- المشاركات
- 6,334
- الإعجابات
- 1,851
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر ولله الحمد
اللهم بكرمك ورحمتك أغفر لنا وأهلنا ولجميع أخواتنا في لك الغالية
في هذه الأيام المباركات
الصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد وعلى أله وأصحابه وأتباعه ومن أهتدى بهداه الى يوم الدين
قال تعالى في كتابه العزيز:
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ( 114) هود }
{ قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ ( 31 ) ابراهيم }
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ( 5 ) البينة }
هذه الأيات وكثير من الأيات الأخرى يحثنا الله تعالى فيها على أقامة الصلاة وأدائها على الوجهها المطلوب وفي أوقاتها المحدد ولا نتهاون ونتكاسل في أدائها
(((( في سياق حديث القرآن عن استقبال القبلة - وهو شرط من شروط صحة الصلاة - جاء قوله تعالى : { فاستبقوا الخيرات ( البقرة:148) }، وهذا ( أمر) عام بالمسارعة في فعل الطاعات ، و(الأمر) - كما يقول أهل الأصول - يفيد الوجوب، ويقتضي الفور.
وقد ذهب العلماء - اعتماداً على سياق الآية - إلى أن الأمر بـ(المسارعة) هنا المراد منه المسارعة إلى ( الصلاة) . وهذا يعني - بمقتضى صيغة الأمر- فرضية المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها، ويعني من جملة ما يعني أيضاً : أن تأخير الصلاة عن وقتها لغير سبب مشروع إعراض عن أمر الله سبحانه، وفي هذا ما فيه من التعرض لسخط الله . ( إسلام ويب ) ))))
والأيات في سورة الماعون ينبه المصلين في عدم التهاون في أدائها
قال تعالى :
{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ*الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ*وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ }
«فويل للمصلين». فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون، لا يقيمونها على وجهها، ولا يؤدونها في وقتها. (تفسير الميسر )
«الذين هم عن صلاتهم ساهون» غافلون يؤخرونها عن وقتها. ( تفسير الجلالين )
«الذين هم يراءون» الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس. (تفسير الميسر )
((((الآية على ظاهرها، والويل إشارة إلى شدة العذاب، والله - سبحانه - يتوعد المصلين الموصوفين بهذه الصفات التي ذكرها - سبحانه - وهي قوله : { الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } ، ليس سهوهم عنها الترك، لأن الترك كفر أكبر نسأل الله العافية، ولكنه نوع من التساهل كتأخيرها عن أدائها في الجماعة، والتهاون في بعض مكملاتها التي يجب أن تفعل، ونحو ذلك مما يتعلق بالنقص فيها، فهذا فيه الوعيد، أما إذا تركها عمداً، فهذا يكون كافراً كفراً أكبر وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، ولقوله -عليه الصلاة والسلام -: ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذان الحديثان وما جاء في معناهما حجة قائمة، وبرهان ساطع في كفر تارك الصلاة نعوذ بالله، وإن لم يجحد وجوبها، لكن إذا تساهل فيها بأن تساهل في أدائها ولم يؤدها كما يجب، أو تأخر عن أدائها في الجماعة فهذا يعتبر من السهو عنها. أما السهو فيها فهذا ليس به شيء، وليس فيه وعيد، فقد سها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسها المسلمون، فالسهو يقع من المؤمن في الصلاة، وبين النبي -صلى الله عليه وسلم - أحكامه، ولكن المقصود السهو عنها، وذلك بالتساهل والتهاون في أدائها كما أوجب الله، وأعظم من ذلك وأدهى وأمر الريا نسال الله العافية، كعمل المنافقين، فإن المنافق كفره أشد من كفر الكافر، فإذا صلاها رياءً لا عن إيمان بأنها فرض عليه، فإنه يكون كافراً وصلاته باطلة، فإن صلاها رياءً نافلة بطلت أيضاً. فالواجب أن يصلي المؤمن لله وحده، يريد وجهه الكريم، ويريد الثواب عنده - سبحانه وتعالى -، ولعمله بأن الله فرض عليه الصلاة الصلوات الخمس، يؤديها إخلاصاً لله وطاعة لله وتعظيماً له، وطلباً لمرضاته -سبحانه وتعالى -. ومن صفاتهم أنهم يمنعون الماعون، الماعون فسر بالزكاة، وأنهم يمنعون الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } [البينة: 5] وقال تعالى: { وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ } [البقرة: 43]، وقال قوم آخرون من أهل العلم : إنه العارية الذي يحتاجها الناس ويضطرون إليها، كالدلو لجلب الماء، والميزان للحاجة، والقدر للحاجة، ونحو ذلك، ولكن منع الزكاة أعظم وأكبر، فينبغي للمؤمن أن يكون حريصاً على أداء ما أوجب الله، وعلى مساعدة إخوانه عند الحاجة، بالعارية، لأنها تنفعه إخوانه، وتنفعه أيضا ولا تضره، فينبغي له أن يساعد بالماعون الذي يحتاجه جيرانه وإخوانه من قدرٍ أو ميزان أو دلو أو غير هذا مما يحتاجه الجيران، والله ولي التوفيق. جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم. ( الشيخ أبن باز رحمه الله) ))))
التعديل الأخير: