أخطاء لغوية متفشية بشدة ( متجدد )

المشاركات
31
الإعجابات
29
#1
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام عـلى عـبده الذي اصطـفى ، وعـلى آله وصحبه ومن سار عـلى نهجهم واقتفى ، وبعـد :

أحييكم بأزكى تحية عُرفت على مر الزمان / السلام عـليكم ورحمة الله وبركاته :

هنا سأباشركم بإذن الله بتصحيح الكثير من أخطاء اللغة التي أراها ، ومما راق لي نقله اليكم من مكتبتي
ولئلا أطيل أكثر فإليكم أولها :


التحدث وقول ( أعـتـقـد ) في كثير من الأمور مع أن أصل كلمة ( الاعـتقاد ) هو الجزم والتوكيد ...

فإن كنتم ممن يدرس عـلم العـقيدة فستدركون ذلك بلا أدنى شك ، والسبب في أن مسمى ( العـقيدة ) هو الجزم التام ، ولا يتطرق الشك إليها بأي شكلٍ من الأشكال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن كان كلامي مبهماً فإليكم التوضيح :


تعـريف العـقيدة :

العـقيدة في اللغة : من العَـقْـد : وهو الرَّبطُ ، والإبرامُ ، والإحكامُ ، والتَّوثُّقُ ، والشَّدُّ بقـوة ، والتماسُك ، والمُراصَّةُ ، والإثباتُ ؛ ومنه اليقين والجزم.

والعـقد نقيض الحل ، ويقال : عـقده يعـقده عـقداً ، ومنه عـقدة اليمين والنكاح ، قال الله تبارك وتعـالى: {{ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْـوِ فِي أيْمانِكُمْ ولَكِنْ يُؤَاخذُكُمْ بِما عَـقَّـدْتُّمُ الأيْمَانَ }.

والعـقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معـتقده . والعـقيدة في الدين : ما يُقْصَدُ به الاعـتقاد دون العـمل ؛ كعـقيدة وجود الله وبعـث الرسل ، والجمع : عـقائد . وخلاصته : ما عـقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به ؛ فهو عقيدة ، سواءً ؛ كان حقاً ، أو باطلاً.
وفي الاصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصَدَّقَ بها القلب ، وتطمئن إليها النفس ؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب ، ولا يخالطها شك. وسميت عقيدة ؛ لأن الإنسان يعـقـد عـليها قلبه.



العـقيدة الإسلامية :

هي الإيمان الجازم بالله تعالى ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغـيب ، وأُصول الدين ، وما أجمع عـليه السلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى في الأمر ، والحكم ، والطاعة ، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

والعـقيدة الإسلامية : إذا أُطلقت ؛ فهي عـقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعـباده ، وهي عـقيدة القرون الثلاثة المفضلة ؛ من الصحابة والتابعـين وتابعـيهم بإحسان.

وللعـقيدة الإسلامية أسماء أخرى عـند أهل السنة والجماعة ، ترادفها وتدل عليها ، منها : ( التوحيد ، السنة ، أصول الدين ، الفقه الأكبـر ، الشريعة ، الإيمان ) هذه أشهر إطلاقات أهل السنة على عـلم العـقيدة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقد عـلمتم تواً بأن الاعـتقاد من العـقيدة ؛ والعـقيدة أصلها جزمٌ وتوكيد ، والمغـزى من كل هذا :
هو أن الجميع يستخدم كلمة ( أعـقـد ) في أمور الشك ، ومثال ذلك هذا السؤال وإجابته :


الأول : هـل تظن بأنها ستمطر ؟
الثاني : أعـقـد ذلك.


ــــــــــــــــــــــــــــــــ

فالآن أتى بـ ( أعـتقـد ) وهو غير متأكـد ، ولو كان واثقاً جداً لقال : نعـم ستمطر حتماً. ولو كان واثقاً فقط لقال : نعـم ستمطر.

والناس يضعونها بقـصد الظن دوماً ، مع أن أصلها اللغـوي توكيد عـظيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

فبدلاً من الوقوع في هذا الخطأ الكبير عـليكم باستبدالها وببساطة بـ ( أظن ) لأنها مأخوذةٌ من فعـل الشك ( يظن ) والتي بمعـنى ( يشك ) ، وكلمتي ( الظن ) و ( الشك ) متفرادفتان أي بنفس المعـنى.


ويُطلق الظن أيضاً على اليقين كقوله تبارك وتعالى : { الذينَ يَظنُّونَ أنَّهم مُلاقُوا رَبِّهِم } ( البقرة : 46 ).

وكذلك العلم يطلق على اليقين ويطلق على الظن الراجح كقوله تعالى { فإن عَلِمتُمُوهُنَّ مُؤمِنَاتٍ فلا تَرجِعُوهُنَّ إلى الكُفَّار } ( الممتحنة : 10 ) ،
وقوله : {
فكاتِبُوهُم إنْ عَلِمتُم فِيهم خَيْرا } ( النور : 33 ).


فهذه الألفاظ : ( الاعتقاد ، العلم ، الظن ) متقاربة وبها بعض الترادف.


وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

 
المشاركات
31
الإعجابات
29
#3
وبارك فيك وجزيتي خيرا لمرورك
وصدقتي ليس التحضر بالتانق وليست الثقافة بحلو الكلام
بل بصدق العمل وطيب القلب وحسن الخلق
جعلني الله واياك من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
امين
 

وردة البنسفج

مشرفة المجلس العام
طاقم الإدارة
المشاركات
9,817
الإعجابات
1,134
#4
يعطيك العافيه نقل موفق
كما قالت وعود اللغه العربيه في تراجع كبير
نسأل الله السلامه
 
المشاركات
6,334
الإعجابات
1,850
#5
بورك الله فيك وفي أهلك
جعله الله في ميزان حسناتك

( أعـتقـد ) ما ذكرتها هنا كلها صح:)
كلمة ( أعتقد );)
 

زهرة الشآم

مشرفة فيض القلم
المشاركات
5,488
الإعجابات
87
#6
بارك الله فيك كلام هادف ومفيد
أضيف لو سمحت لي أن الشك والظن مختلفين نسبياً
فالشك هو تساوٍ بين طرفين، يعني 50%
أما الظن فهو ترجيح أحد الأمرين على الآخر، وفي الآية
"وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً"
وطبعاً للظن المعنى الثاني الذي تفضلت به سابقاً وهو اليقين

ومع ذلك استخدم بعض العرب القدامى كلمتي الاعتقاد واليقين بمعنى الشك
على مبدأ أن الإنسان قد يعتقد ويخطئ في اعتقاده
واستخدموا كذلك "غالب ظني" و "أكاد أجزم"

والله أعلم
نشكرك لهذا الطرح الجميل
واعذريني على إطالة ردي
وآمل شخصياً أن تطرحي لنا المزيد
فموضوع كتصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة يستحق الوقوف عليه
بوركت
 
أعلى