- المشاركات
- 6,283
- الإعجابات
- 1,840
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد وعلى أله وأصحابه وأتباعه الى يوم الدين ومن سن بسنته وأقتفى أثره الشريف
أما بعد .....
أحبابي في الله أخواتي بناتي
* لايخفى على الجميع بأن القرأن كتاب الله تعالى الكريم بعثه على لسان جبريل
* عليه السلام * لنبينا محمد * صلى الله عليه وسلم *
ليكون رحمة للعالمين
وهذا الكتاب العزيز نور وعلم وبيان لكل ما يحتاجه الإنسان والبشرية جمعاء
في هذه الحياة الدنيا ولولاه لكان الإنسان مثل جهاز معقد من غير ( كتيب التعليمات ) ولله المثل الأعلى
وكل هذه الاوجاع واألام من الحروب والفقر والامراض المستعصية والزلازل والفيضانات وتغير المناخ وكذلك صعوبة العيش ونقص الرزق وقلة الذرية
وعدم الراحة وضيق الصدر و...... مع كل هذا التقدم والتكنلوجيا والأجهزة المتطورة لم يكن في أسلافنا إلا حصيلة البعد عن هذا القران وسنن نبينا
الكريم * صلى الله عليه وسلم *
* كانوا وقت نزول هذا القرأن مع صعوبة الحياة وعدم توفر الوسائل كانوا الصحابة * رضوان الله عليهم جميعا * سعداء وطيبوا النفس وفرحون إلا بتمسكهم بهذا الكتاب العزيز وأخذه منهج وشريعة لحياتهم
قال تعالى في
سورة الإسراء / 9
( إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )
التفسير :
يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن الذي أنـزلناه على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يرشد ويسدّد من اهتدى به (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يقول: للسبيل التي هي أقوم من غيرها من السبل ، وذلك دين الله الذي بعث به أنبياءه وهو الإسلام، يقول جلّ ثناؤه: فهذا القرآن يهدي عباد الله المهتدين به إلى قصد السبيل التي ضل عنها سائر أهل الملل المكذبين به.
* اليوم نتكلم عن أيات كريمات تحتاج لها البشرية أكثر من أي وقت مضى
قال تعالى في
سورة نوح
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)
التفسير :
{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ } أي: اتركوا ما أنتم عليه من الذنوب، واستغفروا الله منها.
{ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا } كثير المغفرة لمن تاب واستغفر، فرغبهم بمغفرة الذنوب، وما يترتب عليها من حصول الثواب، واندفاع العقاب
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11)
ورغبهم أيضا، بخير الدنيا العاجل، فقال: { يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا } أي: مطرا متتابعا، يروي الشعاب والوهاد، ويحيي البلاد والعباد.
وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)
{ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } أي: يكثر أموالكم التي تدركون بها ما تطلبون من الدنيا وأولادكم، { وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } وهذا من أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها.
* هذه الأية الكريمة أولا تحثنا على الأستغفار المحتاج له العبد في كل أن وحين وخاصة في هذا الزمان المليء بالفتن ومغريات وضعف النفس وكثرة الشبهات والشهوات
ما بالك بالحبيب المصطفى * صلى الله عليه وسلم * يقول :
(واالله إنـي لأسـتغفر االله وأتـوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّة)
صحيح البخاري
* وهو المصطفى والمختار والقدوة الحسنة والأمام الصالح والصادق الأمين
الذي غفر له ماتقدم من ذنب وما تأخر
قال تعالى في
سورة الفتح
(إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا /2
التفسير :
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1)
هذا الفتح المذكور هو صلح الحديبية، حين صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء معتمرا في قصة طويلة، صار آخر أمرها أن صالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على وضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين، وعلى أن يعتمر من العام المقبل، وعلى أن من أراد أن يدخل في عهد قريش وحلفهم دخل، ومن أحب أن يدخل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقده فعل.
وبسبب ذلك لما أمن الناس بعضهم بعضا، اتسعت دائرة الدعوة لدين الله عز وجل، وصار كل مؤمن بأي محل كان من تلك الأقطار، يتمكن من ذلك، وأمكن الحريص على الوقوف على حقيقة الإسلام، فدخل الناس في تلك المدة في دين الله أفواجا، فلذلك سماه الله فتحا، ووصفه بأنه فتح مبين أي: ظاهر جلي، وذلك لأن المقصود في فتح بلدان المشركين إعزاز دين الله، وانتصار المسلمين، وهذا حصل بذلك الفتح.
لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2)
ورتب الله على هذا الفتح عدة أمور، فقال: { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ }
وذلك -والله أعلم- بسبب ما حصل بسببه من الطاعات الكثيرة، والدخول في الدين بكثرة، وبما تحمل صلى الله عليه وسلم من تلك الشروط التي لا يصبر عليها إلا أولو العزم من المرسلين، وهذا من أعظم مناقبه وكراماته صلى الله عليه وسلم، أن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
{ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } بإعزاز دينك، ونصرك على أعدائك، واتساع كلمتك، { وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } تنال به السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي.
* وبذلك تبين لنا بأن بكثرة الإستغفار نحصل على المغفرة من عند
الله تعالى وننال رضاه وكذلك زينة الحياة الدنيا والعيش السعيد الرغيد
* ويجب أن لا يكون الإستغفار فقط بالسان وإنما بحضور القلب والجنان
* يجب عند الإرتكاب المعاصي والذنوب الإسراع بالرجوع وكثرة الإستغفار لأن صغائر الذنوب تمحى بإذن الله تعالى بالحسنات والصدقات أما كبائر الذنوب فتحتاج الى التوبة والإستغفار
:
أستغفر الله وأتوب أليه
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب أليه
اللهم أغفر لي ولوالدي والمؤمنين يوم يقوم الحساب
وجزاكم الله خيرا
أستفدت من :
المصحف الإلكتروني(جامعة الملك سعود)
تفسير السعدي
الدرر السنية
"
"
ربي زدني برحمتك علما نافعا
ـــــــــ