أختي الفاضلة ....
السلام عليكم رحمة الله وبركاته ،
فيسرني أن أتوجه إليكم بالشكر الجزيل على جهدكم المبارك في إثراء المنتدى بالمشاركات ؛ فإن الناظر إلى سجلكم على قصر مدة تسجيلكم يجد عملكم وجهدكم ماثلاً ، فبارك الله فيكم ، وسدد خطاكم على طريق الحق ، وأنار بصركم وبصيرتكم إلى الخير وبالخير .
أختي الفاضلة ،
إننا - كما تعلمين - في هذا المنتدى المبارك أسرة واحدة ، يجمعنا رباط الإيمان ، ومن أوجب واجبات الإيمان النصيحة ، ومن هنا وجدتُني ضاغطاً على قلمي - بل على لوحة المفاتيح !! - لأنصحكم بما أراه واجباً علي تجاهكم ، وأنتم - أختي الفاضلة - أهل للفضل ، وفقك الله ،
وإن كان موضوع هذه النصيحة شأناً عاماً كنت أزمعت الحديث عنه ، فلله الأمر من قبل ومن بعد .
أقول : إن وسيلة الانترنت من الوسائل الحديثة التي ينبغي أن تجير لصالح الدعوة ونشر الخير ، ومن الأمور السارة أن نجد منتديات ومواقع جادة اهتمت بهذا الأمر ، فكان من الواجب علينا أن ندعمها وأن نؤازرها .
ولكننا نجد أن بعض تلك المنتديات الإسلامية قد غشاها أناس مغرضون إما عن جهل وإما عن عناد ومكابرة ، وقد طفحت بغثهم تلك المنتديات ، إما بالنيل من العلماء والدعاة أو بنشر بدع محدثة وإذكاء مذاهب هدامة وإما بالسب والشتم واتهام النيات ، وإن لم تتحدث عن هذا ولا ذاك تكثرت من باطل القول وما لا فائدة منه أو نشرت أخباراً كاذبة ومزورة .
ولأن الواجب على المسلم أن لا يكثر الكلام فيما لاطائل تحته، وأن يتثبت في نقله كما قال تعالى { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً } ، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه : (( وكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال )) ، ولأنه لربما ترتب على نقله مفسدة فيلحقه إثمها ؛ لأن من دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر بمثل أوزار من تبعوه ، وفي الصحيح في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ((... وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه فإنه الرجل الذي يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق )) ، كان لزاماً عليَّ أن أنبه نفسي و أنبهكم أختي الفاضلة إلى هذا الأمر . خصوصاً وأن الكتابة في بعض المنتديات أشبهت الكتابة على الجدران أو الكتابة في .. .. ، بحيث يكتب الإنسان ما بخاطره دون أن يعلم بأن من ورائه من يقرأ أو ينقل عنه !!.
لقد وجدت كثيرين يذكرون من القصص والحكايات الغريبة بل يشهد القلب ببطلانها وكذبها ، تذكر إما لموعظة أو لشد انتباه القارئ ، ونسي كاتبها بأن الكذب من كبائر الذنوب ، وأن الدعوة إلى الله لا تكون بالكذب ، فما جعل الله شفاء الأمة فيما حرم عليها ، ثم قد يغتر بهذه الحكايات أو القصص بل وحتى بعض الأحاديث المكذوبة بعض الناس فينقلها إلى أكثر من منتدى فينتشر الكذب والزور ، وتكون الطامة الكبرى .
بل إن بعض أصحاب التوجهات الهدامة يتحينون الكتابة في المنتديات ، ويزخرفون العبارات حتى يخدعوا العامة ممن لا يعرفون مسالكهم ، ثم يدسون السم في الدسم ، وهناك من حسنت نيته ولم يعرفهم حق المعرفة ينقل كتاباتهم إلى منتديات أخرى .
نعم ، نقل الكتابات الجادة أمر لا بأس به ، ولكن يجب الحذر قبل النقل ، ويجب التثبت ، حتى تلك المقالات التي يُرى في ظاهرها الصلاح ينبغي أن تراجع من قبل أهل العلم قبل نشرها وتوزيعها ، فإن كان فيها مخالفة رد علي صاحبها ،
ومواقع العلماء والدعاة المشهود لهم بالصلاح معروفة ولله الحمد .
وخلاصة للكلام أقول :
1- على الإنسان أن يعلم خطورة الكلمة ، وأنه لربما تسبب في نقل كلمة ما إلى ما لا تحمد عقباه .
2- البعد عما لا فائدة فيه من الأخبار والموضوعات ، كتلك التي تتحدث عن أناس بأعيانهم دون فائدة داعية لذلك ، أو الطرف والنكت الباطلة .
3- المرء محاسب على ما يكتب ، فليكتب ما يسره في القيامة أن يراها .
4- الحذر من المنتديات التي انفتحت على مصراعيها لكل أحد ، فإن فيها من يدس السم في الدسم . كما يجب علينا أن نبحث عن المواقع الجادة والجيدة .
5- التريث في نقل أي خبر إلا بأن يتأكد الناقل من صحته من مصدر موثوق ، ولا يكتفى بالقسم أو بحدثنا ثقة أو شخص أعرفه .
6- الموضوعات التي يراها الإنسان جادة ومفيدة فلا بأس له أن ينقلها إذا كان عالماً بمحتواها ، فإن لم يكن عالماً وجب عليه أن يرجع لأهل العلم قبل أن يذيعها .
7- التثبت الشديد في نقل الأحاديث النبوية ، لأن الكذب عليه صلى الله عليه وسلم ليس ككذب على أحد .
8- على الكاتب إذا ما نقل من مصدر ما أن يوثق نقله وأن ينسب الكلام لكاتبه.
9- على الكاتب إذا ما كتب من نفسه أو نقل عن غيره أن يراعي حال المنتدى الذي يكتب فيه وما يناسبه من الكتابات ، فليس كل ما يعلم يقال .
أخيراً أعتذر لكم أختي الفاضلة إن شط بي القلم ، واعتذر إليكم أيضاً عن الإطالة ، وأطلب الإذن منكم في نشر هذه الرسالة في الركن العام دون الإشارة إلى لقبكم ،
وها أنا ذا قد أهديتكم ، ومن واجبكم أن تهدوني نصحكم ،
سدد الله خطاكم ، وغفر لي ولكم ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم
صوت الأحساء
--
الروابط المفضلة