قال تعالى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" قل يا عبادي الذين أسرفوا علىأنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم "~السلام عليكم و رحمة الله و بركاته~صرتتصـــلي زي ماما
قصة توبة جدا رااائعةالجزء الأول
السلام عليكم ورحمة الله ..
قبل حوالي عقدٍ من الزمان.. إبان دراستي الجامعية .. وفي نهاية المستوى الثاني تقريبا" .. التحقت كطالب متدرب .. بإحدى المؤسسات الصحفية ..
ومع مرور الأيام .. مارست العمل الصحفي .. بمهنيه احترافية .. خرجت منها بخبرات عظيمة .. وعلاقات لازلت أدين للفضل ببعضها.. حتى يومنا هذا .
وخلال تلك الفترة خالطت علية القوم ومتوسطيهم .. ساستهم وعلمائهم.. فنانيهم ولاعبيهم.. أدبائهم وأطبائهم ..
و زاملت أقلاما صـُحـُفيه .. متعددة المشارب والمواهب والتوجهات .
وكان ضمن من زاملتهم.. بطل قصتنا هذه ..
(صديقي).. هذه كلمته لي .. كلما رأني .. !!
أقول له أحيانا" ممازحا" .. أنا أخيك .. فيرد بل أنت(صديقي ) ..!!
لذلك سأطلق عليه .. خلال سرد أحداث هذه القصة .. لقب ( صديقي )
كان ( صديقي ) الأعزب .. معروفا" بيننا بأناقته المفرطة .. وعطوره الباريسية .. وحبه الشديد للتفرنج ..
كنا نجتمع كطاقم تحرير .. ظهيرة كل يوم .. على طاولة مستديرة .. لتجهيز المادة الصحفية التي ستصدر من الغد .. وحين يراني قادما" إلى مكان الاجتماع .. يشير إلي بأصبعه .. قائلا" : إلى هنا يا صديقي .. لو لم يكن لك من مكسب في الجلوس بجواري ..
إلا عبق روائح ايف سان لوران .. حتى أن رئيس التحرير إذا شاهده .. يسير في إحدى الردهات .. ناداه بصوت مسموع .. (حيا الله قزاز) نسبة إلى اشهر بائعي العطور في المملكة ..
كثيرا" ما كان يردد( صديقي ) .. بأنه غربي الهوى .. عربي الجوى
فهو ناقم وبشده على ما يعيشه مجتمعه من تحفظ .. وتقليديه وانطواء .. ورجعية ( على حد تعبيره )
يعشق نزار قباني حد الثمالة .. ولا يترنم ويطيح برقبته يمنة ويسرة إلا على أغاني فيروز
يقرأ لنجيب محفوظ .. وفاروق جويده ..
يملك ( صديقي ) من الخصال .. ما لا تجده متوافرا" في رجل واحد
خلوق ذو ابتسامه لا تفارق محياه .. ذكي ونبيه .. يحتكم على قلما " سيالا" .. وأسلوبا" أدبيا" رفيعا
إلا أن مشكلة( صديقي ) العظمى .. و الأزلية .. والتي تصيبه بالاكتئاب المزمن ..
انه لا يحب ذوي ( اللحى ) ..
يمقتهم ويصرح بذلك علنا" .. وعلى رؤوس الأشهاد ..
لا يمكن أن يمر يوما" ما .. دون أن يشذب .. في رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
دائما" ما يردد عنهم .. أنهم حجر العثرة الصماء.. على طريق سيرنا نحو الحضارة .
بصدق..
لم أشهده أبدا" .. يدخل إلى مصلى المبنى الذي نجتمع تحت سقفه ..
أظنه كان لا يؤدي الصلوات ..
كنا نناصحه .. فيقول لنا : ( ومن قال لكم إني لا اصلي .. الإيمان هاهنا.. ويشير إلى الجهة اليمنى من صدره لا اليسرى.. إمعانا منه في السخرية ) .
إذا خرجنا هو وأنا.. لوحدنا .. يفضفض لي.. عن ما يكنه جوفه من هموم وأفكار ورؤى ..
مما يجعلني اشعر.. بمدى سطوة الشيطان على أفكاره..!!
بدأت أتقرب منه أكثر.. شيئا" فشيئا" .. في محاولة مني لتذكيره بالله وبرسوله واليوم الآخر .. فلم أجد منه إلا قلبا" صلدا" .. وأذنا" صماء..
في يوم ( اثنين ) شتوي .. شاهد احد الإخوة السودانيين العاملين في الأقسام الفنية بالجريدة .. .. مارا" من أمام مكتبه .. فدعاه إلى تناول قدحا" من شاي .. شكره السوداني معتذرا" بانشغاله .. وعندما أصر ( صديقي ) .. اعتذر الضيف بلباقة .. وقال ( أنا صائم)
بـُهـت ( صديقي ) .. وقال : وهل نحن في شهر صيام .. حتى تحرم نفسك . لذة شراب ساخن .. في جو قارس البرودة.. !!
سأسألك.. قالها موجها حديثه للسوداني ..
هل يمكن أن تـُعفى عن صيام يوم.. في رمضان !! ؟ اذا ليكن عطائك بقدر مكسبك.. يكفيك ثلاثون يوما في العام يا زول .. !!
لم نزيد السوداني وأنا على قولنا .. هداك الله .. وخرجنا .
حينما كنت.. اقرأ كتابات ( صديقي ) .. غير المنشورة طبعا" .. اشعر بقشعريرة . تسري في بدني ..
أي قلم يجرؤ.. على كتابة مثل هذا .. !!؟ فلا أتمالك نفسي .. وأؤنبه .. بل واهدده.. !
فلم يكن يزيد على قوله: لا تعجل يا صديقي .. سيأتي ذلك اليوم الذي.. تجد ما تقرأه هنا .. نزقٌ.. أمام ما سيـُنشر .
وكان زماننا ذاك.. في بداية .. ظهور زمن الأطباق الفضائية .. أو ما كنا نسميه بـ ( البث المباشر ) ..
خوفا" .. على فكري وديني.. نفذت بجلدي .. وأصبحت أتحاشى.. الجلوس معه .. أو التقرب منه . وأبديت له شيء من جفاء فقد اخذ اليأس طريقه إلى نفسي .. من عودة (صديقي ) إلى جادة الصواب ..
شعر هو بذلك..
فكان كلما رآني .. يقول .. لن تبرح أن تكون ( صديقي ) !!
أرد عليه بابتسامة باهته.. وفي داخلي أقول (( اللهم رده إليك ردا" جميلاً))
بعد عدة اشهر ..
كنت أسير في احد الشوارع التجارية .. المكتظة بمحلات الأزياء .. وإذا ببصري يقع على ( صديقي ) على قدميه وبجواره فتاه .. تلف ساعدها الأيسر حول يمناه .. وتحمل في يمينها عدد من الأكياس المليئة بالمشتريات ..
لم تكن تلك الفتاه.. متحجبه بالشكل الذي نعهده نحن في نساء بلادنا .. فحجابها لا يكاد يغطي عشر وجهها !!
وكعادتنا نحن السعوديين .. حينما يشاهد احد منا صديقا" له .. ومعه أسرته.. فأنه يتحاشى اللقاء به مباشرة .. !!
وهذا ما فعلته .. أتحت له الفرصة ليكون لقاءنا وسلامنا منفردا" .. مسترجعا" بذاكرتي ..
متى أقدم هذا ( الصديق ) على الزواج .. !!؟
إلا انه رفع عقيرته .. مناديا" (( صديقي )) ..
توقفت .. واقبل عليّ.. وهو في ذات الوضع مع تلك الفتاه .. !!
ومع اقتراب خطواتهما مني .. وهي بجواره .. بدأت اشعر بتعرق جبيني ..وكفاي !!
مد يده مصافحا" .. ومعانقا"
كيفك .. !؟ قالها لي .. !!
يمم وجهه شطر صاحبته وقال : أعرفك على خطيبتي .. ( فلانة الفلاني ) ..
و مدت هي يدها نحوي .. للسلام ..
أنتظر ردودكممنشان أنزل الجزء الثاااااني
الروابط المفضلة