لقد أقبل شهر الصيام بفضائله,وفوائده,وهباته,ونفحاته
أقبل بأنفاسه العطرة,وثغرة الباسم,
أقبل وهو ينادي ويقول ياباغي الخير أقبل ...
أقبل وهو يصرخ محذراًرغم أنف امرئٍ دخل عليه
رمضان ثم أنسلخ قبل أن يغفر له)رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني
أقبل فتفتحت بأقباله أبواب الجنان..
النيران,وسلسلت الشياطين..
أقبل والمسلمون يتشوقون إلى صيام نهاره
فيا له من شهر عظيم..وموسم كريم
وخذ في بيان الصوم غير مقصر
وصبر لفقد الإلف في حالة الصبا
وفطم عن المحبوب والمتعودِ
فثق فيه بالوعد القديم من الذي
له الصوم يُجزي غير مخلف موعدَِ
وحافظ على شهر الصيام فأنه
لخامسُ أركانٍ لدين محمـــد
تغلق أبواب الجحيم إذا أتى
وتفتح أبواب الجنان لعُبـــدِ
تزخرف جنات النعيم وحورها
لأهل الرضا فيه وأهل التعبدِ
وقد خصًه الله العظيم بليلةٍ
على ألف شهر فضلت فلترصدِ
فأرغم بأنفِ القاطعِ الشهر غافلاً
وأعظم بأجرِ المخلص المتعبد
فقم ليله واطوِ نهارك صائماً
وصن صومه عن كل لغوٍ ومفسدِ
فيا عباد الله! هذا شهر الصيام قد أقبل فماذا أنتم فاعلون؟
ياأيها المقصر!هذا الشهر _والله_فرصة لاتعوض للتوبة والأنابة
والرجوع إلى الله عز وجل..فأذا جاء رمضان ولم تتب فمتى تتوب؟ وأذا أقبل شهر الصيام ولم تعد فمتى تعود؟
ياصاحب الذنب لا تأمن عواقبه
عواقب الذنب تخشى وهي تنتظر
فكل نفسٍ ستجزى بالذي كسبت
وليس للخلق من دياتهم وزرُ
قال بعض السلف:صم الدنيا,واجعل فطرك الموت.الدنيا كلها شهر صيام المتقين,يصومون فيه عن الشهوات المحرمات,فأذا جاءهم الموت فقد انقضى صيامهم,واستهلوا عيد فطرهم.
وقد صمت عن لذات دهري كلها
ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
عباد الله !بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة
على من أقدره الله عليه,وكيف لايكون ذلك وقد جعل الله أجر الصيام
بغير حساب كما قال تعالى في الحديث القدسي كل عمل ابن آدم له إلا الصوم,
فأنه لي وأنا أجزي به) وفي رواية لمسلم كل عمل ابن آدم يضاعف,
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف,قال تعالى :
إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزي به)
إخوتي!من رُحم في شهر رمضان فهو المرحوم,ومن حرم خيره فهو المحروم, ومن لم يتزود فيه لمعاده فهو ملوم...
أتى رمضان مزرعةُ العباد
لتطهير القلوب من الفساد
فأدَ حقوقه قولاً وفعلاً
وزادك فاتخذه للمعادِ
فمن زرع الحبوب وما سقاها
تأوه نادماً يوم الحصاد
فهنيئاً لكم أيها لصائمون الأجر والمغفرة والعتق من النيران,
ففي حديث أبي أُمامة مرفوع..
.ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)
وهنيئاً لكم استجابة دعواتكم, وحصول مطلوبكم
,فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلمأن لكل مسلم في كل ليلة
_يعني في رمضان_ دعوة مستجابة)
ومن لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟
ومن لم يقرب فيه من مولاه,فهو على بعده لايبرح.
كم ينادى:حى على الفلاح وأنت خاسر!!
كم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر!!
كم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله,
فصار قبله إلى ظلمة القبر... كم من مستقبلٍ يوماً لا يستكمله,
ومؤمَلٍ غداً لا يدركه.
إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره,لأبغضتم الأمل وغروره.
جاء شهر الصيام بالبركات
أكرم به من زائرٍ هو آتٍ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
منقوووول
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة