صحيفة كندية : (CIA) لديه معلومات عن تورط الموساد في التفجيرات الأمريكية
September 29, 2001
كشفت صحيفة «نيوز امبرجو» الكندية عن أن مصادر من الـ(CIA) أكدت لها أن لديها معلومات شبه أكيدة بتورط جهاز الموساد في الهجمات الإرهابية الأخيرة علي مبني مركز التجارة العالمي والبنتاجون.
وقد أكد المصدر - الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفًا من الأضرار التي قد تنجم عن ذلك - أن هذه الاحتمالات واردة وأن أجهزتهم كشفت وجود تهديد (إسرائيلي) بضرب منشآت في الولايات المتحدة من أجل إثارة الرأي العام الأمريكي ضد العرب, وفي الوقت نفسه تكون فرصة أكبر للجيش (الإسرائيلي) فيحصل علي الضوء الأخضر ليقوم بشن هجوم واسع النطاق ضد الفلسطينيين.
وقال المصدر إن هذا الهجوم يتطلب دقة عسكرية عالية جدًا في التنفيذ وأن العمل تم تنفيذه من قبل جيش أو جهة استخباراتية عالمية لا من قبل إرهابيين لا يملكون ما تملكه الدول العظمى في هذا المجال.
وقال أيضًا إن هذه الهجمات حوّلت الرأي العام في الولايات المتحدة ضد العرب والمسلمين لصالح (إسرائيل) خصوصًا بعد أن ارتفعت أصوات إدانة (إسرائيل) بالعنصرية بعد أحد عشر شهرًا من الانتفاضة الفلسطينية وذلك في مؤتمر ديربان.
من جهة أخرى قال محللون إن بعض هذه المؤشرات القوية في اتهام الموساد يتمثل في المعلومات التي أكدت أن ما بين 4 إلي 5 آلاف يهودي أمريكي يعملون بمركز التجارة العالمي في نيويورك لم يتوجهوا لأعمالهم يوم الهجوم بايعاز واضح من عناصر الموساد.. ومن المستحيل أن يكون امتناع هذا العدد الكبير عن الذهاب لأعمالهم في يوم واحد من قبيل المصادفة, خاصة في ضوء ما تردد أيضا عن منع الموساد لرئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون من القيام بزيارة الولايات المتحدة في نفس اليوم, كما كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية عن قيام المباحث الفيدرالية الأمريكية بإلقاء القبض علي خمسة صهاينة للاشتباه في تورطهم في التفجيرات, وأنهم كانوا يعملون في شركة للنقل يمتلكها صهيوني في نيوجيرسي القريبة من نيويورك, وحققت معهم الشرطة بشكل مطول لمدة ثلاثة أيام بعد اعتقالهم عقب الهجوم بأربع ساعات فقط أثناء قيامهم بتصوير التفجيرات وهم يرقصون فرحا, وأضافت الصحيفة إن أحد المشتبه فيهم تم التحقيق معه لمدة 14 ساعة متصلة للاشتباه في انتمائه للموساد, بعد أن تبين أنه يحمل جنسية دولة أوروبية بجانب جنسيته الصهيونية وهو ما يسمح به فقط للعاملين بالموساد.واستنتاج قيام الموساد بهذه التفجيرات في أهم دولة حليفة لها يستند إلي تورطه في عمليات شبيهة سابقة, مثل تفجيره السفينة الأمريكية «ليبرتي» عام 1967, خاصة أنه لا توجد منظمة أو دولة تملك امكانيات مالية وتقنية عالية وتغلغل داخل المجتمع والمؤسسات الأمريكية سوي الكيان الصهيوني وذراعه الموساد, يؤكد ذلك ما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية عن عدم وجود أي أشخاص عرب علي متن الطائرتين اللتين ضربتا مركز التجارة العالمي.
أما الأهداف التي سعى الموساد لتحقيقها من وراء هذه العملية, والتي تحقق بعضها بالفعل فتتمثل في صرف أنظار الرأي العام العالمي - في ظل انشغاله بهذا الحدث - في ايقاع أكبر الخسائر البشرية والمادية بالفلسطينيين مع الاطمئنان إلي غياب رد الفعل, وممارسة أقسي الضغوط علي السلطة الفلسطينية لاخضاعها للشروط الصهيونية, وهو ما أفصح عند وزير الدفاع الصهوني «بنيامين بن اليعازر» في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية حيث قال :«كل ما علينا الآن أن نحصر عرفات في الزاوية, فإما أن يسلك طريق المفاوضات وإما اعتباره زعيما إرهابيا, وكان عضو الكنيست «تسفي هندل» و«يسرائيل كاتس» أكثر مباشرة عبر دعوتهما إلي استثمار المصيبة الأمريكية لتركيع الفلسطينيين, وبالفعل فقد قبل عرفات بوقف إطلاق النار كشرط للعودة للتفاوض وهو ما كان يرفضه طيلة 12 شهرا من عمر الانتفاضة, ويعزز من هذا الهدف أن الصهاينة أخفقوا طوال هذه الشهور في فرض حلولهم الاستسلامية وفشلت نظرية شارون الأمنية وخطة «المائة يوم», يقترن ذلك بلقاء عرفات الذي كان وشيكا ببشار الأسد وما كان يمكن أن يعقبه من اتجاهه للكفاح المسلح بدعم سوري إيراني ومن بعض الدول العربية في وقت لاحق أسوة بحزب الله.
يضاف إلى ذلك استهداف الموساد لمواجهة غير متوازنة بين العالمين العربي والإسلامي والغربي في حالة اشتداد الضربات علي أفغانستان أو مساسها بالقدرات النووية الباكستانية, أو امتدادها لدول عربية وإسلامية أخري مثل العراق وإيران وسوريا وليبيا ولبنان واليمن, الأمر الذي يؤدي لشيوع الكراهية أكثر للعرب والمسلمين في المجتمعات الغربية, بعد أن كانت مظاهر هذه الكراهية قد بدأت تتسلل ضد اليهود نتيجة أحداث الانتفاضة, وبالتالي نجاح الموساد - بالتزامن مع أبواقه الإعلامية - تحويل الرأي العام العالمي في الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين.
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة