حاجة العباد الفقراء إلى الله الغنيّ

المشاركات
30
الإعجابات
15
#1

قال النبي ﷺ فيما رواه عن ربه جل وعلا أنه قال “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد ما نقص من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه” (رواه مسلم).
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15]​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المشاركات
30
الإعجابات
15
#2
اليوم الآخر: الإيمان بما بعد الموت

من فِتنة القبر:

وهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: (ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد)، ويُضل الله الظالمين فيقول الكافر: (هاه...هاه لا أدري)، ويقول المنافق أو المرتاب: (لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته).

ومن عذاب القبر ونعيمه:

كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلا تَبْكِي , وَتَبْكِي مِنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺقَالَ : " إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ , فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ : وَقَالَ ﷺ: مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا إِلا والْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ " (رواه أحمد)

فأما عذاب القبر يكون للظالمين والمنافقين والكافرين، وبعض عُصَاة المؤمنين، قال الله تعالى{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأنعام: 93]، وقال تعالى في- آل فرعون{ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر: 46]،

وفي حديث- زيد بن ثابت- عن النبي ﷺ قال: «فَلَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا ، لَدَعَوْتُ اللَّهُ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ، ثُمَّ أَقْبَل عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : «تَعوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» ، فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَقَالَ : «تَعوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ» ، فَقُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، قَالَ : «تَعوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» ، قُلْنَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، قَالَ : «تَعوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» (رواه مسلم).


وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين قال الله تعالى{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت: 30] وقال تعالى{ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ٨٣ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ٨٤ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ٨٥ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ٨٦ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٨٧ فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٨٨ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ٨٩ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩٠ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ٩١ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ٩٢ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ٩٣ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ٩٤ إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ٩٥ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [الواقعة:83 -

، وقال ﷺ في المؤمن إذا أجاب الملكين في قبره: «يُنادِي مُنَادٍ من السماء أن صَدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة، قال فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره» (رواه أحمد وأبو داود في حديث طويل).

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المشاركات
30
الإعجابات
15
#3
وقد سمي اليوم الآخر لأنه لا يوم بعده،

حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم،

وقد ورد له أسماء كثيرة في القرآن الكريم تدل على منزلته وعظمته وما يحدث فيه،

منها: يوم الواقعة ؛ لتحقق وقوعه ، والخافضة الرافعة ؛ لأنها ترفع قومًا في الجنة و تخفض آخرين في النار ،

ويوم الحساب والجزاء والدِّين ، ويوم الحاقة الذي تتحقق فيه أخبار الله تعالى ،

ومنها الطامَّة من طَمَّ الشيء إذا غلب ، والصاخَّة ؛ لأن النفخ في الصور يُورث الصممَ ،ويوم الوعيد ؛ لتحقق وعيد الله للكافرين ، ويوم الحسرة ؛ لما يكون فيه من الحسرات والندامات ،

ويوم التَّلاق ؛ لأن الجميع يلتقون في مكانٍ واحد ، ويوم الآزفة ؛ لشدة قربه ، ويوم التناد ؛ لما يكون فيه من النداءات فينادي أهلُ الجنة أهلَ النار وأهلُ النار أهل الجنة ،

ويوم عقيم ؛ لأنه آخر يوم لا يوم بعده ، والدار الآخرة ، ودار القرار ، والغاشية ؛ لأنها تغشى الناس ...إلى غير ذلك من أسمائها.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المشاركات
30
الإعجابات
15
#4
إن راحة النفس لا تتأتى إلَّا ب الإيمان بالله جل وعز، ونفس غير مؤمنة ستبقى خائفة وتائهة وضعيفة لا استقرار لها،

والإيمان الذي به النجاة هو الإيمان بالله، ومعناه التصديق الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه، وأنه الذي يستحق وحده أن يُفرد بالعبادة من صلاة وصوم ودعاء ورجاء وخوف وذل وخضوع، وأنه المتصف بصفات الكمال كلها، المنزه عن كل نقص وعيب جل وعز

ويتضمن الإيمان بالله: الإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وهذا الإيمان هو أصل سعادة الإنسان، بل هو جنة الدنيا للمؤمن، وخاتمته جنة الآخرة إن شاء الله.

الإيمان بالله نور إلى العدل، ونور إلى الحرية، ونور إلى العلم والمعرفة، ونور إلى الهداية، ونور إلى السكينة والأمان الروحي.

الإيمان شرعًا هو: «اعتقاد بالقلب وَقَولٌ باللسان معًا».

وإذا عُلِمَ هذا، فليعلم أن أساس قبول العمل عند الله هو الإيمان؛ لقوله جل وعز: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [الأنبياء: 94].
الإيمان الصادق حياة الأرواح وميدان الأفراح.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المشاركات
30
الإعجابات
15
#5
كل العباد تحتاج إلى الله تعالى؛ فالعبد يحتاج لملتجأ يؤمنه في كروبه، وهو مفطور على ذلك؛ لذا كان محتاجًا إلى ربه في كل أحواله، ساعيًا إلى رضاه جل وعز؛ لأنه ملاقيه.

فإذا افتقر العبد لله وقام بما عليه من واجبات، وأَيقن بما عِنْد اللهِ وصبر جعله الله من أَئمة الخَلق، فكان إمامًا يُقْتَدَى بِه

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]؛ ولذا جعل الله الصبر واليقين سبب للإمامة في الدِّين.

والخلق مفطورون على التعلق بالخالق جل وعز، وكذلك مفطورون على محبة المحسن لهم والمتفضل عليهم، وهو الله جل وعز.
من كرم الله للعبد أن ييسر له التعرف عليه.

شرف العلم بالله عز وجل
شرف العلم بشرف المعلوم، ولا أشرف من الربِّ جل وعز ومعرفة صفاته وأسمائه وموجب حكمته وحقه على خلقه جل وعز؛ لذا كان التوحيد لُب الدين، وكان قرابة ثُلُث القرآن الكريم تقرير صريح للتوحيد.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المشاركات
30
الإعجابات
15
#7
إن ضعف الإيمان من أقوى الأسباب الدافعة إلى كراهية الدنيا والعمل على التخلص منها بشتى الطرق.

ومن أكثر القصص العجيبة في ذلك:

• نجد في أستراليا: جهاز الانتحار الذي يطلق عليه اسم (حقيبة الخروج)، والذي يتم طلبه بالبريد من كندا، يحقق مبيعات كبيرة في البلاد.
ويبلغ سعر الجهاز (30) دولارًا أمريكيًّا، ويأتي معه حقيبة خاصة مصنوعة من البلاستيك لإزهاق الروح عن طريق الاختناق.
ويستخدم هناك بصورة شائعة جدًّا.
*****

• وفي بريطانيا: قامت إحدى النساء البريطانيات، والتي كانت تعاني من مرض يصيب الجهاز العصبي ويُفقد الإنسان القدرة على الحركة برفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في لندن للحصول على تصريح يسمح لزوجها بمساعدتها في إنهاء حياتها.
******

هكذا تعيش المجتمعات والأفراد التي لا تعرف طريقها إلى الله، فالحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة الإيمان وكفى بها نعمة، اللهم ثبتنا يا الله...




تمنع الروابط الخارجية
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المشاركات
30
الإعجابات
15
#8
أيها العبد الفقير لا حياة لك بدون الله الغني! ...
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].

لا يريد الله لك إلا كل خير، عطاؤه سبحانه بلا حساب ولا مقابل .... يناديك ربك يا عبادي ...فهل تختار أن تكون من عباده فتسير على هديه وصراطه المستقيم أم تأبي السير على هذا الطريق وتسلك طرق الشيطان المتعرجة؟! ...تعال معي واستمع لنداء الله عز وجل واختار السبيل...
قال النبي ﷺ فيما رواه عن ربه جل وعلا أنه قال« يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عباديكلكم جائعٌ إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد ما نقص من ملكي شيئًا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» (رواه مسلم)

يمنع وضع روابط خارجية سواء مخفية او ظاهرة
منقووووووووووووووووووووووووووووووووول
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى