لوحة وفاء 00
لوحة وفاء 00
-----------------------------
على حافة الشط زرعت الأشجار وعند الصبح الباكر لا شيء يذكرني بالتسبيح سوة رؤيتها 00
وقرب الأشجار نهر الحب الذي أرى فيه كل يوم صورة وجهي فأعلم ان الصفاء مرآة شفافة 00تستطيع فيها رؤية ما حولك كما هو00
دون ان يقبح الصفاء شيء من الغبار 00
وقبل ان أودع قطرات النهر أردد أمنية 00
ليتنا ندرك معنى الحب حقيقة 00
ليتنا نجد من يدرك كنهه 00
ليتنا نجد في الدنيا محباً صادقاً 00 لنا 00
يستحق أن نهديه أثمن ما نملكه من المشاعر 00
كثيرون هم أدعياء الحب 00
وكثيرون ممن يدعون معرفته هم أجهل الناس به00
وقليل من00 قليل00 من قليل 00
هم الصادقون فيه 00
في كل يوم تشرق الشمس على قلبي 00
تزف لي طيوراً مغردة 00
إلا أن حمامتيّ نافذتي العتيقة أرى فيها الحياة وشيء من ذكرى الأصحاب 00
------------------------------------------
وعلى الجانب الآخر من مجرى النهر 00
كوخٌ صغير 00 خشبي الأبواب 00 مغبر النوافذ 00
وبقرب بابه القديم 00حوض الزهور 00
الذي ينعش الداخل له 00
وكأنه يرى في تلك الأزهار أسرار مجهولة 00
وبقايا حب 00
رسمته تلك الزهور بين بتلاتها 00
إلا أن حبيبها راحل 00فكانت الندى دموعاً صادقة من سبّلة قلبها 00
هكذا يخال لك عندما ترى حوض الزهور وقطرات الماء الوفية التي تسقيها منها فتاة الصدق 00
والتي عشقت حياة البساطة والصفاء ومعاني الحب الحقيقة 00
وعندما يأست من أن تجدها عند البشر 00
قررت الهجرة 00 فكل ما حولها يدل على أنها فتاة مهاجرة 00
كالموج 00 من موجة لأخرى 00
كالطيور من عش لعش00
مهاجرة حيث رغد العيش 00
والحياة الزهرية التي تريد 00
إلا أنها لم تكمل هجرتها 00
-----------------------------
في يوم اسودت فيه السماء 00
رعدت وبرقت 00
مطرت مطراً شديداً 00
حاولت سريعاً أن تدخل حوض الأزهار بيدها النحيلتين 00
داخل كوخها الصغير 00 حتى لا تموت الأزهار 00
التي هي بالنسبة لها00
الآحلام 00الآمال 00 الذكريات الراحلة 00والأحباب الواعدون 00
وفي الخارج 00
وهي تحمل حوض الزهار 00
جاءت عاصفة شديدة 00
وألقت بها في الأرض الرطبة من شدة المطر 00
توسدتها بألم شديد 00
يخال للرائي 00
وهو يرى الفتاة بين ركام الأزهار الساقطة من حولها 00
وبيديها زهرة وفاء قد أحبتها 00
وقد كتبت عليها يوماً أحرف أحبابها الواعدن لها بقربها يوماً 00
لا يخالها إلا زهرة من الزهور 00
لكن زهرة ذات روح صافية صادقة 00
وعندما لم تجد رفيق روحها البعيد 00
لم ترى من البشر سوى 00
تلك المخالب الحادة 00 او تلك النفوس الظالمة الجاهلة 00
قررت العيش هنا 00
لا شيء سوى ذكرى الأحباب 00 وسحر الطبيعة 00
الطيور 00 الزهو 00 الحمام 00
---------------------------
وتمر الأيام والفتاة مع الأزهار يرسمان معاً لوحة وفاء 00
ويخطان في صفحة الكون سطراً نادراً في حياة الأوفياء 00
وفي كل صباح تسقط الأشجار ورقة عزاء لفتاة الكوخ 00
وفي كل غروب تغني الطيور أغنية رثاء حزينة لعذراء الكون 00
لن تنساها حبيبات النهر وهي تبلها قدميها الحفيفتبن ثم تنتشي لبرودة النهر بعفوية الأطفال00
لن تنساها الطيور وهي تطعمها بيديها المعطائين حبوب القمح00
لن تنساها بذور الحقل وهي تسقيها الماء بكل جهد صادق وتفانٍ00
لن تنساها حمامتيّ نافذتها وهي تروي لهما حكاياتها الأليمة 00
لن تنساها الأزهار 00
لن تنسى قبلاتها الصغيرة 00 لن تنسى كلمات الحب 00والضحكات البريئة 00
لن تنسى حضنها الدافيء كل ليل 00
-----------------------------
وهــــــــــــــكذا 00
عُلقت لوحة الوفاء على جدران كوخ الفتاة 00
تحكي قصة الظلم والجهل والألم 00
حين يقتل الأبرياء بلا ذنب 00
سوى أنهم 00
أرادو حياة طاهرة عفيفة صافية معطائة 00لأنفسهم 00
-----------------------------------------
بقلم عذراء الكون : مرتادة القمم
لي فيك يا حلم البنفسج منيةً 00
اهدي شذاك إلى أرق ملاك 00
انت المحبة والوفاء وأنت لي 00
فيض الحنان فلا يعز رضاك 00
الروابط المفضلة