نحمد الله حمد الشاكرين ونؤمن به إيمان الموقنين ونقر بوحدانيته إقرار الصادقين ونشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين وخالق السموات والأرضين ومكلف الجن والإنس والملائكة المقربين أن يعبدوه عبادة المخلصين فقال تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فما لله إلا الدين الخالص المتين فإنه أغنى الأغنياء عن شركة المشاركين والصلاة على نبيه محمد سيد المرسلين وعلى جميع النبيين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أما بعد
مدخل *****
قال تعالى "وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات
أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا
منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل
وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم
فيها خالدون "
تلك هى بشارة الايمان بالله والعمل الصالح فى الدنيا
انها جنات تجرى من تحتها الأنهار ورزقا وثمرات وأزواج
مطهرة فما أحلى التبشيرات .
والايمان يا حبيبة كما نعلم جميعا شعبا كثيرة كما
جاء على لسان الحبيب عليه الصلاة والسلام
"أعلاها كلمة التوحيد ,وأدناها اماطة الأذى عن
الطريق "
ولعل فى هذا الحديث درسا واضحا للذين يحملون
الاسلام على غير محمله الصحيح فيتوهمون أن
النظافة تماد فى الخلاعة ويتخذون المساجد مباءة
لأقذارهم والعياذ بالله
وقد أمر صلى الله عليه وسلم باخراج من يؤذى المسلمين
برائحته الكريهة الى البقيع
فالمساواة فى الاسلام فى كل أوامره ونواهيه
فمن أهمل شيئا ليس له أن يتمسك بما يبنى عليه
فالايمان يجب أن يؤخذ كله من بداية كلمة التوحيد
حتى أدناه وهو اماطة الأذى عن الطريق
هذا هو الايمان الحق الذى يستوجب البشارة
ونعيم الجنان
ولذائذ الجنة غير لذائذ الدنيا فالحقيقة يا حبيبة
أن اللذائذ فى الدنيا قليلة ولاشىء فيها أعظم
من طاعة الله والقرب منه بصالح الأعمال
لذائذ الدنيا ان وجدت فصاحبها مهدد بزوالها فهى
قد لاتدوم
أما لذة الجنة فهى لذة دائمة لاتشقى بعدها ابدا
كلنا نكره الموت الا المؤمنون بحق فان الله اذا
أحبهم كشف عنهم الحجب فيرى العبد مصيره
فيحب لقاء ربه ويسعى اليه
قد تكون فى غفوة الموت أحلام أجمل من كل
مافى صحوة الحياة وتلك الغفوة لايشعر بحلاوتها
الامن ذاق حلاوة الايمان والعمل الصالح
الايمان الذى يسمو بنا الى أعلى الدرجات
والعمل الصالح الذى يبشرنا برقى فى جنات
فاحذرى أختاه احذرى كل الحذر من أن يظفر بك
الشيطان ...
فالشيطان يقول "اذا ظفرت من ابن ادم بثلاث لم
أطالبه بغيرها اذا أعجب بنفسه ,واستكثر عمله
ونسى ذنبه "
تلك هى الثلاث التى يريدها منك الشيطان ....
يريدك أن تعجبى بنفسك ويصيبك الغرور ويتملك
من قلبك فيبعدك عن الجنة وريحها
يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام .......
"لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر "
ويريدك أن تستكثرى عملك فتفتر الهمة عندك وتكتفى
بقليل حتى يزول ومن بعدها يتمكن من قلبك فلا تملكى
أن تزيدى أو تؤدى حتى مافرض عليك
يريدك أن تنسى ذنبك فتزيدى منه حتى يصبح لك من
الذنوب جبالا وجبال تغطى حسناتك وتصبح كفة الذنوب
مليئة عن كفة الحسنات
هذا هو مراده وهذا مطلبه
فهل تلبى النداء ؟!
اعلمى يأختاه أن أعمالك الصالحة فى الدنيا
لن تنالى عليها الا الجنة بنعيمها
فاعقدى النية واخلصيها لله وحده وتوكلى عليه
فالناس كلهم هلكى إلا العالمون والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم فالعمل بغير نية عناء والنية
بغير إخلاص رياء وهو للنفاق كفاء ومع العصيان سواء والإخلاص من غير صدق وتحقيق هباء
وقد قال الله تعالى في كل عمل كان بإرادة غير الله مشوبا مغمورا وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
اخلصى النية حتى لايتحول عملك الى هباء منثورا
وليكن قربك الى الله بالعمل الصالح لارياء فيه ولايشوبه أى نفاق
ليكن عملا خالصا مخلصا لطلب البشارة بأعلى الجنان
قال الرسول الحبيب "
إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى "
وقال صلى الله عليه وسلم (الناس أربعة رجل أتاه الله عز وجل علما ومالا فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتانى الله تعالى مثل ما آتاه لعملت كما يعمل فهما في الأجر سواء ورجل آتاه الله تعالى مالا ولم يؤته علما فهو يتخبط بجهله في ماله فيقول رجل لو آتانى الله مثل ما آتاه عملت كما يعمل فهما في الوزر سواء)ألا ترين كيف شركه بالنية في محاسن عمله ومساويه فاخلاص النية غاليتى هو أساس صلاح الأعمال
مخرج
اللهم اجعلنى شكورا واجعلنى صبورا
واجعلنى فى عينى صغيرا وفى أعين
الناس كبيرا
اللهم لاتنسنى ذنبى واجعلنى استشعر
عظيم ذنبى ولا استكثر عملى
اللهم ارزقنى الجنة ومايقرب اليها من قول
أو عمل
وارزقنى الاخلاص وحسن النية فى كل عمل
أتقرب به اليك يارحماااان
الروابط المفضلة