السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يصاب اثنان من كل ثلاثة رجال بنمط أو آخر من أنماط الصلع في الغالب ، الا أن نسبة أكبر من الرجال والنساء يعانون من نوع أو آخر من أنواع تساقط الشعر خلال فترات حياتهم ، ويلجأ العديد من الرجال والنساء ، دون أن يعرفوا بالضبط أسباب تساقط الشعر ، الى استخدام العقاقير وأنواع كثيرة من الشامبو ، والعلاج الكهربائي ، والمراهم وحتى الجراحة على أمل تشجيع نمو شعرهم من جديد .
ويخصص الناس جزءا كبيرا من الوقت الذي يقضونه في الاهتمام بمظهرهم الشخصي لتصفيف شعرهم وترتيبه ، وهم يعلقون أهمية فائقة على وجود الشعر متكاملا في الرأس ، أما الصلع أو تساقط الشعر المفاجئ فهو يسبب لهم في الغالب انزعاجا شديدا ، ويقرن بعض الرجال وجود الشعر متكاملا في رؤوسهم بالقوة أو الشباب .
● النمو الطبيعي للشعر
تظل نسبة 90% من شعر فروة الرأس في حالة نمو مستمر خلال فترة تتراوح بين سنتين وست سنوات ، أما نسبة الـ 10% الباقية من شعر فروة الرأس فتظل في حالة سكون حتى تستمر لمدة شهرين الى ثلاثة أشهر.
ولدى اكتمال مرحلة السكون هذه ، يبدأ هذا الشعر بالتساقط ، ويعتبر تساقط مايتراوح بين 50 و 100 شعرة في اليوم ضمن الحدود الطبيعية ، ولدى تساقط شعرة واحدة تحل محلها شعرة أخرى جديدة من نفس بويصلة الشعر الواقعة مباشرة تحت سطح الجلد ، علما بأنه لاتشكل بويصلات شعرية جديدة خلال فترة حياة الانسان .
ينمو شعر الرأس بمعدل سنتمتر واحد أو نصف بوصة تقريبا في الشهر الواحد في طول كل شعرة ، وكمية الشعر أكبر عادة لدى الشقر ( 140000) شعرة في المتوسط ، أما السمر فيبلغ معــــدل عـــدد الشعر لديهـــم (105000) شعرة في المتوسط ، ويليهم أصحاب الشعر الأحمـر (90000) شعرة ، ومع مرور الوقت تتضاءل نسبة نمو الشعر الجديد عند الانسان وتتضاءل تدريجيا كمية الشعر في الرأس .
يتشكل الشعر بصفة أساسية من بروتين " الكريتين " وهي نفس المادة الموجودة في أظافر اليدين والقدمين ، ومن الضروري لجميع الناس وفي مختلف الأعمار أن يتناولوا كمية كافية من البروتين للمحافظة على نمو الشعر الطبيعي ، ويتوفر البروتين في اللحوم والدجاج والسمك والبيض والحليب والجبن وفول الصويا والحبوب والمكسرات .
● أسباب التساقط غير الطبيعي للشعر
قد يحدث التساقط غير الطبيعي لأسباب عديدة ، وعلى الذين يلاحظون تضاؤلا في كثافة الشعر أو يلاحظون تساقطا شديدا في الشعر عقب تصفيفه أو تمشيطه أن يراجعوا طبيب الأمراض الجلدية لمعرفة السبب الحقيقي ، وفيما اذا كانت هناك مشكلة تستجيب للعلاج الطبي .
وسيقوم الأخصائيون في أمراض الجلد ( وهم المختصون بعلاج مشكلات الشعر والجلد ) بتقييم حالة الشعر لدى المريض حيث يتحققون من الأطعمة التي يتناولها والعقاقير التي يكون قد تعاطاها خلال الشهور الستة السابقة والتاريخ العائلي بالنسبة لتساقط الشعر ، وفيما اذا كان المريض قد أصيب بأي داء مؤخرا ، ومدى اهتمامه بشعره ، كما يسأل أخصائي الجلد المريضة عن دورتها الشهرية ، وعن عدد مرات الحمل والاجهاض وانقطاع الطمث ، وبعد أن يقوم بفحص فروة الرأس والشعر ، يعمد الى فحص بعض الشعر تحت المجهر ، وقد تكون هناك حاجة لاجراء بعض الفحوصات المخبرية والتي قد تشمل أحيانا أخذ عينة من جلد فروة الرأس لفحصها.
● الولادة
عندما تحمل المرأة ، يتوقف سقوط الشعر نسبيا في العادة ولكن نسبة كبيرة من الشعر تدخل مرحلة السكون بعد الولادة . وفي خلال شهرين الى ثلاثة أشهر عقب الولادة تلاحظ بعض النساء أن كميات كبيرة من الشعر تتساقط لدى تصفيفه وتمشيطه ، وتتلاشى هذه الحالة تلقائيا في معظم الأحيان ، ولاتشكو جميع الوالدات من هذه الحالة كما أنها قد لاتتكرر لدى كل حمل لديها.
● الحمى الشديدة والالتهابات الجرثومية الحادة وحالات الانفلونزا
يفاجأ المريض بعد مرور فترة 6 أسابيع الى ثلاثة أشهر من اصابته بحمى شديدة أو بمرض الانفلونزا بتساقط كمية كبيرة من الشعر ، وتزول هذه الحالة تلقائيا أيضا ، الا أن بعض حالات الالتهاب الجرثومي قد تحتاج للعلاج .
● أمراض الغدة الدرقية
يعرف الافراز المتزايد من الغدة الدرقية بفرط النشاط الدرقي ، بينما تعرف حالة تدني الافراز الدرقي بنقص النشاط الدرقي . وكل من هاتيت الحالتين يمكن أن تسبب تساقطا في الشعر . ويمكن تشخيص أمراض الغدة الدرقية بالعلامات السريرية والأعراض الأخرى علاوة للفحوصات المخبرية ، علما بأن تساقط الشعر الناتج عن الأمراض الدرقية يمكن مكافحته بنجاح بتلقي المعالجة المناسبة .
● قلة البروتين في الطعام
ان النباتيين الذين يتناولون أغذية خالية تماما من البروتين ، ومرضى القهم العصابي الذين يتناولون كمية ضئيلة من الطعام ، قد يصابون بسوء التغذية ، ولدى حدوث هذه الحالة ، يحاول الجسم الابقاء على البروتين بتحويل الشعر النامي الى مرحلة السكون . لذا فقد يعاني من يتبعون نظاما عذائيا قاسيا ، والنباتيون أو مرضى القهم العصابي من تساقط كثيف في الشعر بعد شهرين الى ثلاثة شهور من بدء التغيير في نظامهم الغذائي بحيث يصبح الشعر قابلا للانتزاع من جذوره بسهولة نسبيا . ويمكن منع حدوث هذه الحالة أو علاجها بتناول كمية كافية من المواد البروتينية .
● العقاقير
قد يؤدي تعاطي العقاقير الى الاصابة بتساقط الشعر ، الا أن هذه الحالة قابلة للشفاء ومن تلك العقاقير بعض مضادات التجلط ( وهي الأدوية التي تمنع حدوث التجلط بتخفيف كثافة الدم ) وبعض العقاقير المضادة للنقرس والتهاب المفاصل ، أو مضادات الاكتئاب ( التي تخفف أعراض الاكتئاب ) وبعض العقاقير ( للسيطرة على مشكلات القلب وارتفاع ضغط الدم ( والجرعات المرتفعة من فيتامين أ . ونسبة قليلة نوعا ما من المرضى الذين يتناولون تلك العقاقير يصابون بتساقط الشعر ، الا أن حالاتهم قابلة للعلاج ولله الحمد .
● عقاقير علاج السرطان
تؤدي بعض أنواع العقاقير المستخدمة في العلاج الكيمائي لمرض السرطان الى منع تكاثر الشعر بحيث تصبح الشعرة هشة ، وقابلة للسقوط بمجرد بروزها من فروة الرأس . وهذه الظاهرة قد تحدث بعد أسبوع واحد الى ثلاثة أسابيع من بدء علاج السرطان وقد يفقد المريض حوالي 90% من شعر فروة الرأس . وعند اكتمال العلاج ينمو الشعر من جديد لدى غالبية المرضى . ويتم تشجيع مثل هؤلاء المرضى وخاصة النساء على الاستعداد للأمر بشراء شعر مستعار ( باروكة ) قبل بدء العلاج (عافانا الله وعافاكم منه )
● أقراص منع الحمل
تحتوي أقراص منع الحمل على مادتين هما الاستروجين والبروجستين الاصطناعيين ، والنساء اللاتي يصبن بتساقط الشعر وهن يتلقين أقراص منع الحمل هن في الغالب النساء المعرضات للاصابة بتساقط الشعر لأسباب وراثية ، وقد تحدث هذه الحالة في وقت مبكر نتيجة لتأثيرات الهرمونات شبه الذكورية لمركبات البروجستين التي تحتوي عليها هذه الأقراص . وفي حالة حدوث هذه الحالة ينبغي على المرأة استشارة طبيبها لكي يضعها على نوع آخر من أقراص منع الحمل .
لدى توقف المرأة عن استخدام أقراص منع الحمل عن طريق الفم ، قد تلاحظ أن شهرها يبدأ في التساقط بعد شهرين الى ثلاثة أشهر من ذلك ، وهذا التساقط قد يستمر لمدة ستة أشهر ثم يتوقف ، وتعود الأمور الى طبيعتها . وهذا الأمر مشابه لموضوع تساقط الشعر بعد الولادة .
● انخفاض الحديد
ان النساء اللاتي يعانين من الطمث الشديد يفقدن كمية كبيرة من الحديد مما يؤدي أحيانا الى تساقط الشعر .
ويمكن الكشف على نقص الحديد باجراء فحوصات مخبرية ، كما يمكن تصحيح الوضع بتناول أقراص الحديد .
● الخضوع لجراحات كبيرة أو الاصابات بأمراض شديدة مزمنة
يصاب بتساقط الشعر في كثير من الأحيان المرضى الذين تجرى لهم عمليات جراحية رئيسية ، لأن مثل هذه الجراحة قد تعرض الأجهزة الحيوية للجسم لصدمة لايستهان بها . وقد يحدث تساقط الشعر خلال شهرين أو ثلاثة أشهر من تاريخ العملية ، الا أن الحالة تعود الى وضعها الطبيعي خلال بضعة أشهر . كما يصاب من يعانون من الأمراض المزمنة الشديدة بتساقط الشعر ماداموا يعانون من تلك الأمراض .
يتبع .
الروابط المفضلة