الكذبة كلمة تتردد على مسامعنا كل يوم،رغم قلة حروفها،إلا أنها تحمل معاني كبيرة وكثيرة . تساؤلات ترن في عالمي ليس لها اجابة !!ما مفهوم الكذب ؟!،و ما هي الأسباب التي تجعل الإنسان يلجأ إلى داء الكذب؟!،و ما هي العلامات التي تظهر على الإنسان الكاذب؟!،و متى يصبح الكذب محموداً؟!،و ما أنواع الكذب عند الأطفال؟!،و أين تتجلى آفات الكذب؟!.لااعلم!! فمشاعري متصادمة!! وافكاري تائهة!! وكلماتي ضائعة!!أحاول ان اجمع كل حرف، لكني ها أنا أجاهد في تكوين إجابات لهاته الإشكالية.
من وجهة نظري الكذب عبارة عن ثلاث حروف:
ك : كفر
ذ : ذنب
ب : بلآء
الكذب : هو الإخبار بخلاف الواقع سواء تعمدت ذلك أم جهلته لكن لا يأثم في الجهل وإنما يأثم في العمد، و هو عدم التطابق بين أمرين : أحدهما ذاتي : أي كونه راجعاً إلى الفرد نفسه. كالقول والفعل والقصد والوعد وغير ذلك مما يأتي، ويكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أو كليا أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين. وقد يكون مادياً ونفسياً واجتماعياً والكذب فعل محرم في جميع الأديان. الكذب قد يكون بسيطا ولكن اذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب بالكذب المرضي، وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والتزوير والسرقة، وأيضا قد يقترن ببعض المهن أو الادوار مثل الدبلوماسية أو الحرب النفسية الاعلامية أو التسويق
أما أمره فخطير وشره مستطير، انتشر في كل مكان وظهر في كل زمان ، إلا ما رحم الرحمن ، فهو من كبائر الذنوب وفواحش العيوب، أبغض الأخلاق إلى كل الأنبياء، صاحبه في قلق واضطراب وحيرة وارتياب، ممحق للبركات، مكثر للسيئات، مفتاح لكل الموبقات، مغلاق لكل الخيرات، موجب للعذاب، طارد من الجنات إلى جحيم المهلكات.
أسباب الكذب}~
يوجد العديد من الأسباب التي تدفع الناس إلى الكذب ومن أهم هذه الأسباب :
الخوف من العواقب. اكتساب فوائد. ليتجنب ذكريات مؤلمة. الخيال الخصب. الحفاظ على المكانة الإجتماعية وحب الظهور. العداء للآخرين فيتهمونهم أو يقذفونهم أو يصفوهم بصفات كاذبة. الإعتياد على الكذب والتربية عليه.
علامات تظهر على الكاذب}~
زيغ البصر: يتعمد الكاذب دائماً ازاغت بصرة أثناء الحديث.
استخدام كلمات قليلة: يستخدم الكاذب أقل عدد ممكن من الكلمات وهو في الحقيقة يفكر فيما يقول من اكاذيب وهنـــاك أيضاً كاذبون ينهجون العكس ليربكوا المستمع ويثبتوا أنهم صادقين.
التكلف العصبي: يميل الكذاب إلى تكلف منظر الجاد لاسيما في وجهه، إلا أنه يكشف نفسه ببعض الحركات اللاإرادية كمسح النظارة ولمس الوجه...إلخ.
التكرار: الكذاب يميل عادةً إلى استخدام نفس الكلمات مرات متتالية وكذلك نفس المبررات.
التعميم: يحاول الكاذب تجنب مسؤلية أفعاله ،باستخدام أسلوب التعميم كأن يسأل المدير الموظف عن سبب التاخر فيرد الموظف (كل الموظفين يتأخرون........حركة المرور سيئة).
تجنب الإشارة إلى الذات: يتجنب الكذاب عادةً استخدام كلمة (انا) ويقول بدلاً منها (نحن، الناس، معظم).
إطلاق كلمات الاستخفاف بالأخرين:يميل الكذاب إلى أن ينسب للآخرين تصرفات وأقوال رديئة خصوصاً رذيلة الكذب التي هو مصــاب بها كما أنه سريع النسيان وقد يفضح نفسه بنفسه من كثرة مواقف الكذب التي عاشها وتناقضها أحياناً.
نتائج الكذب}~
عندما تقال الكذبة يكون هناك نتيجتين : اما ان تكتشف أو تظل غير مكتشفة. واكتشاف الكذبة يشكك في المعلومات الأخرى التي أدلى بها الكاذب.ويمكن أن يؤدي إلى عقوبات قانونية أو اجتماعية، مثل النبذ أو الإدانة لشهادة الزور. يمكن التنبؤ بسلوك الكاذب وتنميطه بعدها. وتعتبر أهم النتائج الأجتماعية للكذب فقدان ثقة الأخرين في الشخص الكذاب، والتشكيك في جميع أقواله وأفعاله.
متى يجوز الكذب}~
يبيح الإسلام الكذب في ثلاث حالات فقط وهي :
الكذب للإصلاح بين المتخاصمين والكذب على الأعداء في الحروب الكذب لإرضاء الزوجةوالدليل على ذلك قول أم كلثوم بنت عقبة~{ما سمعت رسول الله يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :لا أعده كاذبا الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح والرجل يقول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها}~
لماذا نكذب؟!}~
و لأنه أصبح في حياتنا كالملح للطعام وكالسكر للشاي والحلويات وكالهواء للأنسان
يعني مع الأسف صار الكذب كل شيء بحياتنا !!و قد يكون سببه قلة التقوى والايمان بالله عز وجل ،أو الشخص ضعيف الشخصية فلا يستطيع ان يسيطر على نفسه ، أو ليست لديه الجرأت الكامله بالبوح بالصدق ولو على حساب نفسه.والسبب في الكذب هو عدم ثقتنا بأنفسنا والتي تكون سببا في إرتكاب للكثير من المعاصي التي يصعب عدها واحصاءها وقد يكون ايضا نتيجة لعدم الشجاعة والقدرة على مواجهة الحقيقة وعواقبها
و قد تبت علميا لكي يكذب الإنسان يحتاج لقدرات ذهنية (تفكير جيد وذاكرة قوية ومنطقم تطور وخيال واسع وتبريرات جاهزة)، وقدرات نفسية وانفعالية، مثلا لتحكم بمشاعره وتعابير وجهه وتصرفاته وتكييفها حسب الوضع الذي يخلقه عندما يكذب، وهذه القدرات اللازمة للكذب يجب أن ترافقها استعداد الشخص أخلاقياً وتربوياً للكذب. وبشكل عام الضعيف والذي قدراته محدودة يكون لديه دوافع أكثر للكذب، بعكس القوي والذي يملك الكثير من القدرات تكون دوافعه للكذب أقل، وهذا ليس صحيح دوماً. والكذب صفة لدى غالبية الأطفال، وإن كانت طبيعية في صغار السن نتيجة الغموض القائم في ذهنه وعدم التمييز بين الحقيقة والخيال. وفي كيفية تطور الكذب عند الطفل يقول الخبراء: في عمر الثلاث أو أربع سنوات، يكتشف الولد أن هناك خياراً جديداً في الحياة، وهو أنه يستطيع أن لا يقول كل شيء! بعدها يكتشف أنه بإمكانه أن يقول أشياء غير موجودة (مثل اختراع القصة). إن الانتقال من الاكتشاف الأول إلى الاكتشاف الثاني مرتبط بشكل وثيق جداً بتطور النطق، فالكذب عند الطفل هو تأكيد له أن عالمه الخياليالداخلي يبقى له هو وملكه الشخصي، من هنا تأتي رغبته بأن لا يقول كل شيءوأن يخفي بعض الأشياء عن الآخرين، وبما أن الطفل في هذه المرحلة، لا يملك القدرة الذهنية لتمييز العالم الحقيقي من العالم الخيالي، آخذين بعين الاعتبار النمط السريع لتطور النطق المرافق لهذه المرحلة، نفهم لماذا يستمتع الطفل باختراع وتأليف القصص أمام الآخرين. لكن في عمر الست والسبع سنوات، يبدأ الولد بالتمييز بوضوح بين الصح والخطأ في محيطه ،وهذا أمر طبيعي في مجرى التطور الأخلاقي عند الإنسان، ففي مثل هذا العمر تترسخ الأخلاق والقيم الاجتماعية الصالحة بشكل وطيد، وهكذا يتعلم الطفلمن ناحية أن قول الحقيقة شيء مرغوب فيه اجتماعياً، ومن ناحية أخرى يتعلمأن الكذب قد يساعده في الدفاع عن نفسه في ظروف معينة. والطفل يتعلم الصدق من المحيطين به إذا كانوا يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، والطفل الذي يعيش في بيت يكثر فيه الكذب لا شك أنه يتعلمه بسهولة ،خصوصاً إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية واللباقة وخصوبة الخيال ؛ لأن الطفل يقلد من حوله، فيتعود منذ طفولته علي الكذب. والكذب سلوك مكتسب، وليس سلوكًا موروثاً، وهو عند الأطفال أنواع مختلفة تختلف باختلاف الأسباب الدافعة إليه.
أشكال الكذب عند الأطفال}~
1/كذب التقليد: يقوم الطفل بملاحظة وتقليد سلوك الوالدين أو المحيطين به.
2/كذب اللذة:يمارسه الطفل لتأكيد قدراته على الإيقاع بالآخرين والنيل منهم، وهو شبيه بالكذب العدواني.3/الكذب الكيدي: يلجأ إليه الطفل لمضايقة من حوله نتيجة مشاعر الغيرة أو إحساسه بالظلم والتفرقة.4/الكذب العدواني السلبي: يتبنى الطفل أعذاراً غير حقيقية أو مبالغ فيها ليواصل سلبيته عندما يطلب منه عمل ما.5/كذب التفاخر: يلجأ الطفل لتعويض النقص الذي يشعر فيه بتضخيم ذاته ومكانته الاجتماعية وممتلكاته بين الآخرين.6/الكذب الادعائي (المرضي): ادعاء الطفل بأنه مضطهد أو محروم أو يعاني من المرض بهدف الحصول على الرعاية والاهتمام والعطف.7/كذب الانتباه: يلجأ إليه الطفل عندما يفقد اهتمام من حوله رغم سلوكياته الصادقة من أجل نيل الاهتمام والانتباه.8/الكذب الخيالي:سعة خيال الطفل تدفعه لتحقيق مشاعر النجاح وتحقيق الذات من خلال أوهام ورغبات غير واقعية. فالطفل الصغير لا يميز بين الحقيقة والخيال، ومن هنا فإن كلامه يكون قريباً من اللعب، فيتحدث وكأنه يلعب ويتسلى، ويكون حديثه نوعاً من التعبير عن أحلام طفولته أو ما يطلق عليه (أحلام اليقظة)، التي تعبر عن رغباته وأمنياته التي يصعب التعبير عنها في الواقع. وهذاالنوع من الخيال لا يعتبر كذباً، ولا ينذر بانحراف سلوكي أو اضطراب نفسي ،وقد يلفق طفل عمره أربع سنوات قصة خيالية، حيث تختلط الأفكار عنده فلايفرق بين الصواب والخطأ، أو الحقيقة والخيال.. هذه القصة يجب ألا ينظر إليها على أنها كذب مما نتعارف عليه، حيث إن خياله قادر علي أن يجعل منالأوهام حقيقة واقعة.9/الكذب الدفاعي:يتخلص الطفل من الموقف عن طريق نسبه إلى الآخرين ويعد من أكثر أنواع الكذب شيوعاً بين الأطفال، وتجدر الإشارة إلى أن أكثر ما يدفع الطفل إلى الاستمرار في الكذب هو شعوره بنفعه.
من آفات الكذب}~
للكذب آفات وأضرار متوالية في الليل والنهار لا تنتهي إلى أن تقوده إلى النار، من هذه العقوبات والآفات:
أولاً: في الدنيا:
1-انعدام الراحة والأمن : عن أبي الحوراء السعدي قال : قلت للحسن بن علي : ما حفظت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؟! قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة». [صححه الألباني في صحيح الترمذي 2518]معنى ذلك :أن الكذب شك واضطراب قلق وإزعاج وانعدام طمأنينة النفس عدم هدوء البال وانشراح الصدر.الكذب:جماع كل شر وأصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه لأنه ينتج عنه النميمة والنميمة تنتج البغضاء والبغضاء تؤول إلى العداوة وليس مع العداوة أمن ولا راحة.2-الكذب يمرض القلب:الكذب يؤدي إلى مرض القلب والقلب المريض لا يشعر بالاطمئنان والسكينة ونجد ذلك بوضوح في قوله تعالى: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون[البقرة: 8 -10].فالكاذب مريض القلب؛ لأن الكذب نقيض الصدق والصدق يهدي إلى البر والكذب يهدي إلى الفجور والإنسان الفاجر يحيا في الآلام النفسية بما تصوره له نفسه الأمارة بالسوء على أنه سعادة.[الكذب آفة العصر ص13]3-دنيا الكذاب جحيم: قال الإمام ابن القيم: لا تحسب أن قوله تعالى: إن الأبرار لفي نعيم (13) وإن الفجار لفي جحيم[الانفطار: 13-14] مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط بل في دورهم الثلاثة كذلك، أعني دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار، فهؤلاء في نعيم وهؤلاء في جحيم، وهل النعيم إلا نعيم القلب، وهل العذاب إلا عذاب القلب؟!وأي عذاب أشد من الخوف والهم والحزن وضيق الصدر وإعراضه عن اللَّه والدار الآخرة وتعلقه بغير اللَّه وانقطاعه عن اللَّه بكل وادٍ منه شعبة وكل شيء تعلق به وأحبه من دون اللَّه فإن يسومه سوء العذاب فكل من أحب شيئًا غير اللَّه عُذب به ثلاث مرات.[الجواب الكافي ص106]، وصدق اللَّه إذ يقول: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا[طه].5-زوال البركة والنماء: عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي قال:«البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذاب وكتما مُحقت بركة بيعهما».المعنى :إن كتما وكذبا :كتم البائع وأخفى عيوب السلعة فكذب وحلف بالأيمان المغلظة بأن سلعته سليمة وذكر ثمنًا مرتفعًا جدًّا لا تستحقه السلعة وكذب المشتري بأن أعطى البائع ثمن أقل ما تستحقه هذه السلعة مستغلاً صدق البائع نتيجة الكذب :ترتب على الكذب في البيع والشراء زيادة في الثمن أو زيادة في المبيع فإنه سحت والعياذ بالله لأنه مبني على الكذب والكذب باطل وما بني على باطل فهو باطل.[شرح رياض الصالحين 4/192]بسبب شؤم التدليس والخداع والكذب:يزيل اللَّه عز وجل بركة هذا البيع وبركة المكسب فترى الكذاب يزداد ربحه ولكن لا بركة فيه فيضيعه فيما لا فائدة فيه في المخدرات مثلاً ولا يبارك اللَّه في حياته ولا أهله ولا أولاده.وقانا اللَّه وإياكم، والحمد لله رب العالمين.
آيات و أحاديث تنهى عن الكذب}~
قال تعالى : ﴿ لعنة الله على الكاذبين ﴾[آل عمران: 61].
أي أن الكذاب مطرود من رحمة اللَّه تعالى، هذه الرحمة يتمناها كل صاحب عقل
قال تعالى : ﴿ إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب﴾ [غافر: 28]، و الآية هي تهديد و تخويف من الكدب لأن الكذاب بعيد عن هداية اللَّه تعالى و محروم منها ، بعيد عن الصراط المستقيم لأنه اختار الطريق المعوج المظلم و المعتم طريق الكذب .الكذب خيانة كبيرة: عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كبرت خيانة أن تُحدث أخاك حديثًا هو لك مصدق وأنت له كاذب»
قيل في منثور الحكم: الكذب لص لأن اللص يسرق مالك والكذب يسرق عقلك، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الكذاب كالسراب قال عز و جل : ﴿ ولاتقف ما ليس لك به علم ان اليمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ﴾أي فلا تتبع بقول ولاعمل مالاتعلم! فهده الجوارح الثلاث السمع والبصر والقلب ستكون يوم القيامة شاهدة على صاحبها حين يستنطقها الله عز وجل وعلى الاخت المسلمة الا تحدث بكل ما تسمع حتى لاتقع فى الكدبقال صلى الله عليه وسلم حين قال: ﴿ كفى بالمرء كدبا ان يحدث بكل ما سمع ﴾و قد حدر الرسول صلى الله عليه و سلم من الكدب فقال :«عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر وإن البر يهدى الى الجنه ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور وإن الفجور يهدى الى النار ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا»«إياكم والكذب!» يعني: ابتعدوا عنه واجتنبوه، وهذا يعم الكذب في كل شيء ولا يصح قول من قال: إن الكذب إذا لم يتضمن ضررًا على الغير فلا بأس به فإن هذا قول باطل، لأن النصوص ليس فيها هذا القول والنصوص تحرم الكذب مطلقًا يعني إذا كذب الرجل في حديثه فإنه لا يزال فيه الأمر حتى يصل إلى الفجور والعياذ بالله هو الخروج عن الطاعة والتمرد والعصيان.
وقد عد الكذب من الكبائر وهو حرام الافي مواضع ثلاث فقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم انه رخص في الكدب عند الاصلاح بين الناس وفي الحرب وفي حديث الرجل امراته
والمراد بالكذب هنا التورية وليس الكذب الصريح والتورية هى ان تظهر للمخاطب شيئا مغايرا للذي تريده انت!
وختاما على المسلمين الإلتزام بالصمت و الكلام فيما يفيد في قوله صلى الله عليه و سلم «من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»فالنجاة النجاة في الصمت فقد ورد عن عقبة بن عامر انه قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ماالنجاة قال امسك عليك لسانكوقال ايضا : «ان الله كره لكم ثلاث قيل وقال , وكثرة السؤال واضاعة المال» وقال تعالى: ﴿فى قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضا ولهم عذابٌ اليمٌ بما كانوا يكذبون﴾.
وعلى المسلم أن يحذر من الكذب، فإن الكذب خلقٌ ذميم، وكبيرةٌ من كبائر الذنوب، ولا يجوز له أن يتكلم إلا بما يعلم، أي ان يتحرى الكلام الدي يتلفظ به.قال الله تعالى: ﴿ولا تقف ما ليس لك به علم﴾
وقال تعالى: ﴿ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد﴾ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»وقال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر وإن البر يهدى الى الجنه ولايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور وإن الفجور يهدى الى النار ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا»والأدلة كثيرة في تحريم الكذب، وإنما أحببت أن أذكر نفسي وإخواني المسلمين ببعض الأدلة في تحريم الكذب لنعلم خطر ذلك.
وفى حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل الكذب الا فى ثلاث «يحدث الرجل امرأته ليرضيها , والكذب فى الحرب , والكذب ليصلح بين الناس» وعندما سُئل صلى الله عليه وسلم يكون المؤمن جباناً قال نعم , قيل يكون المؤمن بخيلاً قال نعم, قيل يكون المؤمن كاذباً قال لا, وقال سيدنا على رضى الله عنه ثمرة الكذب المهانه فى الدنيا والعذاب فى الآخرة.
ولهذا لايجوز الكذب بأى حاله على الإطلاق, ولكن اذا كان من اجل الاصلاح بين الناس فلا مانع حيث سمح الاسلام بذلك, لمن اراد ان يقوم بدور الاصلاح وبدور المصلح ان يستعين بالكذب لحل النزاع او ازاله حاله التوتر او تخفيفه , لان الاصلاح بين الناس هدف مقدس يدعو اليه الاسلام.
فلذا حذار من الكذب!! لانه من المؤسف ان البعض يتملق ويستخدم الكذب أسلوباً فى حياته, عندما يدعي انه يحمل رسالة دكتوراه أو انه سجين سابق أو أنه عضو مؤتمر أو مسئولاً فى مؤسسة ما معتمداً بذلك على الكذب كطريقه للوصول الى مآ رب انانيه وأهداف ذاتيه, مدعين انهم اصحاب مراكز ومؤهلات لجذب البعض نحوهم , وللوصول الى ذوى السلطان, وتناسوا للحظه ان الشمس لاتغطى بغربال, واننا فى بقعه صغيره وان الصدق هو اسمى الدرجات وان تصدق مع الله خيراً من أن تكذب على الآخرين ,وانه قد تضحك على نفسك وتكذب للحظه ولبعض الوقت ولكنك لايمكن ان تخدع الآخرين طوال الوقت, بل انه وصل الحال بالبعض للقول أن هناك كذبه بيضاء وكذبه سوداء ولهذا لاتوجد كذبة بيضاء ولا سوداء والكذب هو واحد فكلاهما كذب , والكذب كما يقول اللغويون هو الإخبار عن الشىء بخلاف ما هو فيه ,وأما الصدق فهو مطابقه القول الضمير والمخبر عنه معاً ولهذا فالكذب ضد الصدق.
ما أروع أن يكون المسلم صادقا أولا مع نفسه ثم مع الآخرين, وأن يخشى الله وان يعلم أنه رقيباً عليه , وعليه أن تعرف أن المجتمع محب للإنسان الصادق والواثق من نفسه وليس الكاذب المزور للحقائق.
"عافانا الله وإياكم من شر هذه الخصلة الملعونه ووفقنا الله الى ما يحب ويرضى"
::
::
بقـ!ـمي♥رِيحَانَةُ آلْجَنَّة~
الروابط المفضلة