ماذا حدث هذه الليلة في مجمع سوق الراشد بالخبر بعد صدور قرار 841/خ !
لقد قصَّ الله تعالى علينا أخبار الأمم السابقة والعواقب الوخـيـمـة التي انتهــوا إليها حين شاعت فيهم الانحرافات والمخالفات دون أن يرفع أحد منهم رأســاً أو يقول كـلـمـة لأولئـك الذين يستعجلون أيام الله لأنفسهم ولأممهم فقال تعالى: ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) [المائدة:78-79]
وإن كل مـجـتـمع مهما بلغ من الـفـضل والرقي لا يستغنى عن شريحة فيه تتمثل فيها المثل العليا لذلك المجـتـمـع تـحـفــظ عـلـيه وجوده المعنوي المتمثل في عقيدته وأخلاقه وضوابط وعلاقاته .
وإن هؤلاء الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر يملكون من التوهج في أرواحهم والحيويــة في نفوسهم ما يجعل همَّ مجتمعهم همهم الأكبر، فيسعد بهم ذلك المجتمع إذ يحفظون علـيه توازنه واستقامته وشروط استمراره، وكما لا يشترط لصحة المجتمع جسمياً وبيئياً أن يكون كل أفراده من الأطباء كذلك لا يشترط في المجتمع المسلم أن يكون كل أفراده من الدعــــاة الناصحين ولكن ينبغي أن تتوفر نسبة كافية في المجتمع مسموعة الصوت واضحة الـتـأثـير تملأ الفراغ الثقافي وتملك من الوسائل المؤثرة ما يسمح باستمرار وضوح جادة الحق والخـير والصواب ويسمح باستمرار سنة المدافعة بين الحق والباطل على وجه مكافىء وهذا ما يشير إلـيه قوله عز اسمه: ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَــــنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)) [آل عمران:104].
وقــد جــــرت سـنة الله في الابتلاء أن تلقى هذه الفئة الطيبة الخيرة المُحَارَبة دائماً وتلقى الأذية والعنت ومـــا ذلك إلا لأنها تسير في الاتجاه المضاد لأهل الشهوات والأهواء الذين يمـكـن أن نسميهم بـ ( المختزلة ) حيث يكثفون هموم البشرية كلها في هم واحد هو همهم، ويتجاوزون رغبات الخلق ومصالحهم مهما عظمت إلى رغباتهم ومصالحهم هم، وعلى كل حال فإن الذي يظن أنه باستطاعته أن يسير في دروب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مقوماً للـمـعــوج ومحارباً للأهواء والشهوات وناصراً للمظلوم ثم لا يلحقه شيء مما لحق بهم فهو واهــــم فــي ذلك وإلى هذا أشار لقمان وهو يعظ ابنه حين قال: ((يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)) [لقمان:17] فقد أشعر ابنه بما يلحقه من الأذية إذا هو قام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن نــظـــراً للأخطار التي تهدد الأمة بخلوِّها من هذه الشريحة المباركة التي تعد قلبها النابض وبصيرتها النافذة فإن الله تعالى قرن محاربة هذه الفئة بالكفر به وقتل رسله حيث قـــال جلَّ وعــلا: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُـــرُونَ بِـالْقـِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ)) [آل عمران:21-22].
إن هذه السفينة تمثل المجتمع الإسلامي الذي توحدت عقائده وتوحد اتجاه سيره وتوحدت غاياته والمخاطر والتحديات التي تواجهه، وإن القائم في حدود الله تعالى هو تلك الفئة الصالحة الملتزمة بشرع الله الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر، وإن الواقعين فيها هم أولئك الذين ينتهكون حرمات الله من ترك الواجبات والوقوع في المحرمات .
أيها الأخوة :
لقد أثلجت صدورنا وصدر كل مؤمن غيور على محارم الله ما رأيناه وسمع به كل من ذهب إلى سوق مجمع الراشد ورأى رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهم يطبقون حكم التعزير في أحد المعاكسين وكان أول جلد يقام في تاريخ المجمع هو يوم الأحد ليلة الاثنين الموافق 19/2/ 1422هـ بعد صدور قرار الإمارة رقم 841/خ بجلد المذكور ثلاثون جلدة .
واليوم الاثنين ليلة الثلاثاء الموافق 20 / 2/ 1422هـ يصدر القرار الثاني في جلد أٍيضاً أحد المعاكسين داخل مجمع الراشد وعند النافورة الكبيرة وقد تلي البيان عبر إذاعة المجمع مما أدى إلى حضور كل من كان في المجمع لشهود هذا الجلد وقد جلد المعاكس خمس وثلاثون جلدة عند الساعة التاسعة مساءا نسأل الله أن يصلح حاله وأن يهديه وأن يشرح صدره للهدى وأن يهدي جميع شباب وفتيات المسلمين وأن يردهم إلى دينه رداً جميلاً .
كما نسأل سبحانه وتعالى أن يكتب الأجر والمثوبة لكل من تسبب في إصدار مثل هذه القرارات وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة وأن يوفق جميع الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في كل مكان وأن يحفظهم ويبارك فيهم وأن ينصرهم ويمكن لهم في الأرض ويجعلهم غصة في حلوق المنافقين والعلمانيين وكل من يسعى إلى خرق السفينة .
(منتدى الفوائد )
الروابط المفضلة