يداعبني نسيم الأحباب بين الحين والآخر 00 فأنس به وأقضي جُلّ وقتي بقربه 00 ثم يحملني ويحلق بي عبر الآفاق البعيدة 00 وهناك تستقبلني أروع الذكريات 00 وتحتضنني بين ذراعي الحب والإخاء 00 ومن بينها ذكرى روعة اللقاء 00 وعبق الإخاء التي سرت في شراييني في تلك اللحظة ! عندما التقيت بها 00 كنت اتأملها وأرمقها بنظرات تقدير وإعجاب 00 وأحاول أن أعبر عن خلجات وجداني بتلك النظرات 00 وحينها شعرت بإحساس لامس شغاف قلبي00 وتغلغل في أعماقي 00 عندما رأيتها لأول وهلة 00 وكأنني أعرفها منذ زمن 00 كانت تخالجني مشاعر السعادة لمجرد رؤيتها وإن كان دون حديث 00 وحينها تولدت في أعماقي أمنية التقرب إليها ومآخاتها 00 مرت الأيام مسرعة ومازالت بقايا تلك الأمنية عالقة في ذهني 00 وفي ذلك اليوم ! ودون سابق عهد تحقق ما أتمناه 00 وعلى غير موعد التقينا 00 تعارفنا تآخينا 00 لحظات مرت كهمس النسيم عندما يداعب الأزهار بكل ود وحنان 00 ابتسم كلما تذكرت لحظة اللقاء 00 وتغمرني سعادة فائقة 00 عندما تغيرت ملامح وجهي في تلك اللحظة لفرحي الممزوج بخجلي 00 لساني تلعثم 00 وكلماتي تندفع بارتباك 00 عيناي لم تمتلكا الجرأة على النظر في عيناها اللتان تحملان كل معاني الود والحنان 00 والصدق والصفاء 00 خفضت عيناي بهدوء لشدة حرجي 00 شعرت بسعادة لا يمتلكها ولا يصفها غيري 00 تمنيت لو أنني طيراً يطير بالسماء 00 حياءاً وسعادة وشوقاً 00 مشاعر ازدحمت وتلاطمت في أعماقي 00 وأحاسيس كنسمات العطر تسري في عروقي 00 ويتغلغل شذاها في أعماقي 00 فلا أملك إزاء كل ذلك إلا أن أرفع أكفي لله تعالى على أن رزقني بأروع أختاً في الله كان اللقاء بها كأغلى هدية في حياتي وستبقى محفوظة مدى الدهر في صندوق فؤادي 00 فقد أصبحت بمثابة التوأم لروحي 00 والنبض لقلبي 00 والضياء لعيني 00 فلا أستطيع أن أألف بعدها عني 00 رغم أن الأقدار قضت ذلك 00 لكن حنيني للقائها يزداد يوماً بعد يوماً 00 فأنا بحاجة لصدرها الرحب 00 ولمودتها 00 ولحنانها الأخوي 00 فكل شيء فيها كان رقيقاً جميلاً هادئاً 00 أحببتها من أعماق قلبي بصدق وإخاء 00 ولا يصبرني عن بعدها إلا أملي باللقاء القريب بإذنه تعالى 00 الأمل الذي بنيناه معاً 00 الأمل الذي زرعته بين جوانحي 00 فنرتقي لنلتقي 00 واشتاق إليها في كل دقيقة وثانية 00 اشتاق إليها قلباً وقالباً 00 فقد التقت أجسادنا بعد زمناً من اجتماع أرواحنا00 رغم سيرنا بخطى متباعدة بهذه الحياة كالغرباء 00 فتعانقت الأرواح في السماء 00 وتعارفت قبل اللقاء في الأرض 00 فلما التقت تآلفت 00 كأنها ما افترقت أبداً !! وكأنها التقت دوماً!! فكتب الله لنا اللقاء في تلك اللحظات بعد زمناً من 00 فما أروعه من لقاء 00 وما أجمله من إخاء 00 فقد كانت نعم الرفيقة 00 وقد تعاهدنا دوماً على قطع الطريق 00 فكم تناصحنا00 وكم تواددنا 00 وكم تسامرنا 00 وهل جمعنا السمر ؟ بل جمعنا لقاء الحبيب في ليل السحر 00 تلقي كل منا دعوة صادقة لأختها بظهر الغيب بين يدي الإله 00 فما أعظم الحب في الله 00 وما أروع أن يجمعني الإله بمن أحببتها فيه 00 فرابطنا كان ولا يزال رابط العقيدة قبل العمل 00 وقد أحببتك يا أخية بحبك لله 00 ولو كان رابطنا هو الدنيا لما طال بنا الوصال ! ولأنفصم العرى الموثق قبل الاتصال 00 فما كان لله دام واتصل 00 وما كان لغيره أنقطع وأنفصل 00 فلله الحمد والمنة على اتصالنا 00 ونسأله تعالى الدوام 000
لكن هاهي ساعات اللقاء تتسارع لتمضي رفيقة دربي وترحل عني 00 هي في طريق وأنا في طريق00 وتغيب عن ناظري 00 فهل حقاً مضت ومضينا كلاً في طريق ؟ أحقاً كفاني سلام منها من بعيد ؟ وبقايا حديثاً شجياً ؟ سؤال يثور ! وعين تثور ! لذكرى بنفسي 00 لكن بالرغم من هذا البعاد لازالت حروف أسمها محفورة بخاطري 00 ولها علقت صورة بقلبي 00 غلافها روحي00 وبروازها عيني 00 لا يمحوها الزمن مهما طال المغيب 00 كيف لا وهي الساكنة بقلبي ! ورغم تلك اللحظات القاسية 00 لكن لن تنسيني أجمل تلك الذكريات 00 وسأرى ساكنة قلبي دوماً وهي تتوسط السماء بهدوء وجمال بين السحاب 00 تشع بضيائها 00 لتمتعني بصحبتها 00 وتسر عيني برؤيتها 00 عندما تظهر لي بصورة مكتملة 00 فهي بدر حياتي بين النجوم 00وبدر الوجود 00 وسأبعث لها مع تلك النجوم أصداء صوتي لتنبئها بحبي وأشواقي00 ولتصدح في كل الوجود بأن حبها سيدوم 00 ويدوم 00 ولن يزول مادام في جسدي روح 00
من تتوق للقياكِ 00 قطر الندى
الروابط المفضلة