انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 9 من 9

الموضوع: توازن الإسلام في: [العفو والانتصار]، (23)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم

    movingflower توازن الإسلام في: [العفو والانتصار]، (23)

    توازن الإسلام في: العفو والانتصار
    العفو خلق من أعظم الأخلاق التي جاء بها الإسلام، فقد حث القرآن والسنة على أفضلية العفو، فبه تربط المجتمعات، وتصفى القلوب، وتطفئ نار الغل والحقد، وبه يعم الحب والسلام والرحمة.. لذلك كان من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال r: ( إن الله تعالى عفو يحب العفو ) صحيح الجامع1/ 1779.وجعله من صفات المتقين ، فقال تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)] آل عمران.
    فالعفو درجة أعلى وأعظم من كظم الغيظ، فالإنسان ربما يكظم غيظه ويمسك لسانه عن المعتدي.. لكن قد يكون في داخل قلبه حقد أو غل على من أساء إليه، أما العفو فدرجة أعظم من كظم الغيظ بحيث أنه يمنع القلب أيضا من أن يحمل العداوة والبغضاء على المعتدين، قال تعالى: [وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)] فصلت.
    لذلك كان العفو من أهم العلاقات بين المسلمين، فحث الإسلام على العفو عن القاتل والظالم والمسكين.. بل كان الرسول r يعفو أيضا عن الكفار.. فعفا عن الأسرى في بعض الحروب، وعفا عن الكفار الذين آذوه وأخرجوه وحاربوه!!!
    فقد قال تعالى في الآية الكريمة السابقة: [والعافين عن الناس] أي جميع الناس بدون نظر لنوع والجنس.
    والعفو سمه الأنبياء والصالحين ،في كل زمان ومكان، ولا يكون العفو إلا عند المقدرة على الانتصار.. فهاهو نبي الله يوسف عليه ، يقابل أخوته الذين خطفوه في صغره، وحرموه من والديه، والقوه في البئر، ليصبح رقا يشترى..ثم يسجن ويعرض للفتن-التي عصمه الله تعالى منها- ..ويعيش بعيدا عن أهله.. ويقاسي الكثير الكثير.. من الابتلاءات.. بسببهم.. فلما قابل إخوته أولائك ..وبعد أن صار ملكا على خزائن الأرض.. وقادرا على البطش والنكال بهم.. قال لهم : [قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)] يوسف،
    لقد رد يوسف عليه السلام بكلمات قليلة ، لكنها تحمل إيمانا راسخا ويقينا جازما .. إنه لا ينتظر الأجر إلا من الله تعالى وحده، قال تعالى: [وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)] الشورى، هذا هو خط توازن العفو في الإسلام.. أن تعفو مع كامل القدرة على الانتقام..
    جزاء العفو:
    وإذا كنا نريد أن نمضي في ذكر فضائل العفو فهي كثيرة جدا..منها..
    1- عفو الله تعالى،قال تعالى: [وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)]النور.
    2-حب الله تعالى،قال r: (إن الله تعالى عفو يحب العفو) صحيح الجامع1/1779
    3-ضمان بالجنة، قال تعالى: [وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)] آل عمران.
    4-نزول الرضا،قال r: (ومن كظم غيظاً ولو شاء أن يمضيه أمضاه،ملئ الله قلبه رضا يوم القيامة) صحيح الجامع1/176
    5-العز في الدنيا والآخرة،قال r: (وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزا) رواه مسلم2588
    6-الراحة والطمأنينة والسعادة.
    يا عظيم المن يا رب السما***مدني بالعفو عن من ظلما
    واجعلاً مني تقياً مؤمنا***يقتفي الهادي الحبيب الأعظما
    عيش من يعفو هنيٌ طيبُ***قلبهُ من كل شرٍ سلما
    يا قلوب زينتها رحمةٌ***ليت قلبي فيك بالعفو انتمى
    لو درى المبحر في أحقاده***ما الذي في عفوه ما انتقما
    راحة للقلب عز ٌرفعةٌ***ومن الأسقام ِ للجسمِ حما
    إنما العفوُ سبيلٌ لرضا***أيُ عفو ٍجر يوماً ندما
    أسعدُ الناسِ وأنداهم يدا***من يلاقي سؤهم مبتسما
    إذا ..فالإسلام يشجع ويحث على العفو.. ويجازي عليه بأفضل وأعظم الجزاء.. ومن جهة أخرى ، يقر الإسلام ويدعو للانتصار وأخذ الحقوق الواجبة !! فالعفو في الإسلام لا يفتح الباب للأعداء والظالمين والمفسدين في الأرض.. أن يتمادوا في ظلمهم وإفسادهم..!!
    إن الإسلام دين عزيز.. يعطي لكافة أبناءة العزة والرفعة.. ولا يقبل لهم الذل والمهانة أبدا، فالمسلم عزيز ، بإسلامه وإيمانه وقيمه وأخلاقه.. وحق لكل مسلم أن يرتفع على جميع البشر لأنه: مسلم.
    قال r: (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)خ/2[ 5763 ]
    وقد بوب البخاري في كتابه:باب الانتصار من الظالم لقوله جل ذكره : [لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)] النساء، [وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39)]الشورى، قال إبراهيم: "كانوا يكرهون أن يستذلوا فإذا قدروا عفوا" خ/1
    باب عفو المظلوم لقوله تعالى: [إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149)] النساء، [وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)]الشورى، البخاري/1
    من هنا كان التوازن في الإسلام.. قال تعالى: [فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)]البقرة، والاعتداء على المعتدي يكون بالمثل لا بالزيادة، وقال تعالى: [وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41)]الشورى–هنا يقر الإسلام أن الانتصار على الظالمين أمر لاشك فيه- ثم يبن تعالى أن الإثم والعقاب على الظالمين.. قال تعالى: [إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)] الشورى .لكن الإسلام يرغب في العفو والصلح بقدر التوسط، قال تعالى: [وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)] الشورى.
    ولكن إذا كثر الظلم وتوالت الاعتداءات ..- فالإسلام يفضل ويسمح بالانتصار..ولا يقبل الذل والاستضعاف .. وبهذا التوازن يعيش المسلم في عزة بأخذ حقه من ظالمة بدون زيادة .
    فتوازن الإسلام.. يحث على التحلي بالعفو والصفح.. ويقر بالانتصار على الظالمين .
    هذا هو الإسلام.. –دين الفطرة ودين الله الواحد الأحد..العالم بطبيعة الخلق- يقر بطبيعة البشر المجبولة على حب الانتصار، وكراهية الذل والمهانة.. ويهذب تلك النفس، ويربيها على الصبر والعفو .. لتقوم على مجتمع آمن مترابط متراحم ..فلا يكون لنفس حظا .. إلا انتظار الأجر من الله تعالى وحده.
    قال تعالى: [وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)]النحل.
    ___________________________________________

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الموقع
    الرياض
    الردود
    117
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الموقع
    الدمـــــــــــــامــ
    الردود
    110
    الجنس
    أنثى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الردود
    307
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير يالغالية

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    104
    الجنس
    أنثى
    جزاك الله خير

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    108
    الجنس
    أنثى

    happylove

    جزاكم الله كل خير

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الردود
    102
    الجنس
    امرأة
    جزاك الله خيـــــرا


    وبارك الله فيـــــــــــــك

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الردود
    107
    الجنس
    ذكر
    جــــزاك الله خيـــــــرا

    وبارك الله فيـــــكم الف عافية

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    جزاكم الله خيرا.. وبارك الله فيكم..
    أشكـركم على تواجدكم الـــــــــرائع

مواضيع مشابهه

  1. توازن الإسلام في : [الإتباع] (10)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 11
    اخر موضوع: 09-10-2011, 04:13 PM
  2. توازن الإسلام في : [الزينة]، (26)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 21-09-2011, 03:39 PM
  3. توازن الإسلام في: [العمل]، (20)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 17-09-2011, 05:09 PM
  4. توازن الإسلام في: [الجهاد]،(16)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 17-09-2011, 05:06 PM
  5. توازن الإسلام في : [العبادات]، (14)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 19-07-2011, 05:24 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الكلمات الاستدلالية لهذا الموضوع

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ