وقفةٌ على أطلالِ المُنتدى !!

:

ودّعنا منزِلنَا القَدِيم ( مُنتدَى لكِ )
بــ أبعادِهِ وألوانهِ وأركانهِ ..
لنْ تنمَحِي تلك الذّكريات .. ولنْ تُنسَى أبداً
لأنّها حُفرتْ على جُدرانِ القَلب ..
ولا زالَ عبقُها يفوحُ مِسكَاً ..
نستَنْشِقُهُ فِي بيتِنا الجَدِيد ها هُنا ..
بإطلالَتهِ الجَدِيدة ورَونقِهِ البَهِيّ ..
ويبقَى ( لكِ ) فَاتِناً فِي كُلِّ حُلّة ..
ونبقَى نسكُنُ فِيهِ ويبقَى يسكُنُ فِينا

()()()

:



ووقَفتُ ألتمَسُ الوَقائعَ لَحظَةً
وطَالتْ الّلحَظاتُ تَنتَظرُ الأُفُولْ

وبكيتُ مثلَ حمامة جُرحَتْ
فسَارَعَ سِربُها خَطْوَاً عَجُولْ

واسْتنْشَقَتْ رِئَتايَ عِطرَ أرِيْجِهِمْ
وترقّبتْ عينايَ آثارَاً تَزُولْ

فهُناكَ قدْ مرّوا وتِلكَ دِيارُهُم
وهُنا عِشنَا معَاً كلّ الفُصُولْ

فالدّفءُ فِي أكنافِهِمْ ليلُ الشّتا
يُظلّل القلبَ مِنْ سُحُبٍ هَطُولْ



أستروِحُ السّعد فِي ظِلالِ إخَائِهِمْ
مِنْ شَمسِ صَيفٍ حَارِقٍ تأبَى الأُفُولْ



والرِّيحُ إنْ عَصَفَتْ بِبَعْضِ خَرِيفِهَا
تَدَافَعْتْ نَبَضَاتُهُمْ تَحْتَوِي قَلبَاً جَفُولْ



ولو بَزَغَ الرّبِيعُ يَفُوحُ عَبَقَاً
تَنَاثَرَتْ أشواقُهُمْ ورْدَاً خَجُولْ



قدْ كَفْكَفُوا دَمْعي بِبَعْضِ أَكفّهِمْ
لَكِنّ عَينِي تَرْتَجي سَعدَاً يطُولْ

قدْ شَارَكُوا قَلبِي بِبعْضِ حدِيثِهِمْ
لكنّ قلبِي قدْ مضَى ويشْتَاقُ الوُصُولْ

قدْ سكَبُوا أحبَارَهُمْ فِي رُبَا أسطُرِهِمْ
لكِنَّ حِبرِي قَدْ غَدَا اليومَ رَسُولْ

لمْ يَرحَلُوا حَقّاً لكِنَّ قلبِي أُحْرِقَا
قدْ فَاضَتْ الذّكْرَى كَمَا الهَيجَا تَصُولْ

ما غَابَ ذِكرُهُمُ ولا قلبِي سَلا ..
لكنّه يسْكُنُنِي ويأبَى أنْ يزُولْ


وذكَرْتُ أنّي قَدْ أُغَادِرُ دُونَهُمْ
يومَاً ومَنْ ذَا يرتَجِي دُنْيَا تَطُوْلْ

سَأُفَارِقُ الأحبَابَ حِينَاً لكِنّنِي
بأيّ زَادٍ يَا وَيحَ قَلبِي قَدْ أزُولْ ؟

سَأزُولُ وحْدِي مِنْ سُطُورٍ للحَيَاة
يا لَيتَ شِعْرِي كَيفَ للأٌخرَى أحُولْ ؟

لا تَرْعَوِي قلبِي لو قدْ فَارَقتَهُم
ولتَهدَأ الدّمعَاتُ منْ عَينٍ هَطُولْ


لا تَرْتَجِي خُلدَاً أيَا قلبِي هُنا
فالمَوعِدُ الفِردَوسُ فِي أمَدٍ يطَولْ

:

بقلم ابنة ( لكِ ) : قطـرات

: