عَلِّمني دُعَاءً أَدعُو بِهِ في صَلاتي

المشاركات
119
الإعجابات
10
#1
عَلِّمني دُعَاءً أَدعُو بِهِ في صَلاتي


عن أَبي بكْرٍ الصِّدِّيقِ ، أَنَّه قَالَ لِرَسولِ اللَّه ﷺ: عَلِّمني دُعَاءً أَدعُو بِهِ في صَلاتي، قَالَ: قُلْ: (( اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كثِيرًا، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِر لي مغْفِرَةً مِن عِنْدِكَ، وَارحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفور الرَّحِيم )) متَّفَقٌ عليهِ.
وفي رِوايةٍ: وَفي بيْتي - وَرُوِي: ظُلْمًا كَثِيرًا وروِيَ كَبِيرًا ، فَيَنْبغِي أَن يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَيُقَالُ: كَثيرًا كَبيرًا.
وَعَن أَبي موسَى ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّه كَانَ يَدعُو بهَذا الدُّعَاءِ: ((
اللَّهمَّ اغْفِر لِي خَطِيئَتي وجهْلي، وإِسْرَافي في أَمْري، وَمَا أَنْتَ أَعلَم بِهِ مِنِّي، اللَّهمَّ اغفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلي، وَخَطَئي وَعمْدِي، وَكلُّ ذلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَما أَسْررْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْت المقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) متفقٌ عَلَيْهِ.
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#2
لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: (( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كلمات قليلة عظيمة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )) وقد قيل أنها تكون قبل السلام أو بعده .

منقول :
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق بالدعوات التي كان يدعو بها النبي ﷺ، وسبق أنه يشرع للمؤمن الدعاء دائما وأن لا يمل الدعاء وأن لا ييأس، بل يكثر من الدعاء لأن
الدعاء محبوب إلى الله جل وعلا.
فهو يحب أن يسأل هو، سبحانه يحب أن يسأل ويحب أن يرجى، فيستحب للمؤمن أن يكثر من السؤال فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]،
وقال ﷺ: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له،
ويقول جل وعلا:{ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } [النساء: 32]
وكان من دعائه ﷺ: ((
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئ وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير )) دعوات عظيمة، وقال له الصديق: يا رسول الله علمني أدعو به في صلاتي قال: قل:(( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )) وهذا الحديث من أصح الأحاديث، فيستحب للمؤمن أن يدعو بهذا الدعاء في سجوده وفي آخر التحيات قبل أن يسلم، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، وعلم النبي ﷺ معاذا فقال: يا معاذ إني لأحبك، لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول: (( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كلمات قليلة عظيمة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )) ،
وكان من دعاء النبي ﷺ: ((
اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل كلام مختصر لكنه عظيم: أعوذ بالله من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل يعم كل ما عمل من سائر السيئات ومن شر ما ترك منها، وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك كلمات جامعة: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحول عافيتك، ومن فجاءة نقمتك، ومن جميع سخطك ))
في أي وقت دعا به في الليل أو في النهار في الصباح والمساء وفي السجود وفي آخر الصلاة كله طيب، وفق الله الجميع.
 
التعديل الأخير:
المشاركات
119
الإعجابات
10
#3
هل يجوز الدعاء المطلق في الفرائض - الصلوات المكتوبة - ؟
فتوى منقولة - الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله

يستحب للمصلي – سواء كانت صلاة فريضة أم نافلة – أن يجتهد في الدعاء في الصلاة في موضعين اثنين : في السجود ، وقبيل التسليم ، وفي صلاة الوتر عند القنوت أيضا ، فقد جاءت الأدلة الصحيحة تدل على ذلك ، وذلك فيما رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه (479) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ، فَقَمِنٌ – أي : جدير وحقيق - أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) .

وقد بين كثير من الفقهاء كالمالكية والشافعية أن الدعاء في هذين الموضعين –
في السجود ، وقبيل التسليم – هو من الدعاء المطلق ، فلا يشترط أن يكون واردا بنصه في الكتاب والسنة ، بل للمصلي أن يدعو بحاجاته الدنيوية والدينية بأي صيغة كانت ، وله أن يسأل الله تعالى ما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، وإن لم يكن هذا الدعاء مأثورا في كتب السنة .

والدليل عليه إطلاق الحديث السابق : (فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ) ، حيث أطلق الاجتهاد في اختيار الدعاء ، ولم يشترط وروده في الكتاب والسنة .

وقد سبق تقرير هذه المسألة وذكر أدلة أخرى لها في جواب السؤال رقم : (75058) ، (104907) ، (105282) .


والله أعلم .
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#4
أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال
متى تقال هذه الأدعية: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ؟
هل تقال هذه الأدعية في الفرائض أم في الرواتب بعد الفراغ من التشهد وقبل السلام؟

كان بعض الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم إذا سألوا أولادهم هل دعوا هذا الدعاء قبل السلام ؟ فإن قالوا : لا ، أمروهم بإعادة الصلاة ليقولوها لحرصهم على اتباع الحبيب
هذا التعوذ يقال في الفرض والنفل، في التشهد الأخير قبل السلام بعد التحيات وبعد الصلاة على النبي ، يأتي الإنسان بهذا التعوذ: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، بعد الصلاة على النبي ﷺ في التشهد الأخير قبل أن يسلم، الرجل والمرأة، في الفرض والنفل، هذا مشروع، النبي ﷺ علمه الصحابة في الفرض والنفل
قال: (( إ
ذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول ﷺ: إذا تشهد أحدكم -يعني: التشهد الأخير- فليستعذ بالله من أربع )) ثم ذكرها عليه الصلاة والسلام سواء كانت الصلاة فرضًا أو نفلا. نعم.
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#5
الاستعاذة من المأثم والمغرم أو من غلبة الدين أو من الكفروالفقر أو من ضَلَع الدين قبل التسليم
وردت الاستعاذة من فتنة المحيا والممات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روت عائشة رضي الله عنها أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يدعو في صلاتِهِ:
( (
اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من عذابِ القبرِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ وأعوذُ بِكَ من فتنةِ المَحيا والمماتِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ المأثَمِ والمغرَمِ - فقالَ لَهُ قائلٌ : ما أَكثرَ ما تستعيذُ منَ المغرَمِ ! ، فقالَ الحبيب صلى الله عليه وسلم : إنَّ الرَّجلَ إذا غرِمَ حدَّثَ فَكذبَ ووعدَ فأخلفَ)
وهذا الحديث فيه مسائل مهمة أولها أهمية الاستعاذة من هذه الفتن، وإثبات وجود عذاب القبر، وفتنة المحيا التي تمثل الضلال بعد الهدى، والمعصية بعد الطاعة، وفتنة الموت التي تكون عند احتضار الإنسان، وحضور الشيطان هذا الموطن، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفتن وهو المعصوم والمعافى منها، لتقتدي به الأمة، في الالتزام بالخوف من الله تعالى، والافتقار إليه وتعظيمه، وليعلّمهم الدعاء والمهم منه، كما أنَّ في هذه الاستعاذة إظهارًا للخضوع والاستكانة والافتقار لله تعالى، وهذا الدعاء مستحبٌ وليس بواجب، ويدعو به المسلم في التشهد الأخير


وقد استعاذ صلى الله عليه وسلم من الفقر و الكفر بمنزلة واحدة ، ومن الدَّين .
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#6
الاستعاذة مِن فِتَن المحيا والممات والاستغفار مِن الخطايا
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّى خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَاىَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» [رواه البخاري (٦٣٦٨)].
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#7
دعاء استفتاح الصلاة
أدعية استفتاح الصلاة كثيرةٌ جداً ، فيجب تعلمها لأنَّها تعطي حضوراً للقلب بين يدي الجليل الحكيم
نعلم منها : ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جّدُك ، ولا إله غيرُك)
ومنها :
(وجّهت وجهي للّذي فطر السموات والأرض حنيفاً، وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهمّ أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربّي وأنا عبدك، ظلمت نفسي، اعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنّه لا يغفر الذّنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنّي سيئها لا يصرف عنّي سيئها إلا أنت، لبّيك وسعديك والخير بين يديك، والشرّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك) رواه مسلم.
(كان صلّى الله عليه وسلم يقول إذا قام إلى الصلاة في جوف الليل: (( اللهمّ لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت ربّ السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وأخّرت وأسررت وأعلنت، أنت إلهي، لا إله إلّا أنت) متّفق عليه.
(سبحانك اللهمّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك) صحيح سنن ابن ماجه
، (سبحانك: أي أسبّحك تسبيحاً: أي بمعنى أنزّهك تنزيهاً من كلّ النقائص أو تصورات كمال البشر ، فالله تعالى :{ ليس كمثله شيء }
(تبارك: أي كثرت بركة اسمك إذ وجد كلّ من ذكر اسمك)،
(جدّك: أي علا جلالك وعظمتك)
وكان يزيد في الصلاة على هذا الدّعاء. (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلآ، )
استفتح به رجل من الصّحابة فقال صلّى الله عليه وسلم: عجبت لها ! فتحت لها أبواب السماء) رواه مسلم.
(كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل: اللهمّ ربّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشّهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم) رواه مسلم،
(بإذنك: اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك: أي ثبّتني)
(الحمد لله حمداُ كثيراُ طيّباُ مباركاُ فيه استفتح به رجل فقال صلّى الله عليه وسلم :لقد رأيت اثني عشر ملكاُ يبتدرونها أيّهم يرفعها) رواه مسلم.
وهذه الأدعية لها آداب وعلوم واسعة وتحتاج إلى فهم وحضور قلب وارتباط بكل مافي احتياجاتنا من هذه الحياة ومن الآخرة
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#8
ما رواه البخاري (744) ، ومسلم (598) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ : هُنَيَّةً – فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ : ( أَقُولُ : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ )
وروى أبوداود (776) ، والترمذي (243) عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ ، قَالَ : (
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع "
ووروى مسلم (771) ، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : (
وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ )

وروى مسلم (770) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : " كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ : اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
وروى البخاري (7499) ، ومسلم (1758) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل ، قال : ( اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ )
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#9
وهذه الأدعية مسنونة مستحبة في كل الصوات ، لكن من الأفضل الاقتصار على أحدها في الفرائض ، وفي قيام الليل الأفضل أن يأتِ بما سيتحضر به قلبه وحاله و حاجته بين يدي الله تعالى

الصيغ التي سبق ذكرها في الأحاديث ، منها ما جاء عاماً من غير تقييد بصلاة الليل ، فهذه تقال في الفريضة والنافلة ، وأما ما جاء من الاستفتاحات فيه التنصيص على صلاة الليل – وهو الغالب في الأدعية الطويلة - ، فالسنة والأفضل أن يأتي بها الشخص في قيام الليل .​

وللاستزادة فيما يتعلق بدعاء الاستفتاح والصيغ الواردة فيه ، وبيان ما يقال منه في الفريضة أو النافلة ، ينظر كتاب " زاد المعاد " لابن القيم رحمه الله (1/195-199) ، و " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم " للشيخ الألباني رحمه الله (ص/91-94) .
 
المشاركات
119
الإعجابات
10
#10
دعاء مشهور إثر دعاء الاستفتاح :
شرح حديث: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، والاستفتاح
رقم: (86) من كتاب عمدة الأحكام:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَمَّا بَعْدُ؛
هذا الدعاء من كتاب (عمدة الأحكام)، لعبد الغني المقدسي، المتوفى سنة: (600هـ) رحمه الله تعالى.

ومن (كتاب الصلاة) (باب صفةِ صلاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم)، نتناول بالشرح هذا الحديث المرقوم بــ: (86): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ: مَا تَقُولُ؟!)
قَالَ صلى الله عليه وسلم : (( أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ )).
ولفظ البخاري عن أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً -قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً- فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالبَرَدِ". (خ) (711)
ورواية مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: "أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ". (م) 147- (598)

الشرح:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه)، عبدِ الرحمن بنِ صخرٍ على المشهور عند الجمهور، (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) إذا وقف للصلاة وقبل أن يقرأ الفاتحة.

فـ(إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاةِ) تكبيرة الإحرام، وهي ركن من أركان الصلاة.



(سَكَتَ هُنَيْهَةً)، أي قليلا، وهُنَيَّة؛ هي تصغير هَنَةٍ، أصلها هَنَوَة، فلما صُغِّرَت صارت هُنَيوَة، فاجتمعت واوٌ وياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فوجب قلب الواو ياءً، فاجتمعت ياءان فأدغمت إحداهما في الأخرى، فصارت هُنَيَّة؛ أي قليلا من الزمان. (قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ) الفاتحة والسورة التي بعدها، قال أبو هريرة رضي الله عنه:



(فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ!) الملاحظُ أنّ الصحابةَ رضي اللهُ عنهم غالبا ما يخاطبون نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم وينادونه بـ (يا رسول الله)، أكثر من مخاطبتهم وندائهم له بـ (يا نبيَّ الله) لأنَّ الرسالة شملت النبوة، فكلُّ رسولٍ نبيٌّ، وليس كلُّ نبيٍّ رسولا.



(بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي)، المعنى أفديك بأبي وأمي، والباء هنا ليس للقسم، فلا محذور.

قال النووي: [مَعْنَاهُ أَنْتَ مُفَدًّى أَوْ أفْدِيكَ بِأَبِي وَأُمِّي]. شرح النووي (1/ 239)

(أَرَأَيْتَ) [أَي اعلمني، وأخبرني]. انظر فتح الباري (1/ 77، 120)

(سُكُوتَكَ)، وفي رواية: (إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟) (خ) (744)، وفي أخرى: (سَكَتَاتِكَ). (حب) (1775)، وفي ثالثة: (أَرَأَيْتَ سُكَاتَكَ). (خز) (1579).

[وَالْمُرَادُ بِالسَّكْتَةِ هَاهُنَا؛ السُّكُوتُ عَنْ الْجَهْرِ، لَا عَنْ مُطْلَقِ الْقَوْلِ، أَوْ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، لَا عَنْ الذِّكْرِ].



(بَيْنَ التَّكْبِيرِ) تكبيرة الإحرام للصلاة، (وَالْقِرَاءَةِ) قراءة الفاتحة، في هذا السكوت (مَا تَقُولُ؟!) (قَالَ) رسول الله صلى الله عليه وسلم:

("أَقُولُ: اللَّهُمَّ") أي يا الله، فالميم عوض عن أداة النداء، يا الله ("بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ") وسيئاتي وذنوبي وآثامي الماضية، ("كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ")، والمعنى اغفرها لي وامح عني ما مضى منها، واعصمني منها في المستقبل.

و[التَّشْبِيهُ بِالْمُبَاعَدَةِ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ؛ الْمَقْصُودُ مِنْهَا: تَرْكُ الْمُؤَاخَذَةِ أَوْ الْعِصْمَةُ].

("اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ")؛ أي من ذنوبي وآثامي، وطهِّرني منها، ("كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ")، وفي رواية: ("اللَّهُمَّ نَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ"). (ت) (3547)، (س) (61).



[وَقَوْلُهُ: ("اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ -إلَى قَوْلِهِ- مِنْ الدَّنَسِ")؛ مَجَازٌ -كَمَا تَقَدَّمَ- عَنْ زَوَالِ الذُّنُوبِ وَأَثَرِهَا. وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ أَظْهَرَ فِي الثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ الْأَلْوَانِ، وَقَعَ التَّشْبِيهُ بِهِ].



("اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ"). [يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ -بَعْدَ كَوْنِهِ مَجَازًا عَمَّا ذَكَرْنَاهُ- أَحَدُهُمَا: أَنْ يُرَادَ بِذَلِكَ التَّعْبِير عَنْ غَايَةِ الْمَحْوِ، أَعْنِي بِالْمَجْمُوعِ، فَإِنَّ الثَّوْبَ الَّذِي تَتَكَرَّرُ عَلَيْهِ التَّنْقِيَةُ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ مُنَقِّيَةٍ، يَكُونُ فِي غَايَةِ النَّقَاءِ.

الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مَجَازًا عَنْ صِفَةٍ يَقَعُ بِهَا التَّكْفِيرُ وَالْمَحْوُ. وَلَعَلَّ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}. (البقرة: 286)، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ؛ أَعْنِي: الْعَفْوَ وَالْمَغْفِرَةَ، وَالرَّحْمَةَ؛ لَهَا أَثَرٌ فِي مَحْوِ الذَّنْبِ...]. بتصرف من (إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام) لابن دقيق العيد (1/ 231).
قال العيني: [وجه التشبيه؛ أن الثوب الأبيض إذا نُظِّف من الدنس والوسخ لم يبقَ فيه أثرٌ مَّا من آثار الدنس، ويبقى مثلُ ما كان أوَّلاً، فكذلك البدن إذا نقي من الذنوب، بأن غُفِرت له ذنوبه، وتطهَّر من آثارها عاد إلى حالته الأولى، وهي أنه كان مثل الثوب الأبيض في عدم تلبُّسه بالآَثام والأوزار، وإنما شَبَّهَ ذلك بالثوب الأبيض دون غيره من الألوان؛ لأن ظهورَ النقاوةِ في الأبيضِ أشدّ وأكمَل؛ لصفاء البياض، بخلاف غيره من الألوان.

قوله: ("اللهم اغسلني بالثلج")؛ ذكر أنواع المطهرات المنزَّلة من السماء، التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة، والنظافةِ في شيء إلا بأحدها؛ تبيانا لأنواع المغفرة التي لا يخلص من الذنوب إلا بها، والمعنى: طهِّرني من الخطايا بأنواع مغفرتك؛ التي هي في تمحيصُ الذنوب بمثابة هذه الأصول الثلاثة في إزالة الأرجاس، ورفع الجنابة والأحداث.
ويحتمل أنه سأل الله؛ أن يغسل خطاياه بهذه الأصول، التي يستعملها المتطهرون؛ لرفع الأحداث، والمعنى: كما جعلتها سبباً لحصول الطهارة، فاجعلها سبباً لحصول المغفرة، وبيانُ ذلك في حديث أبي هريرة، -عند مسلم- عن النبي عليه السلام: "إذا توضأ العبد المسلم، أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كلُّ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء"... الحديث [1].

وقال بعضهم: معنى قوله: "بالثلج، والماء، والبرد" أنها أمثال، ولم يرد أعيانَ هذه المسميات، وإنما أراد التقيد في التطهير، ويقال: هذه استعارة للمبالغة في الطهارة من الذنوب،...]. شرح أبي داود للعيني (3/ 397)، والله تعالى أعلم.
ثالثاً: الفوائد والأحكام:
1) التكبيرة الأولى في الصلاة ركن من أركان الصلاة، لا تصحّ صلاة بدونها.
2) دعاء الاستفتاح يكون بعد الدخول في الصلاة بالتكبير وقبل قراءة الفاتحة، وهو من سنن الصلاة، وهو أنواع، سأذكر بعضَها فيما بعد.
3) والخطايا تشمل كلّ معصية وإثم وذنب وخطيئة... و[الْفرق بَين الْإِثْم والخطيئة؛ أَن الْخَطِيئَة قد تكون من غير تعمد، وَلَا يكون الْإِثْم إِلَّا تعمدا، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سميت الذُّنُوب كلُّها خَطَايَا، كَمَا سميت إسرافا، وأصل الإسراف مُجَاوزَة الْحَدِّ فِي الشَّيْء...
والْفرق بَين الْإِثْم والذنب؛ أَن الْإِثْم فِي أصل اللُّغَة التَّقْصِير؛ أَثم يَأْثَم إِذا قصر،...
والذَّنب؛ مَا يتبعهُ الذَّم أَو مَا يتبع عَلَيْهِ العَبْد من قَبِيح فعله]. الفروق اللغوية للعسكري (ص: 233).
4) تكررت كلمة خطاياي في كلِّ فقرة من فقرات هذا الدعاء:
ففي الفقرة الأولى؛ دعا بالمباعدة عنها، وفي الثانية؛ دعا بالتنقية منها، وفي الثالثة؛ دعا بغسله والتطهير منها، أو بغسلها منه.
5) المباعدة عن الخطايا كما بين المشرق والمغرب هذا على المجاز، والحقية إزالتها بالكلية، وزوال أثرها، وليس إبعادها مع الإبقاء عليها.
6) والتنقية والتطهير والغسل منها باعتبارها نجس ودنس معنوي.
7) وغسلها من الجسد يكون بالماء والثلج والبرد على المجاز والتشبيه، والحقيقة ذهابها ومحوها.

8) [وَفِيهِ جَوَازُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلْآخَرِ: (بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي)، قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّه:ُ وَقَدْ كَرِهَهُ بَعْضُ السَّلَفِ، وَقَالَ: لَا يُفْدَى بِمُسْلِمٍ، وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ تَدُلُّ عَلَى جَوَازِهِ سَوَاءٌ كَانَ الْمُفَدَّى بِهِ مُسْلِمًا أَوْ كَافِرًا، حَيًّا كَانَ أَوْ مَيِّتًا،... وَاللَّهُ أَعْلَمُ]. شرح النووي (1/ 240).
وقال الزبير بن العوام: (جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ)، فَقَالَ: «فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي». (خ) (3720)، (م) 49- (2416).
 
أعلى