سفينة الحياة الزوجية

يتقدم الزوج لزوجته طالبا يدها.. وهو في غاية السرور إنه يحلم بحياة هادئة
مستقرة..مفعمة بالحب..مليئة بالتفاؤل..
لطالما رسم في مخيلته حياته السعيدة بعد
الزواج..لقد سرح بخياله كثيرا مع أحلامه الوردية..
وتلك لطالما رسمت صورة رائعة لشريك حياتها..ولطالما سبحت في عالم الخيال..
وهي تحلم بذلك الإنسان وكيف ستعيش معه حياة هانئة سعيدة بكل المقاييس..
بل إنها تمني نفسها بحياة أسعد وأفضل من الحياة التي تعيشها بين أهلها..
ينتظران زواجهما على أحر من الجمر..حتى إذا ما اقترب موعد زواجهما
خفقت قلوبهما فرحا واستبشارا..
وبعد الزواج يعيشان فترة من السعادة والاستقرار..ولكن
ما تلبث أن تظهر إحدى المشكلات البسيطة وحينما لا يحسن الزوجان التصرف معها بحكمة..
تنقلب تلك السعادة إلى هم وشقاء..وبعد أن كان الزوجان صديقين حميمين..
وعاشقين متيمين..وإذا بهما عدوان لدودان..تكثر الخصومات والشجارات..
ويصبح كل منهما يثأر لكرامته كما يزعم!!

إن الحياة الزوجية شراكة يهتم كل من الشريكين بنجاح تلك الأسرة وسعادتها..
فلم يدخل البعض عند حدوث المشكلات بين الزوجين كلمة “الكرامة”..
إذا أخطأ أحد الزوجين واعتذر للآخر عن خطأه..هل نعتبر هذا الاعتذار إهانة!!
إذا تنازل أحدهما عن شيء من حقه للآخر..هل يعتبر إهانة!!
إذا كان الزوجين يفكران بهذا النوع من التفكير فاعتقد أن حياتهما ستأخذ أحد
منحنيين..إما بقاء الأسرة مفككة مهلهلة تكثر فيها المشاكل والنزاعات..
أو ينتهي الأمر إلى فشل الحياة وبالتالي الطلاق..
إن الحياة الزوجية تشبه السفينة..لها قائد وبها ركاب..فالجميع يحرص على سلامتها
ووصولها إلى بر الأمان..
فمتى ما نازع أحد الركاب القائد على القيادة فإن هذا قد يكون سببا للغرق والهلاك..
وهكذا الزوج جعله الله قواما على أسرته مسؤولا عنها وهي قوامة تكليف لا تشريف..
فعلى زوجته الانقياد والطاعة في المعروف وعدم منازعته القيادة..
إذ كيف تسير السفينة بقائدين!!
كما أن على الزوج تفهم حاجات زوجته ..وأن يكون سلسا في القيادة هينا لينا في موضع
اللين..شديدا وصلبا في موضع الشدة..
والغالب أن كثيرا من الأزواج الأسوياء إذا رأوا من زوجاتهم الطاعة والمحبة والتفاهم
فإنهم يلينون كثيرا معهن بل ويصدرون كثيرا عن آرائهن ومشورتهن..فيشعر
الزوج أنه لا يستطيع الاستغناء عن زوجته ..
والسبب أن تلك الزوجة عاقلة لبيبة عرفت كيف تتعامل مع زوجها..ولم تنازعه القيادة

بقلم أبو خالد

قد يعجبك أيضاً ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *