تويت
كل أم واعية ذكية تحاول دائما البحث عن طرق سلسة في التربية
تساعدها فى غرس المفاهيم والعقائد التي تريد أن تزرعها فى أبنائها
بطريقة بعيدة عن الأمر المباشر الذي قد يؤدى إلى الملل
وعدم الإنصات من الأبناء وحدوث فجوة بينهم وبين والدتهم
وكثيرة هي الطرق التي أثبت فاعليتها ونجاحها في تربية الأبناء
وإخراج جيل قائم على المحبة والاحترام المتبادل
وثقة الطفل في نفسه وإبداعه في مجالات شتى
منها التربية الإيمانية
التربية بالموعظة
التربية بالقدوة
وحتى التربية بالعقوبة بطريقة ذكية حكيمة وغيرها الكثير
ولكن هناك وسيلة مهمة فى تكوين وإعداد شخصية الأبناء
والمساعدة على غرس القيم والمبادئ نغفل عنها كثيرا
ألا إنها القصة.... نعم القصة
وقد إستخدم القرآن الكريم الأسلوب القصصى
فى التربية الإيمانية بأسلوب تميل له الفطرة البشرية،
وقد استخدمه الرسول صلوات ربى وسلامه عليه مع أصحابه ،
وقد ذكرت عدة قصص فى السنة النبوية كقصة الأعمى والأقرع والأبرص،
وأصحاب الغار وغيرها.
إذا القصة ليست مجرد حكاية تروى لأبنائنا أو جمل نقصها عليهم للتسلية،
إنما هي وسيلة تربوية فعالة لنرسل من خلالها ما نريد لأبنائنا،
بطريقة مشوقة ممتعة مسلية وفي ذات الوقت غير مباشرة.
فوائد القصة
أهم فائدة للقصة أنها تجعلنا نقضى وقتا مع أولادنا
وحتى لو كان قصيرا وقتا لأجلهم فقط
كما أنها تدرب الطفل على مهارات التواصل والإنصات
و تعمل على تنمية المعرفة لدى الطفل فهي تحوى معلومات علمية متنوعة
وفى نفس الوقت بسيطة يفهمها الطفل ويستوعبها
و تساعد في زرع حب اللغة العربية إذا ما كانت القصة باللغة الفصحى
فالطفل ذكى ماهر يلتقط بسهولة.
وتعمل القصة على زيادة عنصر الأدب ومعرفة كيفية تنسيق الجمل وترتيبها
من خلال ما يُقرأ له,
وتنمى خياله فهو يأخذ بتصور الشخصيات والأماكن
إذا كانت القصة لا تحتوي على الصور فهو يرسم كل ذلك بمخيلته.
كما أنه يستنبط ويدرك المعنى والمغزى من القصة
وإن كان هذا يختلف من طفل لآخر ولكنه يزداد بالممارسة
أي القصص نختار؟؟!!
بعد أن أدركنا أهمية القصة فى حياة الطفل نحتاج إلى معرفة أى القصص نختار لأبنائنا
وعلينا فى هذه النقطة أن نراعى عمر الطفل أولا ونختار ما يناسبه
فالأطفال قبل المدرسة يفضل لهم القصص القصيرة التى تحوى صورا
وتكون أبطالها الحيوانات كالأرنب والحصان وهكذا .
والأطفال في سن المدرسة يحبون القصص الخيالية والشخصيات
كما يحبون أن يتعرفوا على ثقافات أخرى.
والأطفال الأكبر سنا يستمعون للقصص الواقعية وقصص الأبطال
ونستطيع أن نبدأ معهم قصص الصحابة والتابعين بتوسع وشمولية.
كيف نروى القصة؟؟
القصة ليست جمل مرصوصة نقرأها قراءة سريعة ونعيد وضعها فى المكتبة
إنما هى كما قلنا وسيلة تربوية مهمة ووقتا ممتعا للأم وطفلها،
ولكي تكون القصة ممتعة على الأم أن تحاول قراءة القصة بأسلوب خاص،
تجسد فيه كل شخصية بطريقة مختلفة ،
وتنوع في صوتها وتغيره حسب الانفعالات والشخصيات ،
قد تساعدها الدمى المتحركة والعرائس في ذلك .
كما عليها أن تشارك طفلها فى القصة كأن تجعله يتخيل ما سيحدث قبل أن تنهى القصة
أو تقرأ له العنوان و تطلب منه أن يتوقع ماذا سيدور من أحداث
وقد تسأله في نهاية القصة ماذا استفاد أو ما المغزى
وإذا كان الأطفال صغار على ذلك قد تسألهم فى الصور وتنمى قوة الملاحظة
عندهم ماذا ترون فى الصورة؟
وكل أم لها أسلوبها الخاص
ما الموعد المناسب للقصة؟؟
طبعا الموعد المناسب من سيحدده هو الأم بحيث تكون متفرغة لأبنائها
على أن يكون موعدا يوميا ويكون الطفل بعيد عن نوبات الغضب أو الحزن.
لكن أفضل وقت لذلك هو وقت قبل النوم
وعلى الأم أن تجلس جلسة حميمية مع أبنائها بحيث تجلسهم من حولها
وتشعرهم بالمحبة والجو الأسرى الرائع،
وهكذا يقضون الأطفال آخر لحظات يومهم حول أمهم وهم فرحين سعداء.
والآن أخبرينا أيتها إلام الحنونة هل تقرأين لأطفالك قصصا
وإن كنت تفعلين ما نوعية القصص التى ترويها لهم؟؟
وإن كنتِ ممن لا يقرأ القصص لأطفاله هل تنوين قراءتها لهم؟!
همسة أخيرة
أخيتى أطفالنا أمانة فى أعناقنا وقد يطلبون منا أشياء
ونرفض بحجة أن الوقت غير مناسب أو أنه لا يوجد وقت لدينا أصلا
أو أن مشاغل الحياة ووو......
وما أسهل إختلاق الأعذار بالنسبة لنا
فلما لا نعطيهم شئ قليل من وقتنا
أسأل الله أن يوفقنا جميعا لرعاية أطفالنا وتنمية قدراتهم الإبداعية والمعرفية
تعليق