عندما يتحول الحب إلى ألم
عندما يتحول الحب الى ألم فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نغفر نزوات من نحب ..ونتحمل تقلباته .. فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نتحول إلى محللين نفسيين لمن نحب فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نرفض الكثير من مبادئه ومن أخلاقياته وسلوكه ..ونأمل أن نغيره بمرور الوقت ..فنحن نحب أكثر من اللازم
عندما نقرأ قصيده أو مقاله او كتابا ..فنضع خطوطا تحت مايحبه .. وماينفعه ..فنحن نحب أكثر من اللازم
السؤال الأول بعد هذه المقدمة : لماذا يحاول عدد كبير منا أن يبحث عن شخص يحبه ؟
والسؤال الثاني : لماذا نختار عادة شخصا متعبا ولا يستحق حبنا لنحبه؟
والسؤال الثالث : لماذا كلما ازداد سوءا زاد حبنا له ؟
والسؤال الرابع : لماذا يتحول هذا الحب الى إدمان؟
ولكن قبل أن نعرف الإجابة على هذه الأسئله.. لابد من تعريف للحب .. والحب الأكثر من اللازم ..وتعريف الحب قلنا عنه وقال غيرنا مايملأ مجلدات ولكنني اختار من آلاف التعريفات ماقلته قبلا
أن الحب طاقة وكل منا يحمل طاقة معينه من الحب يريد أن يطلق عقالها .. وهي ككل طاقة أخرى يمكن أن تسعدنا .. ويمكن أن تدمرنا .. مثل طاقة النار .. وطاقة الذره .. النار يمكن أن تدفيء ويمكن أن تحرق .. الذرة يمكن أن تصنع السلام ويمكن أن تدمر العالم .. والحب أيضا ..
أما الحب الأكثر من اللازم فتعريفه كما جاء في السطر الأول من هذا الحديث .. إنه الحب عندما يتحول إلى ألم ..
ونعود الى الأسئلة ..
لماذا يحاول كل منا أن يبحث عن شخص يحبه ؟
علماء النفس أجابوا على هذا السؤال إجابة غريبة ولكنها حقيقية إننا جميعا خائفون أن نكون وحدنا في هذا العالم .. نحن خائفون من الوحدة .. ونحن خائفون من ألا نكون محبوبين .. ونحن خائفون من ألا يكون لنا قيمة .. ونحن خائفون من ألا نجد من ننتمي اليه
أنت تحبين فأنت خائفة ..تماما مثل ديكارت ..أنا أفكر اذا فأنا موجود ...وأنت تحب فأنت خائف ..الحب اذا مبعثه الخوف ..أساسه الخوف ...وكلما زاد الخوف ازداد الحب ..
السؤال الثاني ..لماذا نختار عادة شخصا متعبا ولا يستحق حبنا ..علماء النفس يقولون أن في نفس كل منا مصلحا يريد أن يهدي الآخرين ...وهو يختار بلا وعي شخصا يستطيع أن يصلحه ... أو يستصلحه .. أن يقوم بدور الأب أو الأم والشقيق لرعاية هذا الشقي أو كلما ازدادت شقاوته زادت رغبتنا في اصلاحه..
والأم تحب ابنها الشقي المتمرد وتحنو عليه ..وتهتم به أكثر من بقية اخوته .. وهذا يعتبر إجابة على السؤال الثالث
أما الرابع فهو لماذا يتحول الحب إلى إدمان ؟
فذلك الآخر يتحول بمرور الوقت إلى ضرورة ... ضرورة نفسيه وجسدية أيضا .. ويصبح ضرورة كالسيجارة عند المدخن ..تؤذيه ولكنه لا يستغني عنها ..تملأ رئتيه بل جسده كله بالنيكوتين السام ..ولكنه يزداد شراهة للتدخين بمضي الوقت , الحب الأكثر من اللازم سيجارة ..تحرقنا ولا نحرقها ..وتقودنا إلى المرض والموت .. ولا نستغني عنها..
***** **
ونعود لبداية الحديث
عندما يتحول الحب إلى ألم ...فنحن نحب أكثر من اللازم
الحب الحلال
أطوي السنين مع السنينْ *** في رحلتي، لو تعلمينْ
حتى وصلتُ .. أتقبلينْ *** مني عقودَ الياسمينْ ؟!
***
أطوي للقياكِ المدى *** حتى بدا ما قد بدا
وجهٌ يُكحّله الهدى *** حمداً إلهَ العالمينْ
***
عيناكِ والحبُّ الحلالْ *** غمروا حياتي بالجمالْ
فتمايلي، طاب الدلالْ *** ولترفعي منكِ الجبينْ
***
عيناكِ والحب الوليدْ *** نثروا على عمري الورودْ
فهتفتُ: يا ربّ الوجودْ *** هبْ لي البناتِ مع البنينْ
***
يا ربِّ : أنتَ خلقتنا *** يا رب : أنت جمعتنا
طهّرْ – إلهي - بيتنا *** طهر بيوتَ المسلمينْ
***
رباهُ .. ربَّ العالمينْ *** هب لي صغاراً صالحينْ
واغمر بيوتَ المسلمينْ *** حباً وإيمـاناً ودينْ
عندما يضيع منا ما نحب
عندما يجثم على صدورنا مالا نحب
عندها يبكى الحرف وتنتحب الكلمات
ويردد الصمت المعنى الذي تضيق الأرض بما رحبت عن ترجمته ..
في موقف .. مر به أحد الصحابة الأبرار من الذين خُلفوا
إنه الموقف الذي عاقبه به الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر الصحابة أن يلتزموا به تجاهه وهو
( أن لا يكلمه أحد)
فياله من عقاب و ياله من موقف مؤلم
فأمتثل الجميع أوامر رسول الله عليه الصلاة والسلام
حتى زوجه تقرب له الطعام ولا تكلمه
أربعون يوما من العذاب النفسي المرير تجرعها هذا الصحابي الجليل صابرا محتسبا على بلاء الله ، منيبا إليه ،
يرجو مغفرته عما بدر منه ..
فقد كان نوعا فريدا من العذاب تكلم بوصف شدته الرحمن جل وعلا في محكم التنزيل
إنه عذاب.. أن لا يكلمنا من نحب ...نعم !!
كم هو مؤلم أن لا نستطيع أن نكلم أو يكلمنا من نحب....
غير أن الأصعب والأكثر أ لما
(أن لا نستطيع أن نتكلم عما نحب ..... مع من نحب)
وقد تمثل في موقف مرت به أمنا الصديقة بنت الصديق
عائشة رضي الله عنها حين أمتنع حتى أبويها عن الدفاع عنها أمام حبيبها وزوجها....
أمام الرسول صلى الله عليه وسلم..لحظة استجوابها
عندما أنتزعت كلماتها من وسط الألم المطبق الذي حف بها من هول موقف شهادتها فيه مطعونة
فقالت:
أفوض أمري إلى الله . أفوض أمرى إلى الله...
الحبيب القريب العليم بالسر والعلانية
فجاءتها البشرى من الرحمن .. الديان
يجيب عنها بقرآن يتلى إلى يوم الدين
إنه الرحمن يدافع عن الذين آمنوا
أنه الرحيم الذي يرحم حال كل من ناله نصيب من هذا العذاب في لحظة من أيام عمره .
ثم يصبر ويحتسب عليه
يرحمه بمحنة تجر معها الغيث من المنح
ويرحمه بالشدة تتلوها سكينة ومغفرة ورضى وسعادة
ويرحمه بعسر لابد أن يعقبه خير ونعمة من الله.
يرحمه بلذة مناجاته..وببرد معافاته..وحلاوة الأنس بقربه
عندها.. يتحول الألم إلى عافية في الدين
ويقول الإنسان لست أبالي على أي جنب كان في الله مصرعي..
إلهي إني أحبك والحبيب لا يدع حبيبه ..
أيا رحمن الدنيا والآخرة و رحيمهما !!
أنت مولانا ووكيلنا في كل أحوالنا فنعم المولى ونعم الوكيل...
منقول
قافلة الداعيات
الروابط المفضلة