كيف تخرج من حالة اليأس والإحباط؟!!

raindrops

محبة القرآن الكريم
المشاركات
1,893
الإعجابات
222
#1
{وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَ‌بُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْحَاقَ} [يوسف من الآية:6]. إنها تربية الأنبياء! فيعقوب عليه السلام لم يُعلِّق قلب يوسف به، وهو الأب الحنون الحريص، بل علَّقه بمن هو أرحم وأكثر شفقةً وحنانًا وأقدر على حفظه {فَاللَّهُ خَيْرٌ‌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْ‌حَمُ الرَّ‌احِمِينَ} [يوسف: من الآية 64]، حتى إذا تعرض يوسف للمِحن، كان مؤهلًا أن يكل أمره إلى ربه واثقًا به، متوكلًا عليه سبحانه، فكان ذلك أعظم ما أُعطي يوسف عليه السلام، فينشأ لا يرى فى كل مِحنة إلا علم الله وحكمته. عرضت له امرأة العزيز، فتوجه إلى ربه {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ} [يوسف من الآية:23]. عرضت له النسوة، فتوجه إلى ربه {وَإِلَّا تَصْرِ‌فْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف من الآية:33]. سُئل عن الرؤيا فى السجن، فتوجه إلى الله {ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَ‌بِّي} [يوسف من الآية:37]، ولم يقل علمني أبي، مع أن أباه هو من باشر بذلك! لم يقل يوسف في لحظة واحدة لم وكيف؟ وإنما تعلَّق بربه واثقًا بحكمته وقدرته وعِلمه ورحمته، حتى إذا انكشفت الغيوب عن عظيم تدبير الله له، جعل يثنى على ربه متعبِّدًا له باسمه اللطيف، مقترنًا بذكر المشيئة {إِنَّ رَ‌بِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ} ومقترِنًا بالعلم والحكمة {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}. إن من أعظم ما يعصم الإنسان من الفتن ومن الزلل، ويحصنه من اليأس والقنوط أن يكون عالِمًا بربه، واثقًا به، مشاهِدًا لتدبيره فى الكون، كما قال الخليل عليه السلام {وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّ‌حْمَةِ رَ‌بِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر من الآية:56]، وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في موقف لا يظهر فيه وجه المصلحة حين سأله عمر رضي الله عنه: "ألسنا على الحق وهم على الباطل، فلِمَ نعط الدنية في ديننا؟" فيقول: «يا ابنَ الخطَّابِ؛ إنِّي رسولُ اللهِ، ولن يُضَيِّعَني اللهُ أبدًا» (جزءٌ من حديثٍ رواه البخاري).

رابط المادة: http://iswy.co/e11e79
 
أعلى