الصدقة الجارية هي سر سعادة كل إنسان

المشاركات
1
الإعجابات
0
#1
.. الصدقة الجارية هي إحدى السنن والفضائل -القليلة- التي يحرص عليها الكثيرون اليوم، كل بحسب نصيبه من العلم ووعيه الديني وإمكانياته المالية، بل وحسب مفهوم الصدقة الجارية لديه.

..وذلك -ربما- لما تشتمل عليه من دوافع انسانية تتعلق بالرغبة في البقاء ولو بالعمل، أو تقديم شيء لعزيز قد ينفعه بعد أن رحل عن الحياة، فضلا عن كونها استداركا لما فات البعض من الأجر والبر، ووسيلة -إن أمكن- لمحو شيء من الذنوب، بعد أن لا يكون أمامنا إلا مواجهة الجزاء.

وهي كذلك وسيلة لنفع الناس وتخفيف معاناتهم، وتلبية احتياجاتهم, وقد فتح الله بها بابا عظيما لنيل الثواب وارتقاء الدرجات.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) حسنه الألباني.

واليوم حيث لا يخفى على أحد ما اشتدت إليه حاجة المسلمين النازحين هربا من الموت أو فرارا بدينهم من الاضطاد والظلم، من بناء المجتمعات العمرانية وتوفير العمل الشريف، والمشفى المجهز والمكان التعليمي المناسب لأبنائهم، فضلا عن زراعة الأشجار وحفر الآبار وبناء المصانع التي توزع عليهم المنتجات بأسعار زهيدة.

كما لا يخفى على أحد حاجة الكثير من البلدان الإسلامية إلى أماكن تأوي الأطفال الهائمين بالشوارع، والنساء والمسنين الذين لا عائل لهم ولا عائلة.

بل وانتشار المجاعات والأوبئة في بعض البلدان، فلا يجب أن يقف ثواب الصدقة الجارية دائما في أذهاننا على الأمور التقليدية التي يفعلها الجميع حتى إن أحدا في بعض الأماكن ما عاد يحتاج إليها.

ولا بأس أن يوقف الغني مالا لبعض أهله -كما فعل بعض الصحابة- ليكفيهم حاجة يخشاها عليهم.

كمن يجعل بيته وقفا للمسنين من عائلته، أو لليتامى منهم, أو للمطلقات والأرامل من أبنائه، أو أن يجعل شجرا ونخلا له وقفا للفقراء من أبنائه.

ولقد كانت الأوقاف من فضائل الأغنياء المشهورة، لتأثيرها العظيم والعميق في حياة الكثيرين ممن كانوا ينتفعون بها، ولا زالت آثارها شاهدة على ذلك حتى الآن في كثير من الدول العربية والإسلامية، وإن كانت مصابيحها قد خبت في السنوات الماضية، وأصبح من النادر أن تسمع عن غنيا أوقف مالا لله، بمعنى أن يحبس أصلا، ويصرف ريعه في سبيل الله، إلا أننا نرجو أن تعود قريبا إلى حياتنا، مع باقي الصدقات الجارية مثل المساهمة في بناء المساجد، وحفر الآبار، وزرع النخيل والأشجار، وطباعة الكتب النافعة والمصاحف، والمساهمة في بناء دور الأيتام ودور المسنين، والمدارس، والمشافي وكفالة الأيتام و طلاب العلم.
 
أعلى