمله المرءُ يوم الآخرة
ألا ترغبين أن تكوني ممن حمل المسك وسار به نحو الجنان مفتخراً ؟
يا أيتها الغالية
كوني كحاملةِ المسك ، ولتجعلي قدرَ المستطاعِ من وقتك مخصصاً لتلاوة القرآن الكريم
قال الله تعالى :
( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )
............................................................................................ سورة الزمر اية 23
وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :
( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، ريحها طيب وطعمها طيب .
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة ، لا ريح لها وطعمها حلو .
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مر ،
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، ليس لها ريح وطعمها مر )
.................................................................................................. (البخاري ومسلم).
فإن كنت ترغبينَ أن تكوني طيّــبة الظاهر والباطن ؟ وزكيّةً كالمسك عند الله تعالى ؟
فداومي يرعاكِ الله على تلاوة الكتاب المبين ، وستجدي نوراً في قلبك يضيء له دربك
والله وعده الحقّ ، فإن مقامَ حامل القرآن عند الله لـ عظيم ْ .. !
جعلني الله وإيّـاك من حملةِ كتابه يومَ الحساب
وممن يقال لهُ اقرأ وارتقِ ورتّل وزدْ مقاماً في عليين ، والله هو المعين الكريم ْ
كل الـُودّ لقلوبكنّ
::
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة