مجالس ومجالس ....
كثيرةُ هي المجالس .. تطول وتقصر .. وتندر وتكثر ..
ولكن أكثرها ضرره أكثر من نفعه .. ووباله قد يلحق ولو بعد حين .
ورغم أهمية المجالس في توجيه دفة المجتمع وتكوين الفكر .. خاصة للنساء ...
فهي غير معتنى بها شخصياً ولا اجتماعياً .. فما أكثر أن نجتمع للمجاملة ..
ويلحقنا من تبعات هذه الاجتماعات خسائر نفسية فضلاً عن المادية .
فإذا حانت فرصة لتتولى إحدى المدعوات الضيافة لمناسبة ما .. عادت الذاكرة إلى سفرة فلانة أو ملابسها أو أثاث البيت أو غيره .
وأصبح الهم الكبير هو في منافسة فلانة وتصرف من أجل ذلك الأموال الطائلة .
وانتشرت مظاهر الترف والإسراف والتعًّري .. والسبب تلك الاجتماعات غير الراشدة ..
وغياب التوجيه والتوعية بآدابها ولو فكرنا لوجدنا سلبياتها أكثر من حسناتها ..
فهل من سبيل إلى استغلال مثل هذه الاجتماعات وترشيدها؟!
وفي المقابل ظهرت اجتماعات مباركة تسعى للتثقيف ونشر الوعي بعيداً عن مظاهر السطحية والتقليعات الساذجة ..
عن طريق اللقاءات المنتظمة كحلق دور التحفيظ أو المحاضرات ، فترى الإقبال على هذه المجالس يزداد..
وقل أن ترتاده واحدة ثم تفرط فيه! وذلك لما تجد من الراحة النفسية وهدوء البال - لاسيما بعد الانصراف منها -
حتى إن كثيراً من المشكلات الاجتماعية والنفسية تُحلُّ في هذه المجالس بمجرد الحضور وسماع الكلام الطيب .
فكم حَلًّت من خلافات زوجية ..
وكم حذرت من وساوس شيطانية ..
وكم شفت من أمراض نفسية ..
وكم وَقت من كوراث بشرية ..
بل كم رفعت من همم وأعلت من طموحات ، كم أشعلت التنافس في الخيرات في نفوس كادت أن تموت وهي حية ..
فأضحت تشعر بالحياة عن طريقها !!
كم قربت من نفوس متنافرة ..
وكم جلبت السعادة إلى قلوب نحرها الاكتئاب والعزلة بعد معرفة من تصفو وتحلو بهم الحياة!!
ما أحلى تلك المجالس التي تخلو من قيل وقال .. إلا من قول الله وروسوله صلى الله عليه وسلم!!
وأعظم بها من اجتماعات تخرج الواحدة مغفوراً لها "أخبركم أني قد غفرت لهم ،
فتقول الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله عز وجل : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم" .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جعل وصف الجليس الصالح كحامل المسك ، فهو يسمع خيراً وينقل خيراً ،
فإذا قام مجالسه قام بمثل مامعه كناقل الطيب . وأين هذا من نافخ الكير؟ فهو يتأذى بجلسته ويؤذي بعد انصرافه منها .
فتلك تدعو إلى خير كثير وهذه تقود لشر مستطير .. فأين هذه من تلك؟!
ولا يغرنَّك مافي مجالس الغفلة من الضحكات واللهو ولا يهولنك مافي مجالس التذكير من التخويف والنكير ،
فلأن تجالسين أقواماً يخوفونك حتى تبلغ مأمناً خير لك من أن تجالس أقواماً يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف .
فابحثي عن بطانة صالحة وعليك بالمجالس المباركة فثمراتها المشورة بالرشد والسداد للرأي ..
ولو لم يكن لك من تلك الخلة إلا اللحاق بها في الآخرة لكفى .. (المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل) .
وكم من أناس يبلغون بحبهم للصالحين منازلهم (أنت مع من أحببت) .
أحبُّ الصاحلين ولستُ منهـــــم <><> وأرجو أن أنال بهم شفاعــــة
وأكره من تجارته المعاصـــــي <><> وإن كنا جميعاً في البضاعة
بقلم الدكتورة : رقية المحارب.
كثيرةُ هي المجالس .. تطول وتقصر .. وتندر وتكثر ..
ولكن أكثرها ضرره أكثر من نفعه .. ووباله قد يلحق ولو بعد حين .
ورغم أهمية المجالس في توجيه دفة المجتمع وتكوين الفكر .. خاصة للنساء ...
فهي غير معتنى بها شخصياً ولا اجتماعياً .. فما أكثر أن نجتمع للمجاملة ..
ويلحقنا من تبعات هذه الاجتماعات خسائر نفسية فضلاً عن المادية .
فإذا حانت فرصة لتتولى إحدى المدعوات الضيافة لمناسبة ما .. عادت الذاكرة إلى سفرة فلانة أو ملابسها أو أثاث البيت أو غيره .
وأصبح الهم الكبير هو في منافسة فلانة وتصرف من أجل ذلك الأموال الطائلة .
وانتشرت مظاهر الترف والإسراف والتعًّري .. والسبب تلك الاجتماعات غير الراشدة ..
وغياب التوجيه والتوعية بآدابها ولو فكرنا لوجدنا سلبياتها أكثر من حسناتها ..
فهل من سبيل إلى استغلال مثل هذه الاجتماعات وترشيدها؟!
وفي المقابل ظهرت اجتماعات مباركة تسعى للتثقيف ونشر الوعي بعيداً عن مظاهر السطحية والتقليعات الساذجة ..
عن طريق اللقاءات المنتظمة كحلق دور التحفيظ أو المحاضرات ، فترى الإقبال على هذه المجالس يزداد..
وقل أن ترتاده واحدة ثم تفرط فيه! وذلك لما تجد من الراحة النفسية وهدوء البال - لاسيما بعد الانصراف منها -
حتى إن كثيراً من المشكلات الاجتماعية والنفسية تُحلُّ في هذه المجالس بمجرد الحضور وسماع الكلام الطيب .
فكم حَلًّت من خلافات زوجية ..
وكم حذرت من وساوس شيطانية ..
وكم شفت من أمراض نفسية ..
وكم وَقت من كوراث بشرية ..
بل كم رفعت من همم وأعلت من طموحات ، كم أشعلت التنافس في الخيرات في نفوس كادت أن تموت وهي حية ..
فأضحت تشعر بالحياة عن طريقها !!
كم قربت من نفوس متنافرة ..
وكم جلبت السعادة إلى قلوب نحرها الاكتئاب والعزلة بعد معرفة من تصفو وتحلو بهم الحياة!!
ما أحلى تلك المجالس التي تخلو من قيل وقال .. إلا من قول الله وروسوله صلى الله عليه وسلم!!
وأعظم بها من اجتماعات تخرج الواحدة مغفوراً لها "أخبركم أني قد غفرت لهم ،
فتقول الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله عز وجل : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم" .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جعل وصف الجليس الصالح كحامل المسك ، فهو يسمع خيراً وينقل خيراً ،
فإذا قام مجالسه قام بمثل مامعه كناقل الطيب . وأين هذا من نافخ الكير؟ فهو يتأذى بجلسته ويؤذي بعد انصرافه منها .
فتلك تدعو إلى خير كثير وهذه تقود لشر مستطير .. فأين هذه من تلك؟!
ولا يغرنَّك مافي مجالس الغفلة من الضحكات واللهو ولا يهولنك مافي مجالس التذكير من التخويف والنكير ،
فلأن تجالسين أقواماً يخوفونك حتى تبلغ مأمناً خير لك من أن تجالس أقواماً يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف .
فابحثي عن بطانة صالحة وعليك بالمجالس المباركة فثمراتها المشورة بالرشد والسداد للرأي ..
ولو لم يكن لك من تلك الخلة إلا اللحاق بها في الآخرة لكفى .. (المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل) .
وكم من أناس يبلغون بحبهم للصالحين منازلهم (أنت مع من أحببت) .
أحبُّ الصاحلين ولستُ منهـــــم <><> وأرجو أن أنال بهم شفاعــــة
وأكره من تجارته المعاصـــــي <><> وإن كنا جميعاً في البضاعة
بقلم الدكتورة : رقية المحارب.
تعليق