إني اعشقك ...
وقفت أمام الشاطيء ، واخذت أتأمل شمس الأصيل المودعة خالعة وشاحهاالأرجواني على صفحة المياه ، وهي تحكي من خلال هذا المشهد الفتان قصة عشق طويلة اكتنفتها السنون وغذاها مرور الأيام . ----------------------------------------------------------------------
ارتدت لأذناي اصوات امواجه المتلاطمة بأحجار الشاطيء مكونة لحناً بدا لأذني رائعاً ، فعددت ما سواه من ألحان نشازاً.------------------------------------------------------------------
جلست على الشاطيء وأخذت يداي تعبث بذرات رمله الرطب ، ثم خاطبته قائلة : يا بحري العزيز إن فيك من الأسرار كنوزاً هائلة . إن شيئاً ما بداخلك يجذبني ، ياسرني ، يملك قلبي ، فيجعله يلقي لك بكل ما يحمل في جعبته ، هموم أفراح أحزان أتراح .---------------------
مذ كنت صغيرة ، وحتى كبرت وانا أعشقك ، وقد وددت في بعض اللحظات أن ألقي بنفسي على صدرك الحنون ليمسح بيده اللازوردية على صدري فيقضي على ما به من شقاء.
فأجابني البحر :أنا يا بنيتي مخلوق ضعيف لا أعادل ذرة في فلك الكون الواسع ، قد اكون ضخماً كبيراً بالنسبة لكونك ضئيلة الحجم ، ألم تري ما بهذا الكون من كائنات ....
ولكن طلبت مني أن ترتمي بين أحضاني ، ألم تسمعي بغدر البحر ؟ ألم تسمعي بفتكه للكثير ؟ فأجبت : بلى ولكن لا اصدق ، نعم لا اصدق أنك ترتدي خلف أقنعة سحرك الجذاب هذا غولاً مخيفاً يسمى الغدر ، فأنت تحمل بين طياتك كل الفوائدة والفرائد .. فمن جوفك نصطاد غذائنا ومن غوارك نستخرج حلينا ، ثم أنك تنقلنا من بلد لأخر دون ان تتذمر ، ثم إنه يكفينا أنك تمتعنا بمناظرك التي تخلب لب الناظر إليها بما تحمله من سحر.
أجابني : لقد صدقت ، ولكن قد علمتني الحياة مع البشر ألا أثق بكل ما يقال من وعود ، فليس كل ما يقال يصدق ، لأغلب الأمور ظاهر وباطن لا بد لنا من التمييز بينهما .
فتحت عيني وإذا بالقمر قد خلع وشاحه الشفاف على صفحة الأفق ، وقد تعلقت بعض قطرات الندى بأهدابه فحثثت الخطا عائدة لكوخي .
الروابط المفضلة