معاً إلى الـريـ وصوم الهواجر ــان

هل علينا شهر رمضان المبارك لـ العام الثاني على التوالي في فصل الصيف والكل يعلم ما يحمله شهر الصيف من الحر الشديد فيجد الصائم معاناة ومشقة وتعب سواءً كان ذلك بالجوع أو العطش أو الحر أو التعب لـ طول النهار وهذه المشقة ملازمة لـ العبادة بحيث لا يمكن القيام بهذه العبادة إلا مع هذه المشقة الواقعة وعلينا أن نعرف أنه كلما زادت المشقة زاد معها الأجر والثواب من الله عز وجل




قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها
” إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك ”
رواه الحاكم وصححه الألباني



فلـننظر إلى قول النووي في شرح مسلم
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” على قدر نصبك ” أو قال ” نفقتك ”
” هذا ظاهر أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب والنفقة
والمراد النصب الأذى لا يذمه الشرع وكذا النفقة ”
انتهى كلامه

إن فضل الصوم لا يخفى على مسلم ومسلمة
لقول الرسول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
” من قام رمضان إيمانا واحتسابا , غفر له ما تقدم من ذنبه ”
متفق عليه



فعلينا أن نتذكر أمور مهمة تتعلق بالصيام وشهر الصيف :-

1

– أن نتذكر بأن حر الصيف هو نفس من أنفاس جهنم
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول
” اشتكت النار إلى ربها فقالت : رب أكل بعضي بعضا فأذن لب بنفسين :
نفس في الشتاء ونفس في الصيف
فأشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير ”
رواه البخاري


2

– عندما نشتهي الماء البارد ونحن عطشا لـ نتذكر أهل النار عندما ينادون أهل الجنة
ويقولون ” أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ”
الاعراف 50
نسأل الله يعيذنا من النار



3
– الاقتداء بالسلف الصالح حيث كانوا يكثرون من الصيام في فصل الصيف لعظيم أجره وثوابه عند رب البرية

4- يقول الله تعالى
” كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ”
الحاقة 24
فلنحتسب الأجر والثواب من الله عز وجل والصبر على العطش

5

– فمن الامور المستحبة وهي جائزة ومستحبة عند أهل العلم لـ التبريد حيث كان الحبيب المصظفى صلى الله عليه وسلم يصب على رأسه الماء من الحر أو من العطش وهو صائم وكان ابن عمر رضي الله عنه يبل ثوبه وهو صائم بالماء ليخفف من شدة الحر أو العطش



دعونا الأن نتجول بين نماذج من أحوال السلف الصالح مع الصيام وفصل الصيف



لننظر هنا ما كان فعل الصحابي الصديق الجليل رضي الله عنه
روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه كان يصوم في الصيف
ويفطر في الشتاء



وبماذا وصى عمر رضي الله عنه ابنه عبد الله عند موته فقال له
” عليك بخصال الإيمان وسمى أولها الصوم في شدة الحر في الصيف ”



وما كان فعل سيدتنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصوم في الحر الشديد قيل ما حملها على ذلك؟قال : كانت تبادر الموت



وكان ابن عمر رضي الله عنه يصوم تطوعا فيغشى عليه عليه فلا يفطر وكان الإمام أحمد يصوم حتى يكاد يغمى عليه فيمسح على وجهه
بالماء

وهنا نذكر قصة من أروع القصص في صوم الحر بها الفائدة والعبرة
عندما نزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة فدعا بغذائه ورأى أعرابيا فدعاه إلى الغداء معه فقال : دعاني من هو خير منك فأجبته قال : ومن هو قال الله تعالى دعاني إلى الصيام فصمت قال في هذا الحر الشديد ؟ قال نعم صمت ليوم أشد منه حرا قال : فأفطر وصم غدا قال : إن ضمنت لي البقاء إلى غد قال: ليس ذلك لي قال : فكيف تسألني عاجلا بأجل لا تقدر عليه




وكان معاذ بن جبل يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر وكذلك غيره من السلف الصالح



وكان ابو الدرداء يقول صوما يوماً شديداً حره لحر يوم النشور
وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور فلنبادر في الصيام ولنستعد ليوم النشور يوم الحساب والى ظلمة القبر ووحشته ووحدته اللهم إنا نسألك الثبات على دينك ونسألك موجبات رحمتك



وفي الصحيحين عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
” لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر
ومافي القوم أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة ”



وعند مسلم عن أبي الدرداء أن ذلك كان في شهر رمضان في الصيف


إن فضل شهر رمضان وصومه خصوصا إن صاحبته شدة وتكلف.
قال ابن رجب رحمه الله في لطائف المعارف
(ومما يضاعف ثوابه في شدة الحر من الطاعات الصيام,لما فيه من ظمأ الهواجر)



ويقول أيضا:



” لما صبر الصائمون لله في الحر على شدة العطش والظمأ,
أفرد لهم بابا من أبواب الجنة وهو باب الريان,من دخله شرب , ومن شرب لم يظمأ بعدها أبدا ”

إن صبر الصائمون في هذا الحر على شدة العطش والجوع
والظمأ والتعب والمشقة فأفرد الله لهم بابا من أبواب الجنة وهو باب الريان من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا فإذا دخلوا أغلق على من بعدهم
فلا يدخل منه غيرهم

بقلم ثِمِال

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *