انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 3 123 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 26

الموضوع: { هَمْسَـتي } .. لِمَن تَبْحَثُ عَن ♥ الحُبِّ ♥

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الموقع
    " أرجو الجنة ()
    الردود
    2,049
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)

    المواضيع المتميزة { هَمْسَـتي } .. لِمَن تَبْحَثُ عَن ♥ الحُبِّ ♥







    السَّـلامُ عليكُـنَّ و رحمـةُ اللَّهِ و بركاتُـه ،،

    []

    { هَمْسَتـي } .. لِمَن تَبْحَثُ عَن الحُـبِّ

    **********

    كنتُ أراقبُها مِن بعيد .. وأراها دائمًا حزينةً مهمومة .

    إذا رأتني أظهرت ابتسامةً مُصطنعةً ، تحاوِلُ وراءها إخفاءَ أحزانِها ،
    فألاطِفُها وأحاوِلُ التخفيفَ عنها .


    وذاتَ يـومٍ سألتُها : مـاذا بكِ ؟

    فأجابتني قائلةً : ولِمَ تسألين ؟! أيهًمُّكِ أمري ؟!

    قلتُ لها : وكيف لا أهتَمُّ بكِ ؟! ألستِ مُسلِمَةً مِثلي ؟!

    قالت : دعيني وشأني ، واتركيني وحـدي .

    قلتُ : وكيف أتركُكِ وأنا أُحِبُّكِ ؟! بل أخبريني بشأنِكِ وبما يُحزِنُكِ ، لعلِّي أستطيعُ مُساعدتك .

    قالت : تُحِبِّيني ..؟! ما أسهلَها مِن كلمةٍ على اللسان ، ولا وجودَ لها في القلب .

    قلتُ : بل هى في قلبي قبل أن ينطِقَ بها لساني .

    قالت : على لسانِكِ أو في قلبكِ لا يَهُمّ ، فقد أغلقتُ قلبي وأقفلتُ عليه ، ولن أفتحَه لأحد .

    قلتُ : مـاذا ..؟!

    قالت : كما سمعتِ .. فما وجدتُ أحدًا يستحِقُّ البقاءَ فيه .. أخرجتُ الجميعَ وتركتُه فارِغًا .

    قلتُ : هذا غريب .

    قالت : لا غرابةَ في ذلك ، فقد علَّموني الجفاء .

    قلتُ : مَن ..؟!

    قالت : مَن حولي .

    قلتُ : هاتي ما عندكِ .

    قالت : أنا أُعاني مِن وِحـدةٍ شديدة ، وغُربةٍ أشَدّ ، رغم وجود الناسِ حولي ، ورغم أَنِّي لا أعيشُ بمُفردي ، لكنِّي أختلِفُ عن الناس في كُلِّ شئ ؛ في أفكاري - في آلامي - في أحزاني - في أحلامي .. لا أحـدَ يُشاركُني ، لا أحـدَ يُشجِّعُني على شئ ، لا أحـدَ يقِفُ بجانبي في أىِّ موقف ، لا أحـدَ يشعرُ بي ، لا أحـدَ يُعيرني اهتمامًا ، لا أحـدَ يُحِبُّني . مِن الناسِ مَن ينظرُ إلىَّ نظرةً رُبَّما كانت أكبرَ مِمَّا أنا عليه في الواقع ، ورُبَّما نظر إلىَّ البعضُ نظرةً أقل منها .. لا صاحبةَ لي أُكلِّمُها ، ولا صديقةَ عندي أتحدَّثُ إليها ، كُلُّ مَن صاحبتني كانت تُريدُ مصلحةً قضتها ثُمَّ رحلت . فكَّرتُ طويلاً لعلِّي أجدُ سببًا لذلك ، فما وجدت . قلتُ في نفسي : لعلَّ السببَ مِنِّي ، لكنِّي لم أفعل شيئًا لِكُلِّ هذا ، إنْ أخطأتُ عن غير قصدٍ فهذا لا يَعيبُني ، فطبيعةُ البشر أنَّهم يُخطِئون ، فلستُ معصومة ، ويكفي أن أُصَحِّحَ خطأي ولا أتمادَى فيه ، ولعلَّه بذنوبي ، فأسألُ اللهَ تعالى أن يسترها علَىَّ وأن يغفرها لي . وقد تعبتُ وسئِمتُ الحياة ، ومللتُ الناس ، وما عُدتُ أُطيقُ مَن حولي . أشعرُ أنّي أعيشُ في عالَمٍ وحـدي ، وليته كان جميلاً . دائمًا أنصحُ نفسي وأعِظُها وأُذكِّرُها بسيرةِ نبيِّنا محمدٍ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وبسيرة سلفنا الصالِح وأقوالِهم ، بل بكلام رَبِّنا - سُبحانه وتعالى - قبل ذلك . أشعرُ براحةٍ مُؤقتة وسُرعان ما أرجِعُ لهذه الحالة ، حتَّى تعبتُ مِن نفسي ، وما رأيتُ شيئًا يدعوني للتفاؤل أو يبعثُ في نفسي الأمل أو يُغيِّرُني للأفضل . باختصار : لا أرى أحـدًا يُحِبُّني أو يُريدُ مُصاحبتي .

    قلتُ : إذًا أنتِ تُبغضين الوِحـدة وتُحِبِّين الصداقة ..!

    قالت : نعم .

    قلتُ : ألم تسمعي قولَ رَبِّكِ سُبحانه : ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ البقرة/216 ..؟!

    قالت : بلى ، سمعتُه وقرأتُه .

    قلتُ : إذًا لا داعي لِمَا أنتِ عليه ، فالآيةُ معناها واضحٌ وجلِىّ .

    قالت : لكنْ ........!

    فقاطعتُها بقولي : انتظري ، فلم أُكمِل حديثي .

    قالت : أكملي .

    قلتُ : لكِ في رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - وصحابتِه - رضوانُ اللهُ عليهم - أسوة .. نبيُّنا محمدٌ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كان في بدايةِ دعوته وحيـدًا ، لم ينصره أحـد ، لم يُعاونه على نشر دعوتِه أحـد ، وكان يدعوا الناسَ للإسلامِ سِرَّاً ، منهم مَن يقبل ومنهم مَن يَرُدُّه ، ولا يكتفي بذلك ، بل رُبَّما ضربه واستهزأ به . قالوا عنه : ساحِرٌ و شاعِرٌ و كاهِنٌ و مَجنون ، ومع ذلك لم يعبأ بكلامِهم ، وتحمَّل كثيرًا ليصل الدينُ إلينا . لم يتوقَّف لحظةً ليقول : سئِمتُ أو تعِبت . لقى ما لقى مِن قومه ، ومع ذلك لم يَدعُ عليهم ، بل كان يدعوا لهم .. أتظنين أنَّ بلاءَكِ أشدُّ مِن بلاءه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أو بلاءِ غيره مِن أنبياءِ اللهِ ورُسُلِه عليهم السلام ، كسيدنا يُونُس أو أيوب أو لوط أو غيرهم عليهم السَّلام ..؟!!

    عندما أُلقِىَنبىُّ اللهِ يُونُس - عليه السَّلام - في اليَمِّ فالتقمه الحوتُ ، ماذا فعل ؟ توجَّه إلى اللهِ سُبحانه وتعالى بقوله : ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ الأنبياء/87 ، فكان الفرجُ مِن اللهِ سُبحانه وتعالى : ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ الأنبياء/88 . ألَا تتوجَّهين إلى رَبِّكِ - جلَّ وعلا - بهذا الدعاء لعلَّه يُفرِّج عنكِ ما تجدينه مِن هَمّ ..؟!

    وهذا نبىُّ اللهِ أيوب - عليه السَّلام - عندما أصابه ما أصابه مِن المرض ، توجَّه إلى رَبِّه سُبحانه : ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ الأنبياء/83 ، فكانت الاستجابةُ مِن رَبِّنا سُبحانه : ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ الأنبياء/84 .. أرأيتِ تأثيرَ الدعاء ..؟!! فلماذا لا تطرقين هذا الباب ..؟!!

    وقد نجَّى اللهُ تعالى نبيَّه لُوطًا - عليه السَّلام - مِن القرية التي كانت تعملُ الخبائِث . ونجَّى نبيَّه إبراهيم - عليه السَّلام - مِن النار ، وجعلها بَردًا وسلامًا عليه . ورزقَ زكريا - عليه السَّلام - الولدَ على كِبَرِ سِنِّه .

    ألَا تلجأين إلى رَبِّكِ سُبحانه وتعالى ، وتَبُثِّين إليه شكواكِ وأحزانكِ ، كما فعل نبىُّ الله يعقوب عليه السَّلام ﴿ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ يوسف/86 ..؟!! ألَا تدعينه سُبحانه وتطلبين منه ما تُريدين ..؟! فهو سُبحانه القائِل : ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ البقرة/186 ، وهو القائِل : ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ غافر/60 .

    وانظري إلى صحابةِ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، كيف صبروا على أذى قريشٍ مِن أجل هدفٍ واحـد ، وهو توحيـد اللهِ جلَّ وعلا ، هجروا أهاليهم وأصحابَهم ، وتركوا بيوتَهم وأموالَهم مِن أجل دين الله . فهذا بِلالُ بنُ رَباح - رضى اللهُ عنه - ثبت على دينه رغم ما لاقاه مِن التعذيب ، وعُرِفَ بقولتِه الشهيرة : ‹‹ أَحَـدٌ أَحَـد ›› ... وهذا أبو بكرٍ الصِّديق - رضى اللهُ عنه - أول مَن آمَنَ برسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وصدَّقه في كُلِّ ما جاء به وتحمَّل أذى قومِهِ له ... وهذا أبو ذَرٍّ الغِفارىّ - رضى اللهُ عنه - الذي جهر بدينه ولاقى ما لاقَى مِن ضربِ كُفَّارِ قُريش ... وهذا الطُّفَيْل بن عَمرو الدَّوْسِىّ - رضى اللهُ عنه - الذي أسلم ولم يُفكِّر بشئٍ سِوَى دعوة قومِه للإسلام ... و عبدالله بن سَلام - رضى اللهُ عنه - الذي أسلم ، فاتَّهمه قومُه بالجهل وعابوه بعد أنْ مدحوه قبل عِلمهم بإسلامِه ... ألم تسمعي عن ابن تيمية الذي سُجِنَ فأَخرجَ لنا مجموعَ فتاواه التي يدرسها طُلاَّبُ العِلم ، ويستفيدُ منها الجميع .. و أحمد بن حنبل الذي حُبِسَ وعُذِّبَ لأنَّه رفضَ القولَ بخلق القُرآن ... كثيرون مَن تعرَّضوا للأذى والتعذيبِ والسَّجْن ، وكُلُّه في دين الله ، فصبروا وتحمَّلوا ، ولم يسخطوا ، حتى فرَّجَ اللهُ هَمَّهُم .... أترين بلاءَكِ - إنْ كان حقًا بلاءً - أشدَّ مِن بلاءِهم ..؟!!

    وانظري حولَكِ ، ستجدين الكثيرين يُعانون ، وهم صابرون مُحتسبون ؛ منهم مَن ابتلاه اللهُ بالمرض ، ومنهم مَن ابتلاه بفقدِ قريبٍ أو حبيب ، ومنهم مَن شُلَّت أعضاؤه أو أحدُها ،، في كُلِّ يومٍ يتألَّمون ، ومع ذلك لا يبكون ولا يشكون .. ألم تسمعي بإخوةٍ لنا في بلادٍ أخرى مُضطهدين ، لا لشئٍ إلَّا لأنَّهم يعبدون رَبَّ الأرضِ والسَّماوات سُبحانه وتعالى ؛ منهم الحُفاةُ والعُراةُ والجَوعَى ، يعيشون نهارهم مُهدَّدين ، ويبيتون ليلَهم خائفين ، يُقتَّلون بلا سبب ، ويُشرَّدُ أولادُهم بلا ذنب . فيرفعون أَكُفَّهُم إلى اللهِ خاشعين مُتضرِّعين ، ورَبُّنا سُبحانه يقول : ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ النمل/62 ، ودعوةُ المظلوم ليس بينها وبين اللهِ حِجاب ، ولا بُدَّ لهؤلاءِ مِن يومٍ يكشفُ اللهُ فيه ضُرَّهُم ، ويُفرِّج هَمَّهُم . ففكِّري في حالِهم ، حينها ستحقرين تفكيركِ القاصِر .

    إنْ كُنتِ تُريدين الحُبَّ الحقيقىَّ ولا تجدينَه ، فسأدلكِ عليه فهو خيرٌ لكِ وأنفع مِن الحُبِّ الذي تبحثين عنه وقد لا تجدينه .

    قالت : أىّ حُبٍّ تقصدين ..؟

    قلتُ : إنَّه أعظمُ حُب ، فهو ( حُبُّ اللهِ جلَّ وعلا ) .. والوصولُ إليه أيسر بكثير مِن حُبِّ البشر الذي قد يَندُرُ هذه الأيَّام .

    قالت : أخبريني عن كيفية الوصول إليه .

    قلتُ : الأمرُ سهلٌ يسير .
    أولاً : أخبر رَبُّنا سُبحانه وتعالى أنَّه يُحِبُّ أُناسًا يتَّصِفون بصفاتٍ مُعيَّنة ، ألَا اتَّصفتِ بها أو بشئٍ منها ..؟! مِن ذلك : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ البقرة/195 ،، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ البقرة/222 ،، ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ آل عمران/146 ،، ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ آل عمران/159 ،، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ المائدة/42 ،، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ التوبة/4 .

    أيضًا : تقرَّبي إلى اللهِ سُبحانه وتعالى بالفرائض ، ثُمَّ بالنوافِل ، فحينها سيُحِبُّكِ اللهُ جلَّ وعلا ، وإذا سألتيه أعطاكِ ، فهو سُبحانه القائِلُ في الحديث القُدُسِىِّ : (( وما تقرَّبَ إلىَّ عبدي بشئٍ أَحَبَّ إلىَّ مِمَّا افترضتُه عليه ، ولا يزالُ عبدي يتقرَّبُ إلىَّ بالنوافِل حتَّى أُحِبَّه ، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به ، وبصرَه الذي يُبصِرُ به ، ويدَه التي يبطِشُ بها ، ورِجلَه التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينَّه ، ولئن استعاذني لأًعيذنَّه )) رواه البُخارىّ .

    وإذا كُنتِ تُحِبِّين اللهَ حقًا وتُريدين مَغفرتَه ومَحبَّتَه سُبحانه ، فاتَّبعي سُنَّةَ نبيِّكِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ آل عمران/31 .

    ثانيًا : اعلمي أنَّ الدنيا مهما عظُمَت فهى حقيرة ، وأنَّ حياتَكِ مهما طالت فيها فهى قصيرة ، فاغتنمي كُلَّ لحظةٍ مِن لحظاتِ حياتِكِ فيما ينفعكِ في دُنياكِ وآخرتِك . وما لم تستطيعي تحصيلَه مِن خيرٍ في الدنيا فلعلَّكِ تُحصِّلينه وأكثرَ منه في الآخِرة . فلا تهتمِّي بأمرِ الدنيا ، واعملي للآخرة ، واحتسبي الأجرَ عند اللهِ جلَّ وعلا ، ففضلُه واسِع ، ﴿ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى الأعلى/17 ،، ﴿ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى الضحى/4 .

    ثالثًا : حـدِّدي لكِ هدفًا ، وابذلي جُهدكِ في تحقيقه ، واجعلي هدفكِ الأساسىّ ( رضا اللهِ سُبحانه وتعالى و دخول الجنَّة ) ، فسيُنسيكِ انشغالُكِ بتحقيق هذا الهدف - بإذن الله - أىَّ أشياء أخرى لا قيمةَ لها .

    وأخيـرًا أقولُ لكِ : إذا اختفى الحُبُّ مِن حياتِكِ ، ولم تجدي لكِ صديقةً صالحة ، هل ستتوقَّفُ حياتُكِ ؟! هل ستجلسين في حُجرتِكِ وتُغلقين بابكِ عليكِ وتهجرين مَن حولَكِ ؟! هل ستظلين الليلَ والنهارَ تبكين وتشتكين ؟! هل ستتخلين عن أهدافِكِ وآمالِك ؟!

    لا أُنكِر أنَّ الحُبَّ في الله والصُّحبةَ الصَّالِحة يُؤثِّران على المَرء ، وقد يُغيِّران مِن مَجرى حياتِه ، ويكونان سببًا في تحقيقهِ لكثيرٍ مِن الإنجازات . فإن وجدناهما فلنحمد اللهَ على ذلك ، وإنْ لم نجدهما فلا أكثرَ مِن أن ندعوا اللهَ عَزَّ وجلَّ أن يرزقناهما ، ولتستمر حياتُنا ، ولنسيرَ في طريقنا مُتوكِّلين على اللهِ ، واثقين بسعةِ فضِلِهِ وجزيلِ عطائه .

    ولتعلمي أنَّ صاحبتَكِ ستُفارقكِ يومًا أو ستُفارقينها ، فلن تدومَ صُحبتكما ، لأنَّ الموتَ قد يأتيكِ فتصيرين وحيدةً في قبرك ، أو يأتيها قبلكِ فتبقين في الحياةِ بلا صاحبة .
    إذًا فلترضي بما قَسَمَ اللهُ لكِ .. واعلمي أنَّ ما اختاره اللهُ لكِ خيرٌ مِمَّا تختارينه لنفسِك .. و رُبَّ حُلْمٍ تحقَّقَ فأفسدَ عليكِ حياتك .

    دعكِ مِن الهَمِّ والحُزن ، وأبدليهما بالأمل والتفاؤل ، فما عند اللهِ خيرٌ وأبقى ، فاسعي إليه ولا ترضي له بديلاً .

    قالت : كلماتُكِ بعثت الأملَ في نفسي ، وأشعرتني بشئٍ مِن الراحةِ والسعادة .. وما أنا فيه أفضل بكثيرٍ مِمَّا فيه كثيرٌ مِن الناس .. وأقولُ لِكُلِّ مَن تبحث عن الحُبِّ ولا تجده : هناك حُبٌّ أعظم غفلتِ عنه ، وهو ( حُبُّ اللهِ جلَّ وعلا ) ، فاسعي له ولا عليكِ مِن الدنيا ، اجعليها تحت قدمكِ ، واعملي لدارٍ باقية لا هَمَّ فيها ولا نَصَب .


    قلتُ : الحمد لله الذي أعانكِ على تغيير وِجهتكِ ، والتَّخلُّصِ مِن أحزانِك . أسألُ اللهَ لي ولكِ الهِدايةَ والثباتَ على دينه حتَّى نلقاه به .

    قالت : آمين .. و جزاكِ الله خيرًا على هَمستِكِ الرائعة .

    قلتُ : آمين ، وإيَّاكِ .


    وانتهت الهَمسَـة ، ولعلَّها تصلُ لِكُلِّ حزينةٍ مهمومةٍ باحثةٍ عن الحُبِّ الحقيقىِّ والصُّحبةِ الصَّالِحة ، فتُعيدُ لها الأملَ في مُستقبلٍ أفضل وحياةٍ أجمل .


    هَمْسَـةٌ مِـن / الساعيـة إلى الجنـة

    ربيع أول 1432هـ ،، فبراير 2011م
    آخر مرة عدل بواسطة &أم محمد& : 22-03-2011 في 09:20 PM السبب: بارك الله مسعاكِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الموقع
    غزة ..أرض الإباء والعزة
    الردود
    17,518
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    التكريم
    • (القاب)
      • أميرة العيد
      • متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ
      • مبدعة صيف1429 هـ
      • قلم الإخاء الفوّاح
      • حوارية مثقفة
      • بصمة أمل
      • عاشقة الوطن
      • متألقة ركن الديكور
    (أوسمة)
    همسة رائعة من أخت أروع
    وما أجمله من حب
    فحب الله والحب في الله نورٌ يضيء طريق المهمومين
    نسأل الله أن يرزقنا حبه وحب من أحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه ...

    لوجودك عطرٌ مميز يفوح شذاه جميع الأرجاء
    بوركتِ غاليتي وبورك قلمك
    ::
    ::
    يا رب إن أعداءك قد جمعوا جمعهم ضد المسلمين
    فيـا رب يا مجرى السحاب، ومنزل الكتاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم واجعل الدائرة عليهم.

    ::

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الموقع
    فى حضن امى وابى
    الردود
    878
    الجنس
    أنثى
    رائعة غاليتى تسلمى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الموقع
    في أرض الرباط و العزة
    الردود
    1,115
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    1
    ما أجمل هذا الحب المملوء بالطاعات
    وهل أحلى من ذلك.؟؟

    بارك الله فيكِ
    بوركتِ غاليتي
    آخر مرة عدل بواسطة عظيمة بأخلاقي : 22-03-2011 في 08:47 PM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الموقع
    •• أيّنَمَا زَرَعَكـ اللهُ فَأثمِرْ ••
    الردود
    6,665
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    3
    التكريم
    • (القاب)
      • متألقة صيف 1432هـ
      • نبض الجامعات
      • متميزة ركن التصوير
    (أوسمة)
    هي همسة جد نافعة

    بارك الله فيك أختي الساعية إلى الجنة

    وجزاك ربي كل الخير




    التحدي قائِم !

    وَ المسؤوليّة تاريخيّة !


    ؛

    أحب الصالحين ولست منهم
    ،، لعلي أن أنال بهم شــفاعة
    و أكره من تجـارته المعاصي
    ،، ولو كنا سـواء فـي البضاعة


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الموقع
    مصر
    الردود
    868
    الجنس
    أنثى
    ما شاء الله ...همسة جميلة
    بارك الله فيكي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الموقع
    فِلسطينية ة َ و أفتخخخخخخر $'
    الردود
    2,562
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • وهج العطاء في ملتقى الفتيات
      • لبيبة الفتيات
      • متألقة صيف 1432هـ
      • طاهية مستقبل محترفة
      • مُقتنصة ذكيّة
    (أوسمة)
    كلمات راااااااائعة و صديقتها أجمل

    لكي مني كل التقدير و الشكر


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الموقع
    السـ (الرياض)ـعوديه
    الردود
    548
    الجنس
    أنثى
    كلام رائع

    جزاك الله خيراً

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الردود
    1
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله كل خير على هذا الموضوع
    وربي يحقق لك كل ما تتمناه ولا يحرمك جنته
    مشكورة على الموضوع الرائع

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الموقع
    السعودية
    الردود
    444
    الجنس
    أنثى



مواضيع مشابهه

  1. الردود: 109
    اخر موضوع: 08-06-2015, 12:22 AM
  2. الردود: 92
    اخر موضوع: 11-09-2012, 06:44 PM
  3. *مقبلات متميزه♥♥♥ بطاطا الجيش اللذيذة ♥♥♥♥♥♥من عاشقة الحلويات سهلة وخفيفة ولذيذذذذذذة
    بواسطة عاشقة الحلويات في المقبلات والسلطات والشوربات والمشروبات
    الردود: 80
    اخر موضوع: 18-12-2011, 03:27 AM
  4. ♥♥♥♥فطيرة الدراق الفرنسية♥♥♥♥حلوان عودتي للمنتدى بعون الله تعالى بعد طول غياب ♥♥♥♥
    بواسطة عاشقة الحلويات في الحلويات والكب كيك والكيك وحلويات العيد
    الردود: 62
    اخر موضوع: 05-07-2010, 10:50 AM
  5. ♥♥♥ابشركم بولادة اختنا الغاليه♥♥ عراقيه 83♥♥ انتظر تهانيكم♥♥♥
    بواسطة لآلئ الجُمان~ في ملتقى الإخــاء والترحيب
    الردود: 22
    اخر موضوع: 12-09-2007, 01:37 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ